الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنصحونني باستبدال الفافرين بدواء آخر؟

السؤال

السلام عليكم

في استشارة سابقة كنتم قد أشرتم علي بتناول دواء الفافرين 50 ملغم، حبة واحدة مساء بسبب قلق المخاوف العام وعسر المزاج، وكنت قد أوضحت أنني تناولت لفترات طويلة - أكثر من عامين - دواء (الباروكستين) 20 ملغ حبة واحدة صباحاً، إلا أنني أوقفته منذ عدة أشهر، بسبب بعض الميول الانشراحية التي وجدتها، وذلك بناءً على نصيحتكم.

أنا في بلد لا يتواجد فيه الفافرين، و بقي لي ما يكفيني لمدة 3 أسابيع، وما زال عندي من (الباروكستين) ما يكفي لأكثر من شهرين - وهي المدة التي سأمكث بها هنا- فهل من الممكن إرشادي لكيفية استبدال الدواء؟ ما الجرعة المناسبة؟ هل أرجع للفافرين بعد انقضاء الشهرين؟ هل هناك من تعارض ما بين الدوائين؟ وأخيراً فقد لفت انتباهي عدم وجود الفافرين في شمال إفريقيا، فهل هو دواء قديم نسبياً؟ وهل قل وصفه من قبل الأطباء؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Yousef حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

إن عملية الاستبدال ما بين الفافرين والباروكستين بسيطة جدًّا، فالدواءان متقاربان لدرجة كبيرة، وإن كانت الأعراض الانسحابية أكثر حين يتم التوقف من الباروكستين فجأة.

أما الأعراض الانسحابية للفافرين فهي أقل، لأن الفافرين له إفرازات كيميائية ثانوية تُبقى في الجسم لبعض الوقت، ومن خلال ذلك نستطيع أن نقول إن العمر النصفي للفافرين أطول من العمر النصفي للباروكستين.

أما عملية الانتقال ما بين الدوائين فهي سهلة، فتعامل مع الأمر أن كل خمسين مليجرامًا من الفافرين تعادل عشرة مليجرام من الباروكستين – أي نصف حبة – وعلى ضوء ذلك يمكنك أن تقوم بعملية التبديل دون أي انزعاج.

بعد أن تنتهي كمية الفافرين التي لديك انتقل إلى الباروكستين بجرعة نصف حبة لمدة يومين أو ثلاثة، ثم اجعلها حبة كاملة، وإذا كانت أمورك مستقرة وممتازة فاستمر على الباروكستين، وإن لم تكن ترجع ويوفر لك الفافرين فيمكن أن تنتقل وتتناوله.

سؤالك بالنسبة للفافرين: هل هو دواء قديم؟ الجواب: نعم، الفافرين هو الدواء الأول في مجموعة ما يسمى بـ (كوابح/مانعات استرجاع السيروتونين انتقائيًا) وهذا الدواء تم الترخيص له في هولندا عام 1983، وفي ذاك الوقت تم تقديمه كدواء مضاد للاكتئاب النفسي، ثم أتى بعد ذلك البروزاك عام 1987م، وكان دواءً رائدًا، ثم بعد ذلك تسابقت وتنافست شركات الأدوية لتأتينا بالباروكستين والإستالوبرام والسبرام وبقية هذه المجموعة.

الدواء (الفافرين) ظل في الأسواق نحو ثلاثين عامًا، وهذه ليست مدة طويلة في عمر الأدوية، لكن نسبيًا يعتبر دواء قديمًا، لكن لا زال دواءً فعّالاً، دواءً ممتازًا، وتم الترخيص لهذا الدواء في أمريكا ليس كمضاد للاكتئاب، إنما كمضاد للوساوس القهرية، وربما يكون هو الدواء الفاعل في هذا المجال.

الفافرين يوصف في جميع الدول، وأنا أستغرب بعض الشيء أنه غير موجود في شمال إفريقيا، ربما يكون تأثير المدرسة الفرنسية هو الذي جعل هذا الدواء لا يتوفر في تلك المنطقة، لكني أعرف أنه موجود في ليبيا، لأنني لديَّ بعض الإخوة الذين يتواصلون معي من ليبيا، أعرفه متوفرًا في أي صيدلية أو في أي مدينة أو ربما يستجلبونه بعض الإخوة والأخوات من مصر.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً