الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أثبت وأعزز من ثقتي بنفسي أمام الآخرين؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أنا طالبة وأريد القول أن علي بعد أسبوع الإلقاء عبر الإذاعة المدرسية، وأنا أعاني من رجفة في اليدين، وسرعة في نبضات القلب، وبلعة في الريق، فما الحل؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على السؤال الجيد والمختصر.

من الطبيعي أن يرتبك الإنسان عند الإلقاء أمام الآخرين سواء بالإذاعة أم بشكل مباشر، والحمد لله أنه لست أنا من سيقوم بهذا وإنما أنت.

من الواضح أن ما عندك هي حالة من الرهاب أو الخوف الاجتماعي, حيث يرتبك الإنسان من لقاء الناس والنظر في وجوههم أو الكلام أمامهم والاجتماع بهم في بعض الظروف الاجتماعية, وخاصة ربما عند المقابلات الإذاعية وغيرها، مع ما يرافق هذا الخوف من الارتباك والأعراض الجسدية الأخرى, كالقلق, والتنميل, والتعرق, والارتعاش, ورجفة اليدين, وتسارع ضربات القلب, وضعف التركيز ربما في فهم ما يُقال له، وبالتالي فقد يشعر بعدم الرغبة في الخروج من البيت, أو الاختلاط بالناس, أو في الحديث في الإذاعة.

لقد قدمتُ شخصيا الكثير من المقابلات التلفزيونية والإذاعية، ومعظمها على الهواء وغير مسجلة، وفي كل مرة، وحتى الآن أسأل نفسي آخر لحظة قبيل المقابلة "لماذا قبلت بإجراء هذه المقابلة؟!!"

إلا أن هذا الشك أو التردد أمر إنساني طبيعي.

وبسبب كل هذا فأنت لا تشعرين الآن بالثقة الكبيرة في نفسك، مما قد يجعلك تترددين في القيام بهذا الحديث الإذاعي, وربما تفكرين بالهروب من مواجهة الأمر ببعض الحجج للآخرين.

فما العمل الآن؟
إن تجنب لقاء الناس والحديث معهم لا يحل المشكلة، وإنما يجعلها تتفاقم وتشتد، وتزيد في ضعف الثقة بالنفس، ولذلك عليك القيام بهذا الحديث، وعدم تجنبهم بالرغم من الصعوبات، وستجدين من خلال التجربة أن ثقتك في نفسك أفضل وأفضل، وستجدين مقابلة الناس والحديث معهم بالإذاعة أو من دون إذاعة أسهل بكثير مما كنت عليه في السابق.

وهكذا فالعلاج الفعال لهذه الحالة هو العلاج السلوكي والذي هو ببساطة اقتحام اللقاءات بالناس، وتحمل ما تشعر به من الانزعاج، وعدم الانسحاب من هذه المواجهة، حتى تعتادي على هذا وتزداد ثقتك في نفسك، وبحيث يمكن أن تصلي إلى حالة تستطيعين معها الحديث أمام الناس وبكل ثقة وارتياح ولو كانت مقابلة تلفزيونية على الهواء.

إن الكثير من المتحدثين العظام كانوا قد عانوا مما تعاني منه الآن، وهي مرحلة وستتجاوزينها مع الزمن.

ولا تنسِ أنه طالما الحديث في الإذاعة المدرسية فالناس لن يرون وجهك أحمر أو رجفة يديك... وطبعا وجود زجاجة ماء صغيرة معك لأمر مفيد وكثيرا ما أفعله.

ويمكنك في موضوع الكلام أمام الناس أن تتقصدي بعض البطء بالكلام لأن هذا يمكن أن يخفي بعض الارتباك الذي قد تشعرين به.

كم كنت أتمنى سماع حديثك هذا بعد أسبوع.

وفقك الله ونفع بك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أمريكا يزن

    اتمنا لكي التوفيق

  • الجزائر اسراء

    بالتوفيق و شكرا

  • اليونان بشرى

    شكرا ع هذه النصائح

  • السعودية نوف .. فرنسا

    جيد

  • ألمانيا محمد فتح الله

    خالص الشكر والتقدير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً