الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غثيان وألم في الحوض وتملل من الحياة أثناء الحمل.. هل هذا طبيعي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري 17 سنة -والحمد لله- متزوجة ولي 8 شهور مع زوجي، وأحبه وهو يحبني ومتفاهمة ومرتاحة معه -الحمد لله- والشكر.

الآن حامل في الشهر السادس -لله الحمد- نفسيتي تعبانة، أول الحمل ما كنت هكذا، بالعكس مستأنسة -والحمد لله- لكني منذ دخلت الخامس انعدمت نفسيتي، وأنا -الحمد لله- لا أعاني من أمراض، ولا أشكو من شيء.

الآن عندي دوار وغثيان، وألم في الحوض، لا أستطيع المشي إلا بعد فترة من نهوضي، ومرة أحب زوجي ومرة أكرهه، وكل شيء حولي أحسه ملل، وأحس أني سأموت في أي لحظة، وصرت كثيرة البكاء.

ذهبت المستشفى قالوا: عندك فقر دم، وانخفاض في الضغط، وتنومت يوما تقريبا، وبعض الأحيان قلبي ينبض بسرعة، وبعدها بفترة ذهبت المستشفى فقالوا: فقر دم تعافيت منه، لكن ما زال الضغط منخفضا.

لا أشتهي الأكل، بسبب كثرة ما أحس أن الدنيا مملة، وكل شيء ملل، وكرهت جنيني من هذه الحالة، علما بأني محافظة على الصلوات والأذكار والاستغفار، وصلاة الليل -الحمد والشكر لله- لكن عندي وساوس أن ربي لن يقبل مني أي شيء، وأنا خائفة من أني أسيء الظن بالله.

في الفترة الأخيرة لا أستطيع أن أنام لمدة يوم وأكثر، ولا أستطيع الأكل، وأخاف إذا سمعت بوفاة، أو قتل لا أتحمل أحس بانهيار.

لا أعرف ما الذي أعانيه بالضبط? وهل لي علاج? وهل تؤثر هذه السلبيات على جنيني? وهل لي أقراص تساعدني على النوم والأكل?

أفيدوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نايف حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالأعراض التي وردت في رسالتك تدل على أنها نوع من المزاج الاكتئابي البسيط، والذي يظهر لي أن أفكارًا سلبية سيطرت عليك، وجعلتك تشعرين هذا الشعور.

أنت الآن مطالبة بموازنة في التفكير، أن تنظري إلى ما هو سلبي – وهي هذه المشاعر التي تأتي – وأن تنظري إلى ما هو إيجابي، وهو كثير وكثير جدًّا في حياتك، فقد أكرمك الله تعالى في هذا العمر بالزواج، وأنت الآن حامل، تنتظرين مولودك الأول، وحياتك طيبة مع زوجك، وأنت حريصة على أذكارك والصلاة والاستغفار، وقيام الليل، وحتى شعورك بالتخوف من أن ألا يُقبل عملك هو مجرد وسواس قلقي سلبي.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: أنت مطالبة باستبدال الفكر السلبي بفكر إيجابي، وأعتقد أن أمامك فرصة عظيمة وكبيرة لهذا التغير، لأن الإيجابيات بالفعل كثيرة في حياتك.

من ناحية أخرى: هذه الأعراض الاكتئابية - إن شاء الله تعالى – هي عرضية، وبما أنها عرضية يعني أنها عابرة، فإن دفعت نفسك إيجابيًا، وكنت متفائلة فهذا - إن شاء الله تعالى – فيه خيرا كثيرا لك، ويُخرجك من هذا الذي أنت فيه.

هنالك أفكار قبيحة يجب ألا تقبليها بما هو تلقائي، يجب أن تُلفظ وتُحقر، مشاعرك أنك مللت وكرهت جنينك، كيف هذا -أيتها الفاضلة الكريمة-؟ هذا كلام ليس سهلاً أبدًا، لا تأخذي الأمور بهذه الطريقة، أحبي جنينك، وسلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، والأمر هو أمر وجداني، تعاملي معه من خلال هذا الأمر.

أنا أعتقد أن حالتك هذه حالة عابرة وأنها سوف تنتهي، وكل الذي أنت مطالبة به هو فعلاً التفكير الإيجابي، لكن إذا صعبت الأمور عليك، وهذا - إن شاء الله تعالى – لن يحدث، لكن كأمر تحوطي، في هذه الحالة اذكري لطبيبة النساء والولادة التي تترددين عليها مشاعرك هذه، وإذا رأت من الضرورة أن تكتب لك علاجًا (مثلاً) فستقوم بذلك، أو تتواصل مع طبيب نفسي تعرفه من أجل أن تُقدم لك المساعدة المعقولة.

بالنسبة لموضوع النوم والأكل: قطعًا تحسين المزاج سوف يحسم كل شيء - إن شاء الله تعالى - .
من المهم بالطبع أن تعالجي فقر الدم حتى وإن كان قد تحسن، إلا أن مراقبته مهمة، وتناول حبوب الحديد مهمة جدًّا، وعليك أيضًا أن تتناولي الحليب أيضًا مهم جدًّا لك في هذه المرحلة.

ومهما كانت شهيتك للطعام قليلة لكن إذا دفعت نفسك واستذكرت أهمية الأكل في هذه المرحلة أعتقد أن ذلك سوف يسهل عليك كثيرًا.

السلبيات والمشاعر التي تحدثنا عنها - إن شاء الله تعالى – ليس لها أثر سلبي على الجنين.

سلي الله تعالى أن يرزقك الذرية الصالحة، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً