الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أتدخل إذا سمعت نزاعًا في بيت الجيران؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

إذا سمعت نزاعًا في بيت جاري، كرجل يتخاصم ويتنازع مع امرأته، فهل أطرق الباب، وأتدخل أم لا؟ مع العلم أن ذلك يمكن أن يؤدي إلى مفسدة عظيمة، ويمكن أن ينعكس سلبًا علي.
جزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أسامة حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك وأن يحفظك من كل مكروه.

بخصوص ما سألت عنه فنقول: ابتداءً -جزاك الله خيرًا- على حرصك على جارك واهتمامك به، وهذا واجب الأخ المسلم تجاه جيرانه, وقد أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن جبريل ظل يوصيه بالجار حتى ظن أنه سيورثه من كثرة وصية جبريل عليه -فجزاك الله خيرًا- ونسأل الله أن يثيبك على ذلك, وأن يهدي جارك وأن يحفظكم جميعًا.

أما مسألة التدخل: فالأمر يختلف باختلاف طبيعة الجار, وطبيعة العلاقة التي بينكما, وطبيعة الخلاف الذي بينهما, فإذا كان الخلاف معلومًا, والعلاقة بينكما جيدة, وتعلم أن الدخول لا يزيد الأمر اشتعالًا؛ فلا حرج أن تدخل مع زوجتك للتدخل, وأن تجعل الحكمة هي طريقك إليه, وإن كان أحد هذه الأمور فيها خلل, أو أنك لست متأكدًا من عواقب الأمور, فعليك عدة أمور:

1- يمكنك إن كنت تعلم أن هناك أحدًا من أهله, من ذوي الحكمة والعقل, والجار يحبه؛ فاتصل به وأخبره ليتدخل.

2- إن كانت علاقة الرجل بإمام المسجد جيدة فلا حرج أن تخبره ليذهب إليه.

3- يمكنك عند فقد هذه الأمور؛ أن تتواصل معه عن بعد كالاتصال بالهاتف مثلًا, وأن تخبره أنك تريده في أمر على وجه السرعة دون أن يعلم أنك تعرف شيئًا عن المشكلة, وحدثه في أي أمر آخر, المهم أن تخرجه ساعة الغضب من البيت.

فقاعدة الدخول عندك في كلمتين: دخولك واجب إذا كان سيقلل حجم المشكلة أو يزيلها, وعدم دخولك واجب إذا كانت المشكلة ستتضخم أكثر.

ويبقى هدفك عند الدخول ملخصًا في أمرين: من يصلح للتدخل, أو كيف تخرج الرجل من البيت.

نسأل الله أن يمنّ علينا وعلى جارك بالأمن والهدوء, وأن يهدي كل بيوت المسلمين.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً