الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أنا مصابة بأعراض فيروس (السيتو ميجالو فيروس)؟

السؤال

أنا حامل في الشهر السابع، وقد حدث لي في الأسبوع السادس من الحمل حساسية وطفح جلدي شديد، رغم أني كنت قليلة الأكل في هذا الوقت، الحساسية أول مرة تحدث لي في حياتي، وبعد أسبوع حدث لي تقرحات في (الزور)، وكان هناك ضعف شديد في عضلات ذراعي بجانب أعراض الحمل المعروفة، صدفةً قرأت أن هذه أعراض الإصابة بفيروس (السيتو ميجالو فيروس) فهل باستطاعتي عمل أي فحوصات؟ وهل الجنين المصاب تظهر عليه أعراض في السونار؟ وما هو الممكن عمله قبل وبعد الولادة؟

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن احتمال إصابة الحامل بمرض (CMV) أو( الفيروس المضخم للخلايا)، وهذه هي التسمية العربية الصحيحة للمرض, هي بحدود 1% ، ذلك أن أكثر البالغين عادة ما يكونوا قد أصيبوا بالمرض قبل عمر 20 سنة, وفي كثير من الأحيان بدون أن تظهر عليهم أية أعراض.

ولا يمكن الاعتماد على الأعراض فقط لتشخيص هذا المرض, لأن أعراض المرض تتشابه مع أعراض أمراض كثيرة, لكن يمكن من خلال الأعراض الشك فقط بحدوث المرض, وتأكيد التشخيص لا يتم إلا عن طريق: إما عمل زراعة للفيروس من مفرزات الجسم، أو عن طريق تحليل الأجسام المضادة له في الدم.

ولكن بالنسبة لك الآن, وبعد مضي كل هذا الوقت على حدوث الأعراض, فسيصعب الجزم بما حدث, والشيء الممكن أن يكون مفيدا في مثل حالتك هو: وجود تحليل قديم (قبل الإصابة ) للأجسام المضادة لهذا الفيروس (IGG), ومقارنته بتحليل جديد يتم عمله الآن.

1-فإن كان التحليل القديم سلبيا, والتحليل الجديد إيجابيا, فهذا يعني بأن ما حدث معك هو إصابة بهذا الفيروس, وهي إصابة مبدئية, أي أنها أول إصابة في حياتك, وهنا فإن احتمال انتقال الإصابة إلى الجنين هي بحدود 30% -40%.

2-أما إن كان كلا التحليلان سلبيا, أو كان كلاهما إيجابيا, والأرقام قريبة من بعضها, أي لا فرق كبير بين رقمي التحليلين, فهنا يكون ما حدث لك ليس إصابة بهذا المرض, وإنما حالة مرضية أخرى.

3-إن كان التحليل القديم إيجابيا، وكان التحليل الجديد إيجابيا أيضا, لكن قيمته تفوق القديم بــ 4 أضعاف أو أكثر, فهنا يكون ما حدث لك هو إصابة بالفيروس المضخم للخلايا, وفي هذه الحالة قد تكون إصابة مبدئية, أو إصابة ثانوية, وللتمييز بينها يمكن الرجوع إلى تحليل آخر هو (ال IGM)، فإن كان سلبيا فالإصابة ثانوية, وإن كان إيجابيا فالإصابة مبدئية, والفرق هام بين النوعين لأنه في الإصابة المبدئية فإن نسبة إصابة الجنين تصل إلى 30-40% كما سبق وذكرت, بينما في الإصابة الثانوية فإن نسبة إصابة الجنين هي فقط بحدود 2% أي أنها نسبة ضعيفة جدا لأنها 2% من أصل 1% (وهي نسبة إصابة الأم).

ولا يوجد علاج يمكن إعطاءه الآن, لكن إن تبين بالتحاليل حدوث إصابة مؤكدة عندك بهذا المرض سواء مبدئية أو ثانوية –لا قدر الله- فيجب عمل تصوير تلفزيوني مفصل للجنين, وإعادته كل فترة في الحمل, لكشف أي تشوهات قد تظهر –لا قدر الله-، وإن كانت التحاليل طبيعية, فتعاملي مع الحمل على أنه طبيعي -إن شاء الله-.

أما تشخيص إصابة الجنين في الرحم, فلا يتم إلا بعزل الفيروس, وهذا يتم عن طريق فحص عينة من السائل (الامنيوسي) من حوله, أو الانتظار إلى ما بعد الولادة وفحص الوليد من قبل طبيب أطفال مختص، وعمل زراعة لمفرزاته.

في بعض الحالات التي يصاب فيها الجنين, قد تبدو علامات الإصابة بعد الولادة مباشرة, لكن في حوالي 10% من الحالات التي يكون الجنين فيها مصابا بالفيروس, قد لا تظهر الإصابة إلا بمتابعة الطفل بسنوات.

إذن، نصيحتي لك هي بمراجعة ما تم عمله لك من تحاليل قديمة, ومن ثم عمل تحاليل جديدة لمقارنتها ببعضها.

نسأل الله العلي القدير أن يتم لك الحمل والولادة على خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً