الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الدورة الغزيرة واضطرابات في الدورة بعد كل ولادة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بعد ولادة ابنتي الأولى منذ سنة ونصف، عانيت من نزيف شديد في اليوم 38 من الولادة، حتى أني نزفت لمدة 6 ساعات، وفقدت الوعي لهذا السبب، وعندما ذهبت للطبيبة أوقفت النزيف وأعطتني ستيرونات نور، وأخبرتني إن لم يتوقف النزيف ستجري لي عملية كحت، لكن توقف النزيف، وبعد 20 يوماً عاد ثانية، فذهبت لطبيب آخر وأجرى لي عملية كحت أولى، توقف بعدها النزيف لعدة أيام، ثم أجرى لي الطبيب عملية كحت ثانية، وبعدها توقف النزيف ونزلت الدورة لكنها غزيرة، وكنت أركب مغذي محلول ملح؛ لأني كنت أعاني من الدوخة المستمرة وأوشك على أن أفقد الوعي.

شخص لي طبيب آخر هذه الحالة على أنها endometriosis وقال: إن جدار الرحم سميك جداً، ونسبة حدوث حمل بعد ذلك ضعيفة جداً، فزعت وحاولت أنا وزوجي أن نجرب الحمل وألا آخذ أي وسيلة منع حمل، وقلت في نفسي: إذا حدثت المعجزة وحملت، فستتوقف تلك الدورة الغزيرة لمدة لا بأس بها، وبالفعل -والحمد لله- بعد 4 شهور من ولادتي الأولى حملت ثم أنجبت طفلة ثانية، لكن نزلت الدورة التي بعد الولادة غزيرة جداً أيضاً، ذهبت للطبيب فذكر أن ذلك بسبب أني لم آخذ وسيلة لمنع الحمل بعد، ورفض تشخيص حالتي على أنها endometriosis كما شخصها الطبيب الذي قبله، ثم وصف لي Cilest، ومعه kapron وponestan forte، نزلت الدورة التي بعد هذا العلاج غزيرة مصحوبة بآلام شديدة فكررت العلاج، لكني هذا الشهر نسيت أن آخذ cilest لمدة 3 أيام متتالية، فنزلت نقط دم وشعرت بآلام الطمث.

ما تشخيصكم لحالتي؟ وماذا أفعل الآن؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح أن كمية النزيف التي تحدث معك متعلقة بموضوع (endometriosis)، أو بطانة الرحم المهاجرة، وهي نسيج بطانة الرحم في أماكن مختلفة في الجسم خارج الرحم على شكل عقد صغيرة، أو زوائد أو نتوءات أو كتل، خصوصاً في المبايض وتجويف البطن، ومن أكثر الأعراض عند الإصابة بالبطانة الهاجرة: الآلام الطمثية، وما قبل الطمث، والتي تكون أشد من آلام الطمث الطبيعية، وآلام الجماع وما بعد الجماع، والنزف الرحمي الشديد أو غير المنتظم، وأعراض أخرى مثل: الإرهاق وآلام أسفل الظهر.

وكما وصف لك الأطباء، تستخدم المسكنات مثل بونستان فورت لعلاج الألم، بينما يستهدف العلاج بالهرمونات أو حبوب منع الحمل إيقاف عملية الإباضة والطمث لأطول فترة ممكنة، أملاً في وقف المرض خلال فترة العلاج وبعده أحياناً، وبما أن الحمل يؤدي لتحسن مؤقت في أعراض البطانة الهاجرة، لذلك ينصح النساء المصابات بعدم تأجيل الحمل، وهذا ما حدث معك حيث توقفت الأعراض أثناء الحمل، لكن عادت مرة أخرى بعد الولادة، ولذا يجب تغيير حبوب (Cilest) حيث أنها تحتوي على هرمونات بسيطة تكفي لمنع الحمل، ولا تكفي أحياناً لإيقاف النزيف، أما حبوب كابرون (Cyklokapron) وحمض الترانكساميك (Tranexamic acid 500 mg) فهي لعلاج النزيف الرحمي أو أي نزيف آخر، وحبوب (ponestan forte) تعالج الآلام المصاحبة للطمث، والعلاج في مجمله جيد ويحتاج للمتابعة والصبر.

يمكن استخدام حبوب ذات هرمونين، وكميات الهرمونات فيها أكثر لتساعدك على وقف النزيف مثل: (Yasmin) أو (Genora) ومن فوائدها انتظام الدورة الشهرية، والحدّ من النزف الرحمي، والحدّ من آلام الإباضة والطمث، كما لوحظ هبوط نسبة فقر الدم بسبب انخفاض تدفق الدم الشهري وتوقف الأنزفة الرحمية وانتظام الدورة الشهرية، كما تشير الدراسات لتضاؤل نسبة حدوث أورام الثدي الحميدة وأورام المبيض الكيسية.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً