الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام المعدة والقولون من سنوات رغم العلاج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

من صغري وأنا أخاف جداً من أي شيء، من الظلام والصوت العالي والامتحانات والموت وأشياء مثل ذلك، ودايماً أشتكي من وجع في بطني، وأكشف ويكون بسبب القولون العصبي وآخذ علاجاً، ومن حوالي 4 سنين ظهرت جرثومة المعدة بالتحاليل، وأخذت علاجها، أنا إنسانه حساسة جداً من أقل شيء وجبانة، ويوم قامت الثورة في مصر أصبت برهبة وخوف شديد أثرا على معدتي وقولوني، وزاد الارتجاع عندي والجرثومة.

أجرى لي الدكتور منظاراً للمعدة لعدم راحتي، وأنا أخاف جداً من المنظار، والنتيجة أن لدي جرثومة المعدة والتهابات سطحية وفتق بسيط جداً لا يذكر، كنت خائفة جداً من المنظار كأني في عملية قلب مفتوح، من حينها وأنا مركزة مع قولوني ومعدتي، وآخذ نيكسيام منذ سنتين إلى الآن، وأخذت كلاسيد ونيكسيام واموكسيل للجرثومة، وأخذت بيبتك كير أكثر من مرة، وكلما أخذت دواء للجرثومة تعود مرة أخرى لكن تكون ضعيفة، ذهبت لكبار الدكاترة وأجمعوا على أني حساسة جداً لحمض المعدة حتي لو كان طبيعياً، لهذا أحس بلسعة أو جرح في معدتي، وقولوني ومعدتي حساسان جداً، وقمت بعمل أشعة كثيرة جداً وتحاليل، وكلها -والحمد لله- سليمة.

مشكلتي أن صرت أخاف من الأكل والشرب والدواء، لأن الدكتور كتب لي امبيريد واضطرب هرمون الحليب عندي، فاضطربت الدورة وانقطعت لفترة، وأنا مخطوبة، وذهبت لدكتور نساء وطلب مني إيقاف الامبيريد، وكتب لي دوستنكس،- والحمد لله- انتظمت الدورة مرة أخرى. أصبح عندي انعدام ثقه في الدكاترة وفي الدواء، لكن الدكتور قال: أنت حساسة جداً، وتتأثرين من كل شيء، ويجب أن تأخذي دواء مثل الامبيريد أو نوديبرين. على الرغم من أني أخذت النوديبرين من قبل، وأخذت أدوية كثيرة جداً للمعدة والقولون، وأصبحت أحس بهما وبحركتهما، ودائماً أعاني من انتفاخ وأوجاع وغثيان، وحالة نفسية سيئة وخوف شديد، فطلب مني الدكتور منظاراً آخر، ولا أعرف هل أجريه أم لا، الدكتور يطمئنني أن حالتي بسيطة وأهون من ناس كثر لكني حساسة ومركزة على مشكلتي، ماذا أفعل؟

إحساسي بالخوف عالي لأني منذ سنتين أو أكثر آخذ علاجاً للقولون والمعدة، ولا أشعر بتحسن أبداً، أغلب الوقت أحس بتعب وأرتاح قليلاً عندما آخذ النوديبرين، ماهي مشكلتي الأساسية؟ الدكتور يقول: أنت عندك فراغ، وإذا تزوجت ستصبحين أفضل، وستنسين كل هذا. أخاف أن أتعود على الأدوية، ودخلت في حالة الشعور التعب في أي مكان في جمسي والتركيز معه، سامحوني للإطالة.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سيد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أعراض الجهاز الهضمي المزعجة لصاحبها والمتكررة -من النوع الذي ذكرته–، غالبًا يكون القلق النفسي هو المحرك الأساسي لها، وهذه الحالات تعتبر من الحالات النفسوجسدية، والإكثار من الفحوصات وعمل المناظير والتردد على الأطباء قد تكون له آثار سلبية جدًّا على الإنسان، حيث إن الإنسان قد يدخل في نوع من التوهم المرضي، وأفضل وسيلة هي أن تكون لك مراجعات دورية مع الطبيب، مثلاً مرة واحدة كل ثلاثة أشهر أو كل أربعة أشهر، من أجل إجراء الفحص الروتيني والتأكد من الأمور الطبية الأساسية أنها سليمة، هذه هي الطريقة الأفضل والطريقة الأحسن.

الأمر الثاني: القولون العصبي وأعراض المعدة المصحوبة بالقلق تتطلب ممارسة الرياضة، يجب أن تكون هنالك برامج جادة لممارسة الرياضة، لذا -أيتها الفاضلة الكريمة– تخيّري أي نوع من الرياضة يناسب الفتاة المسلمة، الرياضة تقوّي النفوس والأجسام، وتقضي تمامًا على الشوائب النفسية السلبية، وتُشعر الإنسان بأنه يعيش حياة صحية.

النقطة الثالثة هي: ضرورة أن تفرغي عمّا بداخلك، لأن التعبير عن الذات مهم جدًّا، والاحتقانات الداخلية التي تنتج من أن الإنسان قد يكتم في نفسه–خاصة الأمور البسيطة التي لا تُرضيه–، فهذه الاحتقانات تزداد وتتكرر لتصل لمراحل انفعالية شديدة مما ينعكس سلبًا على الجسد.

رابعًا: تنظيم الوقت بصورة جيدة، والانخراط في الأنشطة المختلفة له عائد إيجابي جدًّا.

النقطة الأخيرة: أتفق معك أن الإكثار من الأدوية لا داعي له، وأنا أعتقد أن تناول دواء واحد مضاد للقلق، ومحسن للمزاج ومزيل للمخاوف سيكون كافيًا جدًّا، والدواء الذي نفضله ونرشحه في مثل حالتك هو العقار الذي يعرف باسم (إستالوبرام) هذا اسمه العلمي، واسمه التجاري هو (سبرالكس)، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط –أي خمسة مليجرام– يتم تناولها لمدة شهر، ويفضل تناوله بعد الأكل، وبعد انقضاء الشهر تتناولين حبة كاملة –أي عشرة مليجرام– يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضينها إلى نصف حبة يوميًا لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفين عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أراه وأنصح به، ولا أريدك بالطبع أن تبدئي في تناول هذا الدواء دون الرجوع واستشارة طبيبك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر أيمن

    والله السيبرالكس علاج ممتاز للوسواس القاهرى انا مجربه ومالهوش اى اعراض جانبية واكيد مفيد جدا فى هذه الحالة والجرعان بهذا النظام ممتازة جدا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً