الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مترددة في قبول خطيبي لظني أنه بخيل .. أرجو التوجيه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تمت خطبتي -ولله الحمد- منذ 3 أشهر من طرف شاب من العائلة يشهد له الجميع بالتدين والأخلاق الكريمة، وهو -ولله الحمد- مستقر مادياً، فاستخرت الله وقبلت الزاوج، ما يشغل بالي هو خوفي من أن يكون خطيبي بخيلاً -رغم أنه أكد لي أنه يحب إكرام أهله، ويسألني أحياناً إذا ما كنت في حاجة إلى شيء ما- خاصةً لعلمنا ببخل والديه، وأخاف أن يكون هذا الشبل من ذاك الأسد، فقد رافقنا في سفر مؤخراً، ولم يكلف نفسه أداء أية مصاريف، بل كان أبي من يقوم بذلك مما ضايق أمي، كما أنه لم يحضر أي شيء في أية من زيارته لبيتنا، كما طلبت منه خاتم الخطبة في البداية، فأحضر لي خاتما ليس لا ذهبا ولا حتى فضة، فلم أعد أطلب منه شيئا، لا أعلم كيف أفاتحه في الموضوع؟ خاصةً أني جدا مدللة في بيتنا وأحصل على كل ما أريد -ولله الحمد-.

كما أرهقتني الوساوس والأحلام المزعجة حول الخطبة والزواج، لا أدري أهو خوف طبيعي قبل الزواج أم لا؟ فأحبه يوما ولا أرغب فيه يوما آخر، أشك أحياناً أنه لا يحبني، أو أنه يحب أخرى رغم أنه اعترف لي أنه منذ 3 سنوات وهو يخطط لخطبتي، وكونه من العائلة يجعل فسخ الخطوبة أمرا صعبا ومدمراً للعائلة.

أرشدوني -جزاكم الله خيراً- ورزق شباب وبنات المسلمين الزوجات والأزواج الصالحين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ elromantica حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – ونحب أن نبيّن لك أن هذا التوتر والانزعاج قُبيل موعد الزواج من الأمور الطبيعية، لأن هناك توترات وهناك تدخلات من الناس، وهذا واضح، فأسرة الفتاة تريد أن يصرف الشاب بسخاء، وربما أسرة الشاب تريد ألا يتوسع منذ البداية في هذا المجال، كما أن غير ذلك من التدخلات، والخوف أيضًا من مسألة الزواج، يعني هذه أمور تكاد تكون طبيعية طالما وجد القبول، وطالما وجد قبل ذلك الدين والأخلاق، فإذا وجدت هذه الأساسيات، فلا تنتبهي لمثل هذه المواقف.

إذا كانت الفتاة تفكر في أن تختبر كرم الشاب، فإن أهل الشاب يحرضونه ربما على عدم الإنفاق بسخاء، وإلى غير ذلك من المعاني، هذا موجود في المجتمعات بكل أسف، وهذا ليس معيارًا وليس مقياسًا.

أما كونه لم ينفق لمّا كان مع الوالد، فبعض الناس لم يعتد على هذا الأمر، كأنه يوقن أن الكبار هم الذين يُنفقون إلى غير ذلك، وهذا قد يكون راجعًا إلى طبيعة بيته، كما أن الطبيعة التي عندك راجعة إلى طبيعة أسرتك، وعلى كل حال بعد الزواج لا بد من تعارف، ثم بعد ذلك لا بد من التأقلم، ثم بعد ذلك لا بد من تنازلات، ثم بعد ذلك لا بد من تفاهم، ثم بعد ذلك لا بد أن نصل أخيرًا إلى التوافق.

فلا تقفي طويلاً عند هذا الأمر إذا كان الشاب صاحب دين وصاحب أخلاق، وهو كذلك من العائلة، وهو الذي طلبك، وكان يفضل ذلك منذ زمن بعيد، فهذا دليل على أنه راغب فيك، وفي النهاية الخاطب – الزوج – وما يملك لزوجته ولأولاده، سواء كان يُنفق بسخاء أو غير ذلك، ففي كل الأحوال أصحاب الأموال، هم الذين يستفيدون من هذا المال.

وليس معنى هذا أننا نرضى بالبخل، فالبخل صفة غير طيبة، ولكن في النهاية إذا كان صاحب دين وصاحب أخلاق فإن الدين يصلح ذلك الخلل، وبالتوجيه، وإذا أحب الرجل المرأة فإنه بعد ذلك يبذل من أجلها وينفق من أجلها، فأنت الآن عليك أن تنظري للدين والأخلاق، ثم تنظري للميل الذي في نفسك، ولا تقفي طويلاً أمام مثل هذه المواقف.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد، نسأله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، وأن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • أوروبا جمانة

    البخل مدمر لنفسية الزوجة وأظنه سبب وجيه لفسخ الخطبة.
    اسألي وتأكدي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً