الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بالأرق وأدمنت أدوية النوم، ساعدوني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أصبت بالأرق وعدم النوم، وسبب الأرق ضغوط العمل، والمشاكل اليومية.

ذهبت إلي الدكتور، وشخص حالتي على أنها قلقٌ نفسيٌ، ووصف لي دواء (الكويتابكس) بجرعة 25 مليجرام، و- الحمد الله - شعرت بتحسنٍ شديدٍ، ولكن...! في الصباح أشعر بدوارٍ وصداعٍ، فقمت بتخفيض الجرعة إلي نصف حبةٍ، واستمررت على ذلك، وفي بعض الأوقات أرفع الجرعة إلى حبةٍ كاملةٍ كي أنام، ولكني لا أنام بدون هذا الدواء، أحاول كثيراً التوقف، ولكن لا أستطيع أن أنام بدون الدواء.

أحاول أن أمارس الرياضة، والمداومة على الأذكار، وقراءة القرآن، ولكن الدواء يسبب لي أثراً نفسياً سيئاً، فهل أصبحت مدمناً؟ ماذا سوف يحدث لي إذا استمريت على هذا الدواء؟

أرجو مساعدتي، ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الضغوطات النفسية، والقلق، والتوترات، وعدم القدرة على التكيف، بالفعل قد تؤدي إلى الأرق، لكن الإنسان يستطيع أن يحسن صحته النومية من خلال التفكير الإيجابي وتنظيم وقته، وأن يكون له بروتوكول مرتب حول كيفية تحسين نومه، وهنالك أمورٌ عامةٌ مهمةٌ جدًّا لتحسين النوم مهما كان السبب.

أولاً: ممارسة الرياضة هي جزءٌ أصيلٌ جدًّا في تحسين النوم.

ثانيًا: تجنب المثيرات والميقظات مثل: الشاي، والقهوة، والبيبسي، والكولا، والشكولاتة، في فترة المساء.

ثالثًا: الحرص على أذكار النوم أمرٌ ضروريٌ جدًّا.

رابعًا: تثبيت وقت الفراش (النوم) هذا أيضًا من الأمور المهمة جدًّا، بعض الناس يفضل أن ينام متى ما شاء وكيف ما شاء، هذا ليس صحيحًا، هذا يؤدي إلى عدم انتظام -واضطرابٍ كبيرٍ- في الساعة البيولوجية لدى الإنسان، لكن الذي يجعل النهار معاشًا، ويجعل النهار لباسًا، ويذهب إلى فراشه في الوقت المعلوم، ويحرص على أذكاره، لا بد أن يبدأ النوم -يبحث عنه النوم، دون أن يبحث هو عن النوم-.

فيا أخي الكريم، هذا النمط السلوكي نعتبره مهمًّا جدًّا لتحسين الصحة النومية، أضف إلى ذلك أن تمارين الاسترخاء أيضًا هي جزءٌ أصيلٌ وأصيلٌ جدًّا في تحسين النوم، فاحرص عليها، وحاول أن تتدرب عليها، وأنا أؤكد لك فائدتها.

بالنسبة للعلاجات الدوائية، العلاجات الدوائية مفيدة، لكن الأدوية مختلفة، وهنالك ما يمكن أن يؤدي إلى التعود، وهنالك ما يمكن أن يؤدي إلى نوعٍ من الاعتمادية، ومنها ما هو بالفعل سيئ، ومنها ما هو جيد، والعقار الذي ذكرته ليس معلومًا لديَّ (حقيقة) بكل تفاصيله، لكن لا أعتقد أنه أحد مضادات الاكتئاب، لأن الأفضل في مثل هذه الحالات هو استعمال جرعاً صغيرة من مضادات الاكتئاب التي يعرف عنها أنها تحسن النوم، ومن أفضل هذه الأدوية عقار يعرف باسم (ميرتازبين) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (ريمارون).

فيمكن أن يكون هذا خيارًا جيدًا بالنسبة لك، والجرعة المطلوبة هي نصف حبةٍ فقط –أي 15 مليجرام، لأن الحبة تحتوي على 30 مليجرام– ويتم تناولها ليلاً لمدة شهرٍ، ثم تجعلها نصف حبةٍ يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخرٍ، ثم تتوقف عن تناول الدواء، بشرط أن يكون هنالك التزامٌ قاطعٌ بالخطوات الواجب اتخاذها من أجل تحسين الصحة النومية، والتي تكلمنا عنها سلفًا.

بالنسبة للأدوية المحسنة للنوم، يجب أن يتناولها الإنسان مبكرًا، لأن هذه الأدوية في معظمها لديها إفرازات كيميائية ثانوية، وإذا تناولها الإنسان في وقتٍ متأخرٍ من الليل فقطعًا سوف يكون لها ردة فعلٍ، وسوف تستمر فعاليتها حتى بعد أن يستيقظ الإنسان مما يؤدي بالفعل إلى الشعور بالتكاسل، وعدم الانطلاقة لمواجهة الحياة.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر حتان

    جزاكم الله خيرا

  • مصر درة

    جزاكم الله خير الجزاء

  • مصر Samia

    انا اعاني من نفس مشكلتك اختي الفاضله

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً