الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رهاب اجتماعي وانعدام الثقة.. هل أزيد جرعة الكلوزابكس؟

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 28 سنة، منذ طفولتي إلى الآن، وأنا أعاني من شعور بالدونية، وأنني أقل من الآخرين في كل شيء، ليس لدي أي ثقة بنفسي، بل أعتقد بأنني لست طبيعيا، وأن الناس يرون ذلك، وينظرون إلي.

عندما دخلت المدرسة كنت أخاف جدا، وكنت منطويا على نفسي مما ترتب عليه أن زملائي في المدرسة كانوا يضربونني، وتتم إهانتي، بل وسرقة المصروف الخاص بي.

والخوف الشديد، وعدم ثقتي بنفسي كان يجعلني غير قادر على الدفاع عن نفسي، ومع السنين كانت حالتي تتدهور، وكنت وما زلت أقضي تقريبا كل وقتي في البيت، ولا أخرج إلا للضرورة القصوى، المهم ذهبت إلى عدد من الأطباء النفسيين، ومعظمهم شخص الحالة على أنها فصام.

المشكلة الآن أنني عندما أخرج من المنزل إلى الشارع أكون ماشيا مشدودا وخائفا، وأحس أن بي شيئا وأن الناس تراقبني مما يترتب عليه أني أتعرق بسرعة، ويحدث لي ارتباك وحساسية شديدة في جميع جسمي بسبب اعتقادي أن بي شيئا، وأن الناس تراقبني، وأنهم ينظرون إلي.

وإذا ضحك أحد في الشارع أظن أنه يضحك عليّ، غير أنني أخاف جدا من الأماكن المزدحمة، وأتجنب حضور المناسبات، ولا أحس بالراحة والطمأنينة إلا في العزلة والجلوس في المنزل.

أنا تعبان وأخاف ينتهي بي الحال إلى دخول المستشفى، غير أني أيضا أعاني من شرود ذهني، وعدم قدرة على التفكير السليم، وعدم القدرة علي التركيز.

أنا الآن أتناول الأدوية التالية تحت إشراف الطبيب:

كلوزابكس100 نصف قرص مساءً.
نيورازين 25 اسمه العلمي (كلوريرومازين هيدروكلوريد ) قرص صباحا ومساءً.
كوجينتول 2 مجم اسمه العلمي (بنزترويين ميسيلات) نصف قرص مساء.

طلبت من الطبيب أن يزيد لي الجرعة، خصوصا الكلوزابكس، ولكنه يرفض، فما رأيكم؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حامد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، نسأل الله لك العافية.

أخي الفاضل: أنت -الحمد لله- تحت الإشراف الطبي النفسي، وهذا أمر جيد؛ لأن مثل حالتك هذه بالفعل تتطلب المراقبة والمراجعة الدورية من قبل الطبيب.

لا أريدك أبدًا أن تنزعج لكلمة الفصام هنالك الكثير من التشوهات حول هذه الكلمة، وليس كل أمراض الفصام واحدة، بل أستطيع الآن أن أقول أن معظمها يمكن علاجه بصورة جيدة، وفاعلة جداً، خاصة إذا التزم الإنسان بتناول الدواء، وحاول أن يطور من ذاته، وذلك من خلال التواصل والتأهيل الاجتماعي، وكذلك الدخول في سوق العمل مهما كانت الظروف، حتى ولو عمل الإنسان في أعمال بسيطة، إلا أن العمل يعتبر وسيلة ترفيهية مهمة وضرورية جداً، يا -أخي الكريم- أنا أنصحك بذلك، ولا تقلل من شأنك أبداً، وأنت لست بأقل من الآخرين، هذه الأفكار الظنانية التي تأتيك، والتي نسميها بضلالة التلميح يعني يأتيك الاعتقاد بأن الآخرين يقومون بمراقبتك هي جزء من العلة النفسية التي تعاني منها، لكن الذي لاحظته أنك مستبصر بها وهذا مؤشر ممتاز، يعني أن مرضك من النوع الخفيف، يعني أنه بشيء من الجهد والاجتهاد وتحقير هذه الأفكار، والإكثار من التواصل الاجتماعي أعتقد -أخي الكريم- تستطيع أن تكسر طوق الرهبة، وتصبح بحمد لله أكثر تواصلاً.

أخي الفاضل: احرص على زيارة الأهل، وبر الوالدين، التواصل مع أصدقائك، انخرط في أي نشاط، حتى ولو كان اجتماعياً إلى أن تجد عملاً، احرص على الصلاة مع الجماعة، هذه كلها علاجات مهمة وضرورية جداً في حالتك.

أما بالنسبة للعلاج الدوائي: فالأدوية التي تتناولها أدوية جيدة، وكلها أدوية معروفة لعلاج الأمراض الذهانية.

جرعة الكلوزابكس أعتقد أنها كافية بالنسبة لك.

الأمر الوحيد الذي يجب أن ينظر إليه، هل أنت محتاج لأي دواء يقلل لديك الخوف والرهاب، مثلاً عقار أنفرانيل بجرعة (25) مليجرام قد يفيدك كثيراً، لكن لا أريدك أن تقدم على هذه الخطوة أبداً إلا بعد استشارة الطبيب هذا مجرد اقتراح، لكن الأصل في الأمور أن طبيبك يعرف حالتك أكثر مني كثيراً.

أشكرك أيها الفاضل الكريم على تواصلك مع إسلام ويب، وأسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً