الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالرهاب الاجتماعي واستخدمت عدة أدوية، انصحوني بشأنها

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أصبت بالرهاب الاجتماعي منذ أكثر من (12) عامًا, وقد لجأت إلى استخدام عدة أدوية من حينها, والحمد لله فقد كان هناك تجاوب جيد مع الأدوية, والعلاجات التي استخدمتها هي: سايروكسات, ثم فافرين, ثم افكسور, إلا أن الاستفادة المثالية كانت عندما وصف لي أحد الأطباء -جزاه الله كل خير- السايروكسات سي آر، مع اللاميكتال, فقد كان تأثير اللاميكتال قويا جدًا على الرهاب -بفضل الله-, وقد استمررت على السايروكسات واللاميكتال منذ أكثر من خمس سنوات, بدون أن أشعر بالرهاب إلا في مواقف نادرة تكون الرهبة البسيطة تجاهها أمرًا طبيعيًا.

المهم أن الجرعة المثالية كانت بالنسبة لي مرتفعة من الدوائين, حيث كانت خمسين ملج من السايروكسات, مقسمة في الصباح والمساء, ومئة مليجرام من اللاميكتال صباحًا ومئة أخرى مساء, إلا أن لي سنة تقريبًا أقوم باستخدام مائتين صباحًا ومائة مساء؛ لأنها كانت الجرعة المثالية التي لا أشعر معها بأي أعراض -ولله الحمد-.

كما أني قد قمت بتغيير السايروكسات باللوسترال بدون استشارة من الطبيب للأسف, نظرًا للأعراض الجانبية للسايروكسات، وهي: الزيادة في الوزن، والكسل –بالذات-؛ لأني أعمل وأدرس في نفس الوقت, وقد كنت محتارًا كيف ابدأ جرعة اللوسترال وأتوقف عن السايروكسات؟ فقرأت لأحد الدكاترة بأن الخمسين ملج من اللوسترال تعادل عشرين ملج من السايروكسات, وأنهما من فصيلة واحدة ولا يوجد فرق كبير بينهما إلا من ناحية الأعراض الجانبية, فقمت في اليوم الأول باستخدام لوسترال خمسين صباحًا وخمسين مساء, وبعدها بيومين أصبحت خمسين صباحا ومئة مساء, وقد تحسن مزاجي جدا -ولله الحمد- مع اللوسترال.

إلا أن المشكلة الكبيرة هي فقد الرغبة في الجماع وضعف الانتصاب, فقلت ربما كان السبب يرجع إلى كوني في بداية استخدام اللوسترال, فخففت اللوسترال إلى خمسين صباحًا وخمسين مساءً, وقد خف هذا الأثر الجانبي بشكل إيجابي -ولله الحمد-, وليس بشكل كامل كالسابق.

وسؤالي هو: هل الأعراض الجانبية وخصوصًا الخمول الجنسي وضعف الانتصاب تكون في العادة قوية في بداية العلاج، وتنتهي مع مرور الوقت؟ بالإضافة إلى زيادة الوزن والكسل؛ نظرًا لأني فررت من السايروكسات بسبب أعراضه الجانبية, وقرأت الكثير عن خفة الأعراض الجانبية للوسترال مقارنة بالسايروكسات, وأنا حاليًا لي ما يقارب العشرة أيام من البدء باللوسترال.

والسؤال الآخر: بخصوص اللاميكتال؛ لأن هذا الدواء يقضي على الرهاب بشكل تام لدي, ولكن عندما أقوم بتخفيف الجرعة تبدأ الأعراض السلبية بالظهور, وسؤالي: يتعلق بالجرعة نظرًا لأني أشعر بأن ثلاثمائة ملج من اللامكتال هي جرعة كبيرة, إلا أنها جيدة بالنسبة لي حاليًا وتشعرني بالاطمئنان -ولله الحمد- مائتين صباحًا ومائة مساء, وأقوم في بعض الأحيان برفعها إلى مائتين وخمسين صباحًا في بعض الظروف التي تتطلب إلقاء محاضرة، أو عقد اجتماع أو نحوه.

هل استخدام لاميكتال بهذه الجرعة العالية له أضرار على الصحة؟ وماذا عن الأربعمائة أي مائتين صباحًا ومائتين مساء، علمًا بأني مقتنع في صميم نفسي بأني سأستمر لبقية حياتي على العلاج, ولا مشكلة لدي في ذلك ولله الحمد, فما أنزل الله داء إلا وأنزل معه دواءه, وقد كانت لدي محاولات سابقة في ترك العلاج أو التخفيف منه, إلا أن نتيجتها كانت عودة أعراض الرهاب مرة أخرى, فقررت عدم قطع العلاج.

أرجو معذرتي على الإطالة، ولكن أحببت إحاطتكم بجميع المعلومات الأساسية المتعلقة بحالتي، والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة لسؤالك حول: هل الأعراض الجانبية وخصوصًا الميول الجنسي وضعف الانتصاب تكون في العادة ثانوية في بداية العلاج وتنتهي مع مرور الوقت؟

هذه القضية معقدة بعض الشيء، فهنالك من يشتكون من ضعف الرغبة، وكذلك ضعف الأداء الجنسي، وهنالك من لا يشتكون مطلقًا، وهنالك -وعلى العكس تمامًا- من تحسن أداؤهم الجنسي مع اللسترال، وحتى مع الزيروكسات.

بالنسبة لتأخير القذف: قد يكون أثرًا جانبيًا عامًا تُسببه هذه الأدوية، ويعتبر أمرًا علاجيًا بالنسبة للذين يعانون من سرعة القذف، إذن الناس ينقسمون إلى ثلاث فئات.

لوحظ وعلى وجه الخصوص أن الأشخاص القلقون حول أدائهم الجنسي والذين يقرؤون كثيرًا عن هذه الأدوية وتأثيراتها الجنسية قد يكون الأثر السلبي عليهم أكبر من حيث أدائهم الجنسي؛ وذلك لأن الخوف من الفشل يؤدي إلى الفشل فيما يتعلق بالأداء الجنسي.

ذروة التأثير الجنسي السلبي تكون في بدايات العلاج -هذه حقيقة- وإذا تخطى الإنسان الحاجز النفسي بمرور الزمن سوف يقل هذا التأثير، وهذه أيضًا حقيقة مهمة، وفيها -إن شاء الله تعالى– إجابة مباشرة عن سؤالك.

قطعًا الجرعات الكبيرة أثرها السلبي أكثر من أثر الجرعات الصغيرة.

زيادة الوزن أيضًا تحكمها عدة أشياء، أهمها: القابلية الوراثية، ونمط حياة الإنسان، فالذين لديهم قابلية للسمنة أكثر عرضة لزيادة الوزن، والذين يتسم نمط حياتهم بالتكاسل وعدم ممارسة الرياضة، وعدم التحكم الغذائي الصحيح، قطعًا يكونون أكثر عرضة لزيادة الوزن، وزيادة الوزن نشاهدها في حوالي ثلاثين إلى أربعين بالمائة من الذين يتناولون هذه الأدوية، وتكون غالبًا في الأربعة أو في الخمسة الأشهر الأولى.

الأعراض الجانبية بالنسبة للسترال بالفعل قد تكون أقل من الأعراض الجانبية بالنسبة للزيروكسات، وكل هذه الأعراض الجانبية يمكن التغلب عليها من خلال ممارسة الرياضة، والتنظيم الغذائي، والنوم المبكر، وتطبيق تمارين الاسترخاء، هذا كله فيه خير كبير للإنسان.

بالنسبة لسؤالك حول اللامكتال: دواء ممتاز، ويعرف عنه أنه أحد مثبتات المزاج، بجانب أنه علاج فاعل لعلاج أنواع معينة من الصرع.

بالنسبة لتثبيت المزاج: فعاليته أفضل بالنسبة للذين يعانون أكثر من الأقطاب الاكتئابية، فعاليته في علاج المخاوف دار حولها الآن الكثير من النقاش، ولم يكن هنالك رأي قاطع وحتمي، لكن نقول أنك أنت إنسان طيب في أنك استفدت من هذا الدواء، ونقول: إن الدليل بالعمل، يعني أن هذا الدواء يمكن أن يفيد في بعض الحالات، وهناك نظرية تقول: نسبة لأنه يحسن المزاج ويثبت المزاج، هذا في حد ذاته يمثل علاجًا كبيرًا للقلق والرهاب والمخاوف، عمومًا الحمد لله الذي جعلك تنتفع به.

بالنسبة للجرعة: كما تعرف أن الجرعة القصوى للامكتال هي أربعمائة مليجرام في اليوم، والاستمرار على هذه الجرعة لفترة طويلة غير محبذ، وجرعة المائتي إلى ثلاثمائة مليجرام هي الجرعة التي نستطيع أن نقول أنها سليمة، والإنسان حين يتناول دواءً بجرعته القصوى لا بد أن يراعي إذا كان يتناول أدوية أخرى مع الدواء؛ لأن بعض الأدوية تزيد من تركيز الدواء في الدم، وبعضها تخفض من تركيز الدواء في الدم، وهذا أمر ضروري ومهم جدًّا، ودائمًا نلفت نظر المتدربين من الأطباء له.

عمومًا أنت -الحمد لله- الآن بخير، وإن شئت أن تستمر على هذه الجرعة فاستمر عليها، لكن أنصحك أيضًا بأن تُجري فحوصات دورية للتأكد خاصة من مستوى أنزيمات الكبد.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً