الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من ارتباك ورجفة في أطرافي عند الاختلاط بالناس

السؤال

السلام عليكم

أريد استشارتكم حول معاناة نفسية أشعر بها في الكثير من الأحيان، ومن أعراضها:

- ارتباك حين الاختلاط بالناس.
- عند الوقوف في بعض الأحيان وليس دائماً أحس بارتجاف رجلي.
- ارتجاف خفيف في اليدين خصوصاً عند رفع أحد الأصابع للأعلى، أو القيام بحركة حتى أني أصبحت أتجنب المقاهي والمطاعم لهذا السبب.
- أحس في كثير من الأحيان بغم وهم ملازم لي، لا أعرف سببه ويجعلني عاجزاً عن القيام بأنشطتي اليومية.

مع العلم أن لدي بعض المشاكل الاجتماعية ناجمة عن الفراغ الناتج عن البطالة والفقر، كما أني مدمن للعادة السرية بمعدل 4 مرات أسبوعياً.

هل من إرشادات أو أدوية يمكن أن تساعدني؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ياسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أسأل الله أن يفرج همومك، وأن يزيل أحزانك، وأن يمتعك بالصحة والعافية.

حالتك بسيطة -إن شاء الله تعالى-. أنت ذكرت أنك تصاب في بعض الأحيان بغم وهم يلازمك، وأنه لديك بعض المشاكل الاجتماعية الناتجة عن الفقر والبطالة. مهما كانت هناك صعوبات اجتماعية -أخِي الكريم- فلابد للإنسان أن يكون إيجابيًا، وفي حالتك حاول أن تبحث عن عمل، ولا تيأس أبدًا، وكن مثابرًا، و-إن شاء الله تعالى- ستجد لك مخرجًا.

الإدمان على العادة السرية ليس أمرًا طيبًا أو جيدًا، حاول أن تخفف منها حتى تتوقف، وفكّر في الزواج حتى وإن كانت حالتك المادية ضعيفة، لكن الزواج نفسه من وجهة نظري باب من أبواب الخير وسعة في الرزق -إن شاء الله تعالى-.

اجعل لنفسك برامج اجتماعية جديدة يتخللها ممارسة الرياضة، الصلاة مع الجماعة، مجالسة العلماء، زيارة الأرحام، التواصل مع الأصدقاء، بر الوالدين، الانخراط في أنشطة خيرية وثقافية، هذا كله يساعدك كثيرًا في موضوع الإحباط، وحتى في موضوع الأعراض التي تشتكي منها، وهي الارتباك عند الاختلاط بالناس، والذي أراه في الأصل أنه نوع من الخوف أو الرهاب الاجتماعي البسيط، هكذا يعالج.

وأريد أن أصف لك دواء بسيطًا جدًّا غير مكلف لأنك لا تعمل، الدواء من الأدوية القديمة لكنه دواء جيد، له أعراض جانبية بسيطة تتمثل في الشعور بجفاف بسيط في الفم، لكن هذه تكون فقط في الأيام الأولى من بداية العلاج، وبعد ذلك تتلاشى تمامًا. الدواء يعرف باسم (إمبرامين) هذا اسمه العلمي، ويسمى تجاريًا باسم (تفرانيل) لكن له مسميات تجارية أخرى كثيرة، ربما تجده تحت مسمى مختلف في المغرب.

جرعة التفرانيل المطلوبة في حالتك هي خمسة وعشرون مليجرامًا، تناولها يوميًا، البعض يفضل تناوله ليلاً، لكن البعض أيضًا يشتكي من أن الدواء قلل نسبة النوم لديه، وفي هذه الحالة يتم تناوله نهارًا، المهم أن تكون الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا، تستمر عليها لمدة شهر، ويتم تناوله بعد الأكل، وبعد انقضاء الشهر اجعل الجرعة خمسين مليجرامًا ليلاً، استمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا من الأدوية البسيطة، والفاعلة، والتي أسأل الله أن ينفعك بها، وبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.


والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً