الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أكسب قلوب القرابة والأصدقاء وأحصل على محبتهم لي؟

السؤال

السلام عليكم

بدأت في الفترة الأخيرة أجد أن من حولي يشعرون بالبغض تجاهي، أمي, أبي, إخوتي وحتى أقاربي! قبل تلك الفترة التي شعرت بكره الناس لي لم يكن لي أصدقاء، بالرغم من أنني لا أظلم أحداً ولا أتكبر على أحد، وعندما وجدت الأمر هكذا بحثت في الإنترنت، لعلي أجد شيئاً ينفعني، فوجدت مشكلة لسائلة لها شكوى تشبه حالتي، فقررت أن أكون دمث الخلق وأحسن إلى الناس، وأن أصلح ما بيني وبين الله، حتى يصلح الله ما بيني وبين الناس، ويبدل حالهم تجاهي ويجعل لي المحبة والقبول عندهم، ولكن بعد ذلك تبادر إلي سؤال، أليس ذلك شرك نية؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

مرحبًا بك – أيُّها الولد الحبيب – في استشارات إسلام ويب، ونشكر لك تواصلك معنا، ونسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياك لكل خير، كما نشكر لك – أيُّها الحبيب اعتناءك بتصحيح أعمالك، واهتمامك بأن تكون أعمالك خالصة لوجه الله تعالى، وهذا دليل على رجاحة في عقلك، وحسن في إسلامك.

صحيح – أيُّها الحبيب – أن النيَّة هي لُب العمل وحياته وجوهره، فإن العمل الحقير اليسير تعظمه عند الله تعالى النيّة، ورب عمل كبير تحقره وتصغره النيّة، ومن ثم فكان لازمًا على الإنسان المؤمن العاقل أن يعتني بتصحيح نيته، وأن تكون أعماله خالصة لوجه الله تعالى.

قصد الإنسان ابتغاء مرضاة الله تعالى، وما يترتب على ذلك من خيرات وأجور في الدنيا والآخرة لا ينافي إخلاص النية، فإن الله عز وجل شرع لنا إذا أصابنا القحط والجدب أن نستسقي بالدعاء وبالاستغفار، والصلاة، حتى يُصيبنا فضل الله تعالى، وتنزل علينا رحمته، وشرع لنا عند الكسوف والخسوف أن نصلي ابتغاء أن يصرف الله عز وجل عنا هذا السوء والمكروه، وهكذا في أحيانٍ كثيرة، فإن الله تعالى يدعونا ويندبنا إلى الطاعة ابتغاء ما عنده سبحانه وتعالى من الفضل والخير، كما قال سبحانه وتعالى: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفًّارًا * يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارًا} وكون الإنسان يبتغي بعمله وجه الله تعالى، ويريد منه سبحانه وتعالى أن يُثيبه على عمله، ويُؤتيه خير الدنيا وخير الآخرة، فإن ذلك لا ينافي إخلاص النية وصحتها.

لا يتصور أبدًا من إنسان مؤمن بالله تعالى، ومؤمن بالدار الآخرة، أن يقصد الدنيا وحدها فقط، فإن هذا لا يصدر من مؤمن، كما يقول علماء التوحيد، وأنت - أيها الحبيب – إذا فعلت ما فعلت من الخير ابتغاء وجه الله، وطلب من الله سبحانه وتعالى أن يُحبك فيحببك إلى خلقه، فإن هذا لا ينافي إخلاصك وتجريدك العمل لله تعالى.

نصيحتنا لك ألا تستجيب لوسوسة الشيطان الذي يحاول أن يصدك عن العمل الصالح، تحت هذا النوع من المبررات، وجاهد نفسك على أن تقصد بعملك وجه الله، فإذا قبله الله عز وجل منك جاءك ثوابه العاجل والآجل.

نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يأخذ بيدك إلى كل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • عاشقة الدمو البر يئة

    جيدة هذه النصيحة ولكن هناك نصائح اجمل منها




  • أوروبا أماني

    جراكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً