الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجتي تتحاور مع نفسها وكأنها مع شخصية أخرى أثناء النوم، ما دلالة ذلك؟

السؤال

السلام عليكم

زوجتي تتحدث دائماً أثناء النوم، ويكون الحوار دائماً بينها وبين نفسها، أو بمعنى آخر مع سيدة أخرى، وتكون في شكل مناقشة لأي موضوع، تم بالفعل أثناء اليوم أو ما قبل، ويكون الحوار بينهما في أن تقوم هذه الأخرى في معاتبة زوجتي، على اتخاذ إجراء معين، أو أن تسامح زوجها على فعل معين، أو حسن نية معينة بيني وبينها! وتقوم الأخرى بمعاتبتها والرد عليها بأنها على خطأ، أو كيف تسامح أو تعطي لها عيوب هذا التصرف الذى تم منها، وحسن نيتها تجاهي أو تجاه الآخرين، ويكون الحوار في شكل سؤال وجواب أو قول ورد عليه من الأخرى.

أحياناً تقوم زوجتي بترديد قول هذه السيدة الأخرى، فأسمع أنا ما تقوله السيدة، وما تقوله زوجتي كرد عليها، وأيضاً أثناء النوم أحياناً زوجتي تكون خائفة من شيء أو شخص أو موقف يحدث لها أو شخص يحاول إيذائها، وممكن أن تتذكر موقفاً قديماً، أو مناقشة حادة، وتحاول الرد عليها.

حينما تحاول زوجتي أثناء النوم قراءة القرآن، ويكون بصوت مسموع، دون أن تدري هي، ولكني أسمعه أنا، وأيضاً حدث مرة أنها عند عملية الولادة أثناء البنج، أنها قرأت سورة البقرة بدون أن تكون حافظة لها من الأساس.

أيضاً في موقف غريب أنها عرفت، وتدري ما أقوم به أثناء أو قبل أو بعد ما أقوم أنا بفعل الموقف، والذي أخبئه عنها، كزيارة أحد من الأصدقاء أو الصديقات أو الذهاب لمكان ما، أو حوار أو حديث دار بيني وبين هؤلاء بدون علمها لأصل الموضوع! وأيضاً إذا خبأت شيئاً بدون علمها، كأن يدور حديث أو أي أمر، وهذا حدث مرة واحدة فقط أثناء علاقة معينة بيني وبين إحدى الصديقات بدون علم زوجتي.

أرجو الإفادة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله -جل جلاله- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف السوء عنك وعن أهلك وعن زوجك، وأن يجعلكم سعداء الدنيا والآخرة، وأن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، إنه جواد كريم.

بخصوص ما ورد برسالتك -أخي الكريم الفاضل- فالذي يبدو منها أن زوجتك بها مس من الجن، وأن هذا الجن يُدير الحوار معها ليلاً، كما أنه يخبرها عن بعض الأمور التي تقع منك نهارًا، ومما لا شك فيه أن زوجتك قد تكون مستريحة نوعًا ما لهذا التواجد، لأن الجن يوهمها أنه يقوم بأخبارها بأشياء عنك أو عن غيرك، وهي تظن بذلك أن لديها رقابة عليك، وبذلك أعتقد أنها لا تشعر بأي إشكال في وجود هذا الجني معها، إلا أنه ومما لا شك فيه، أنه شيء غير طبيعي، خاصة وأننا لا نعرف على وجه التحديد هل هذا الجني ذكر أم أنثى؟

في جميع الأحوال، فإنه يمثل نوعًا من الاعتداء على الإنسي، ويمثل أيضًا كذلك نوعًا من التقييد له، ونوعًا أيضًا من التحكم فيه، وهذا كله لا يقره الشرع لا من قريب ولا من بعيد.

لذا أرى -بارك الله فيك- أن تأخذ زوجتك إلى أحد الرقاة الثقات، ولعل في الأمارات عدداً من مشايخنا الكرام المشهورين المعروفين، وتعرضها عليه، وكم أتمنى أن يكون هذا سرًّا، حتى لا يهرب الشيطان وتجد أن الحالة نظيفة، ليقول لك الراقي (إنه ليس بها شيء) وإنما لك أن تنسق مع هذا الأخ المعالج، وأن تدخل عليها فجأة، كما لو كان صديقًا لك، ثم بعد ذلك تبدأ عملية العلاج، وقد يحتاج العلاج إلى وقت طويل، وقد لا يستغرق شيئًا حسب قدرة هذا الجني الموجود، على مقاومة كلام الله تعالى وكلام نبيه -عليه صلاة الله وسلامه-.

امرأتك بها مس حقيقي من الجن، وتحتاج فعلاً إلى رقية شرعية حتى تعود طبيعية كأي امرأة أخرى بلا مؤثرات خارجية، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يصرف عنها كيد شياطين الإنس والجن، وأن يحفظك وإياها وسائر المسلمين بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.

هذا وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً