الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تقدم لخطبتي ابن خالي وأيضا زميلي في العمل، فمن أختار؟

السؤال

تقدم لي خاطبان في نفس الوقت، أحدهما ابن خالي، والآخر زميلي في العمل، فمن أختار؟

ابن خالي أراه كأخي، لأنه كان يعيش في بيتنا، وأنا أطول منه بقليلٍ، وكان يريد أختي عن حبٍ لكن؛ أختي تزوجت، فقام بطلبي أنا.

والآخر، زميلي في العمل، مطلقٌ، ولديه طفلٌ، أعلم عن طباعه أنه حادٌ، وشكاكٌ، ولا يثق بأحدٍ، وزملائي يقولون إنه معقدٌ من زوجته الأولى.

فمن أختار؟

أهلي يصرون على ابن خالي، ويمدحون فيه أنه سيحافظ عليّ أحسن من الغريب.

ويشهد الله ما عرفنا عنه إلا كل خيرٍ، والذي جعلني أتردد منه هو: أنه كان يحب أختي، ومسألة الطول أيضاً، وأخاف أن أتخذ قراراً وأندم عليه فيما بعد.

صليت صلاة الاستخارة مرةً، ومرتين، وثلاث، فوجدت شعور راحةٍ تجاه ابن خالي، لكن يأتيني وسواسٌ يقول لي وافقي على زميلك أفضل.

ساعدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رشا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك -ابنتنا الفاضلة– ونشكر لك اختيار الموقع والتواصل معه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان ثم يرضيك به، ونشكر لك حسن العرض لهذه الاستشارة، ونحن أيضًا نقف مع أهلك، ونتمنى أن تقبلي بابن خالك، الذي ما علمت عنه إلا الخير، والذي هو بلا شك سيحافظ عليك أكثر، وتجنبي ذلك الرجل الذي عنده الشك وعنده الشكوك وسوء الظن، فإن هذا داء عضال.

لذلك نحن نقف مع أهلك ونقترح عليك القبول بابن الخال، ومسألة الطول والقصر لا تؤثر طالما وجدت هذه المشاعر.

وكون ابن خالك كان يريد أختك ثم يريدك الآن فلا حرج في هذا، وكل شيء بقضاء وقدر، ولن يحدث في كون الله إلا ما يريده الله تبارك وتعالى، وذلك لا يعني أنه لن يُحبك أو لن يسعد معك، بالعكس ستكونين -إن شاء الله تعالى– سعيدة معه، ونسأل الله أن يقدر لك وله الخير حيث كان ثم يرضيكما به.

كما أن ابن الخال يجمع رغبة الأهل، والسعيدة هي التي تجد شابًا لا تعلم عنه إلا الخير –كما قلت– ومع ذلك يرضاه الأب والأم والأهل، فإن هذا أدعى للوفاق، وأيسر عليك أيضًا في القيام بكافة الواجبات، فإنك مطالبة بأن تقومي بواجبات تجاه الزوج، وواجبات تجاه الوالدين والأسرة، وإذا كانت الأسرة هي التي رضيت الزوج واختارته فإنه عند ذلك سيسهل عليك أداء هذه الواجبات، سواء أكان ما هو حق للزوج، أو ما هي حقوق للأهل كالوالدين، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير.

وقد أسعدنا وأعجبنا أنك استخرتِ الله، ولن تندم من تستخير وتستشير، والثمرة والأثر واضح ولله الحمد، فأنت تقولين بأنك تشعرين بارتياح تجاه ابن خالك، فابتعدي عن ذلك الآخر الذي عنده الشكوك، والذي هو مطلق وعليه مسؤوليات.

ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمك السداد والرشاد، وأن يعينك على الخير، ونكرر ترحيبنا بك في موقعك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً