الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تنتقل العدوى عند ملامسة جلد شخص مصاب بالجذام؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أولًا: أحب أن أشكركم على مجهودكم الرائع، وجزاكم الله خيرًا.

ثانيًا: أرجو منكم أن تفيدوني، حيث إني أعمل في مجال التحاليل الطبية، وقد قمت بسحب عينة دم لمريضة، وكانت بذراعها بقع كثيرة كأنها كي أو حرق، ولكنني لم أُطِلِ النظر إليها حتى لا تتحرج، ولم ألمس هذه البقع، ولكن بإصبعي السبابة لمست الجلد؛ لكي أتحقق من الوريد لسحب العينة، ولم تتعد ملامستي للجلد الثواني.

ثم بعد حوالي سنة، سحبت لنفس المريضة عينة دم أخرى؛ لإجراء بعض التحاليل، وكان بها نفس البقع والحروق، وقمت أيضًا بملامسة الجلد؛ لأتحقق من الوريد، ولم تتجاوز ملامسة أصبعي للجلد أيضًا الثواني، وسحبت العينة، وعلمت في المرة الثانية أن حالتها تم تشخيصها على أنها جذام، فهل حدثت لي عدوى من خلال ملامستي للجلد؟ علمًا أني لم أكن أرتدي أي قفاز في يدي في المرتين! فهل ينتقل الجذام من خلال ملامسة الجلد أم عن طريق الرذاذ أكثر؟ وهل صحيح أن مرض الجذام به نوع معدٍ وآخر غير معدٍ؟ وماذا أفعل أو ما هي الاحتياطات إذا جاءت هذه الحالة مرة أخرى أو غيرها؟ لأني خائفة جدًا! بالله عليكم أفيدوني؛ لأني قرأت كثيرًا، ولم أجد إجابات شافية يطمئن لها قلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أميرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرض الجذام هو: مرض مزمن يصيب الجلد في الأساس، وكذلك الأعصاب الطرفية والأنسجة المخاطية للجهاز التنفسي العلوي والعيون.

الأشكال الاكلينيكية للإصابة بالجذام كثيرة، وتكون في صورة نطاق، أو طيف في بدايته إصابة محدودة في الجلد والأعصاب الطرفية Tuberculoid leprosy وتنتهي بنوع يكون فيه إصابات جلدية متعددة منتشرة في أنحاء الجسم، وزيادة في سمك الجلد في الوجه، واليدين والقدمين، وإصابات بالجهاز التنفسي العلوي، والعيون Lepromatous leprosy، وتوجد حالات كثيرة تتراوح في الشدة من بين هذين الوصفين أو النوعين.

وبالنسبة لسؤالك: فاطمئني - اختنا الكريمة - فلا أتصور أنه يمكن أن تحدث لك عدوى من خلال التلامس المذكور؛ لأن انتقال العدوى في حالات الجذام يحتاج إلى فترات طويلة من التواصل مع المريض، وغالبًا ما تكون في نطاق قاطني نفس المنزل، أو المتعاملين مع المريض لفترات طويلة.

أسلوب انتقال المرض غير واضح بصورة تامة، ولكن الأرجح أن تتم العدوى من خلال الرذاذ، ويمكن أن تنتقل العدوى أيضًا من خلال التلامس الجلدي، ويكون ذلك في الغالب في الأنواع الشديدة من الإصابة بالجذام، والتي يكون بها أعراض تنفسية وإصابة للجهاز التنفسي العلوي، مثل: Lepromatous leprosy.

والنوع البسيط من الجذام مثل: Tuberculoid leprosy ويعتبر في الغالب غير معدٍ، حيث لا توجد إصابة بالجهاز التنفسي العلوي، والإصابة الجلدية المحدودة الموجودة لا يوجد بها الميكروب المسبب للجذام في أغلب الأحوال، والنوع المعدي هو النوع الشديد من الإصابة كـLepromatous leprosy، ولكن - كما ذكرت سابقًا - أسلوب انتقال العدوى غير معلوم بصورة كاملة.

لا يتم الآن عزل مرضى الجذام، ويتم علاجهم داخل المجتمع، ويفقد المريض قدرته على العدوى في غضون ثلاثة أشهر أو أقل بعد تناول العلاج اللازم.

وما يجب عليك عملة المرة التالية هو: ارتداء قفاز أثناء أخذ العينة، واتباع منهجية مكافحة العدوى المعمول بها في المستشفى الذي تعملين فيه، من غسيل للأيدي قبل العمل، وقبل وبعد التعامل مع كل مريض، وارتداء الأقنعة الواقية، ووجود بعض أجهزة تنقية الجو في الغرف التي من الممكن أن يتردد عليها مثل هذه الأنواع من المرضى.

وفقكم الله وحفظكم من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً