الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأخر زواجي، فهل له علاقة بالمشاكل بين والديّ؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا فتاة جامعية متدينة والحمد لله, وعلى قدر من الجمال والعلم والدين, حياتي كأنها فيلم سينمائي, فأنا ليس لي إخوة, وأبي يغضب الله -للأسف- في بعض الكبائر, وأمي دائمة البكاء, وهو دائم الصراخ معها, فلا يمر يوم دون شجار, أصبحت حياتي جحيما, وفوق كل ذلك لا يتقدم لي أحد للزواج, فهل يكون ذلك لعدم رضى الله على أبي أن يرفع بركته مني وعدم زواجي؟ أريد أن أخرج من هذا البيت.

سؤالي الثاني لو سمحتم: أحد الشباب أراد التقرب مني بغرض الزواج, بل وطلب فعلا الزواج مني, لكني رفضت أن نتقرب من بعضنا, وقلت له اترك ذلك للظروف والأيام, وفي نفس الوقت صليت استخارة ورأيت رؤيا صالحة, ولما استيقظت وجدت نفسي منشرحة الصدر لذلك الشاب, فهل معنى ذلك أن الله سيوفقنا معا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ kingdomoflove حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

فإننا نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– في الموقع، ونسأل الله أن يديم عليك نعمه، وأن يصلح لك الحال في البيت، وأن يقر عينك بصلاح الوالد، وبسعادة الوالدة، وأن يلهم الجميع السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

وعليك ألا تردي هذا الخاطب، وعليك أن تطلبي منه أن يتواصل مع أحد محارمك، إذا كان الأب أو الإخوان فيهم إشكال فلا مانع من أن يبدأ يتواصل مع الخال أو مع العم أو مع أحد المحارم أو حتى مع الأب نفسه، يتواصل من أجل أن يطلب يدك رسميًا، وعند ذلك ننظر جميعًا، فإن كان صاحب دين، صاحب أخلاق، من أسرة طيبة، ووجدت في نفسك ميلاً إليه، ووجد في نفسه ميلاً إليك فلا نملك إلا أن نقول: (لم يُرَ للمتحابين مثل النكاح) وإلا أن نقول: (الأرواح جنود مجندة، ما تعارف منها ائتلف وما تنكر منها اختلف).

ولا شك أن الزواج بالبنت والخروج مع زوج يُقدرها ويحترمها وطلب يدها بطريقة رسمية، هذا من سعادتها، وفيه مخرج لك أيضًا من هذا الوضع الذي أنت فيه.

وعلى كل حال فإن الأمر يحتاج إلى وقفة منك، نحتاج إلى أن نعرف صفات هذا الشاب، ولا نرضى هذا الرفض للخطاب، لأن هذا ليس في مصلحة الفتاة أن ترد الخطاب خاصة الخاطب المناسب، هذه فرصة نادرة، وقد لا تتكرر، فاغتنمي هذه الفرصة، واطلبي منه أن يتقدم رسميًا، ولا تقدمي له أي تنازلات، فحافظي على ما أنت عليه من تدين وخير، فإن الفتاة العاقلة إذا مال إليها الشاب أو شعرت أنه يميل إليها فإنه توجهه إلى محارمها وأوليائها من أجل أن يأتي البيوت من أبوابها.

ومثل هذا التصرف الذي يُرضي الله أولاً فيه مصلحة كبيرة للفتاة، فهذا الخاطب يثق فيها، والرجل دائمًا يحتقر الفتاة التي تُقدم له تنازلات، وتجري وراءه، فهو يفر منها، ويُقدر الفتاة التي تحتمي بحجابها -وقبل ذلك بإيمانها- وتلوذ بحجابها وحيائها، هذه يحترمها وتنال الثقة عنده؛ لأنه يتيقن أنها بنت شريفة وفي أعلى درجات الشرف.

كما أن مثل هذا التصرف يرفع قيمة الفتاة عند أهلها، لأنهم يشعرون أنها لا تقضي أمرًا دونهم، وأنها تشاورهم، وأنها تُشركهم في أمورها ومصالحها، وفيه مصلحة لها لأن الرجال أعرف بالرجال، فهذا الرجل لا يعرف إلا من طريق محارمها، هم الذين يستطيعون أن يتعرفوا على أحواله بطريقة صحيحة.

ولذلك نتمنى أن تسيري في هذا الدرب، ولا تظني أن الوضع المتوتر في البيت هو الوضع الذي سيحصل، فما أكثر التجارب الناجحة، بل وكثير ممن خرجن من بيوت فيها مشاكل نجحن نجاحًا منقطع النظير، لأن لكل فعل رد فعل، ولكل مقام مقال، فلا نريد منك أن تسيري في الاتجاه السالب، واعلمي أن هذا الذي يحصل في بيتكم نادر جدًّا، وأنك أقدر الناس -إن شاء الله تعالى– على إقامة بيت سعيد مستقر.

نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً