الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي إحباط صحبه عدم اندماج مع الأهل, هل سببه تأخر زواجي؟

السؤال

السلام عليكم.

عندي خجل ورهاب, وضيق من الحديث مع أي شخص حتى أهلي, أنا قليلة الكلام وهادئة, ولا أخرج من البيت, ولا أكون صداقات, أنا وحيدة في حياتي؛ حدث هذا عندما دخلت سن المراهقة؛ فأنا وحيدة لا أخوات لدي فيما يقارب عمري بل هن أصغر مني؛ وهذا لا يسمح لي بالاندماج معهن لأنهن صغيرات, ولدي إخوة بعضهم يكبرني وبعضهم يصغرني, وأنا لست اجتماعية معهم.

كانت لي أسبابي: وهي أنني معقدة, والمشكلة الثانية هي: تأخر زواجي, فلم يتقدم لي أحد, أنا محبطة, تقدم لي بعضهم عندما كنت في العشرين ولكن الوالدين رفضا, بماذا تنصحوني؟ ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم ريتاج حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

أرى أن السبب في إحباطك له أسباب وجوانب اجتماعية -كما ذكرت– لكن الأهم من ذلك هو: سيطرة التفكير السلبي عليك, الإنسان حين يفكر بصورة سلبية, وتبدأ تتضخم لديه الأفكار التشاؤمية؛ يحس بالكدر والاكتئاب، وبكل أسف إذا فكر الإنسان في أمر واحد بصورة سلبية تبدأ هذه السلبيات تُعمم على كل مجال تفكيره، وهذا يؤدي إلى تغير معرفي سلبي كبير, يُنسي الإنسان ما هو طيب وجميل في حياته، ولا شك أنه كثير وكثير جدًّا.

أيتُها الفاضلة الكريمة: كخطوة علاجية أولى أريدك أن تعيدي تقييم ذاتك, وتضخمي الجوانب الإيجابية لديك، ولا شك أنها كثيرة جدًّا -كما ذكرت لك– فحاولي أن تعززي الإيجابيات، وتطوريها، وهذه وسيلة ممتازة جدًّا؛ لأن الفكر الإيجابي المعرفي حين يتطور يملأ كل الحيز الذي كان يشغله الفكر السلبي، وهنا تتغير نظرة الإنسان نحو الحياة, ويراها بصورة جميلة ومشرقة.

أعتقد أنك يمكن أن تقومي بخطوات عملية، ولا أعتقد أن أسرتك سوف ترفضها، هذه الخطوات العملية هدفها هو: أن تكسري الطوق الاجتماعي الانعزالي الذي تعيشينه، وذلك من خلال الدخول في أنشطة تواصل ممتازة ومفيدة من جميع النواحي، من هذه الأنشطة: أن تذهبي إلى أحد مراكز تدريس وتحفيظ القرآن الكريم، هناك سوف تجدين الرفقة الحسنة الطيبة، ومن أجمل وأعظم الأشياء تعلم القرآن، وسوف تحسين أن تعرفك على الأخوات الصالحات سوف يساعدك كثيرًا في بناء نسيج اجتماعي إيجابي.

على نطاق الأسرة يجب أن تلعبي دورًا أكثر إيجابية، حاولي أن تأخذي مبادرات إيجابية تساعد في تطور الأسرة واستقرارها، وحتى المهام الحياتية اليومية التي تخص الأسرة من إعداد الطعام, وترتيب ونظافة المنزل، هذه في ظاهرها أشياء بسيطة، لكنها من الناحية المهارية وتطوير القدرات تعتبر ذات فائدة كبيرة جدًا, من أجل أن تُبنى شخصية الإنسان وتتطور مهاراته.

هنالك بعض الكتب الجيدة والممتازة التي أريدك أن تطلعي عليها، ومن أفضلها كتاب الشيخ عائض القرني (لا تحزن) وأنا متأكد أنه موجود في اليمن -إن شاء الله تعالى-.

بالنسبة لموضوع الزواج: اسألي الله تعالى أن يرزقك الزوج الصالح، ومن هم مثلك من ذوات الخلق والدين -إن شاء الله تعالى- يأتيهنَّ الزوج الصالح.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الكويت أحمد شهاب

    جزاك الله خير يا شيخ علي هذي الارشادات فعلا الافكار السوده ما تخلينا نشوف الوجه المشرق

  • السعودية غادة

    الله يجزاك يجزاك خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً