الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يحب الخروج للشارع ويقلد السلوك الخاطئ .. ما توجيهكم؟

السؤال

لدي طفل عمره عشر سنوات، عصبي وعنيد ويحب التقليد للكبار، ويقلد السلوكيات الخاطئة، لا يحب الدراسة، ويحب اللعب بعنف مع إخوته، ويحب الخروج للشارع، ونحن نرفض ذلك، وبشدة.

أتمنى أن تفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهذا الطفل على أعتاب سني الطفولة المتأخرة، وهذا الطفل في عمر يؤهله لأن يكون مدركًا، وواعيًا، ويريد قطعًا أن تكون له استقلاليته، وتقليده للكبار ليس كله مرفوضًا، لكن قطعًا تقليد السلوكيات الخاطئة هذا أمر غير مقبول.

الطفل العنيف غالبًا يكون قد اكتسب هذا السلوك من مصدر ما، والطفل الذي يتعانف غالبًا ليس حاسًا بالطمأنينة، وحب الطفل للخروج إلى الشارع هذا أيضًا سلوك مكتسب، لا بد أنه قد اكتسب هذا السلوك.

الآن هذا الطفل يجب أن نعطيه الثقة في نفسه، وأنتم كأسرة – أنت ووالده وإخوته وكل من حوله – يجب أن تسعون بأن يُشعر هذا الطفل بالأمان، والطفل يحس بالأمان إذا أشعرناه بالتقدير، وألا نكون انتقاديين ومنتقصين له، هذا لا يعني ألا نوجهه، أو لا نوبخه عندما تكون هنالك أخطاء كبيرة، لكن منهج التحفيز والتشجيع دائمًا هو الأفيد.

عليكم لفت انتباه الطفل لأمور بسيطة، لكنها مهمة، سوف تساعده تربويًا، مثلاً كيف يرتب ملابسه؟ كيف يُعد سريره في الصباح بعد النوم؟ اهتمامه بكتبه وترتيبها قبل الذهاب إلى المدرسة ليلاً، حرصه على أذكار النوم... هذه أمور بسيطة جدًّا، لكنها تُشعر الطفل بأمان كبير.

ساعدي طفلك أيضًا في تقسيم وقته، اجعليه يخصص وقتًا للعب، هذا غير مرفوض أبدًا، وقتًا للجلوس مع الأسرة، وقتًا لمشاهدة التليفزيون، وقتًا للدراسة، يجب أن نعلمه أيضًا أن يذهب إلى المسجد، وحتى إن أراد أن يقلد الكبار هنالك فلا بأس في ذلك أبدًا، أعطي طفلك أيضًا فرصة لأن يكون مع من هم في عمره، كل هذه - إن شاء الله تعالى – سوف يجعل هذا الطفل يغيّر سلوكه تدريجيًا ليصبح سلوكًا إيجابيًا.

هذا الطفل أيضًا سوف يستفيد كثيرًا من ممارسة الرياضة، والذي يظهر لي أن لديه طاقات وميل للعب العنيف بالرغم من أنه سلوك مكتسب، لكن يُمكن أن ينفّس عن هذا التعانف من خلال ممارسة الرياضة.

أيضًا اجعلي لابنك شعورًا بأهمية الألعاب، الألعاب المفيدة التي تناسب عمره، والألعاب التعليمية دائمًا تفيد الأطفال، وألا تكون هذه الألعاب ذات خاصية عنيفة.

اجعليه أيضًا يقرأ الكتب الطيبة الجميلة، قصص عن شباب الصحابة، قصص مسلية ولطيفة وذات دافع إيجابي، هذا يفيد هذا الطفل.

أسأل الله له التوفيق والسداد، وأشكرك على ثقتك في إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً