الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرهاب والتوتر والقولون، هل لها علاقة ببعضها؟

السؤال

أعاني من الرهاب منذ 18 سنة، يرافقه قلق وتوتر شديد، خسرت دراستي والكثير بسببه، أصبحت الآن لا أجيد الحديث مع الناس، خاصة عند تركيز النظر علي أو المزاح معي، كما أني أصبت بالقولون، أشعر بانتفاخ وغازات منذ خمس سنوات، وقبل فترة أصبت بأكزيميا جلدية شديدة، وشفيت منها، فهل هذه الأعراض مرتبطة بالرهاب؟

الآن أنا أستخدم الفيكسال إكس آر، والطبيب قال إنه سوف يقضي على جميع مشاكلي -بإذن الله- فهل هذا صحيح؟ أم أن هناك علاجا أفضل منه؟ علما بأني استخدمت العلاج منذ أسبوعين، وأشعر بتحسن طفيف.

الشيء الآخر: أنا متزوج، وزوجتي لا تعجبني ولا أحتملها، بل إني بعد الزواج أصبحت دائم التفكير بالنساء والجنس، فماذا أفعل؟ ولدي طفلان منها، وعمري 34 سنة.

عذرا على الإطالة، وأتمنى الإجابة سريعا؛ لأنني أثق بكم، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ شيبان حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فالذي يتضح لي أنك تعاني من أعراض ما يعرف بالقلق الاكتئابي، ودرجة الاكتئاب التي لديك -الحمد لله تعالى- هي بسيطة، وكثيرًا ما تكون الأعراض الجسدية مكونا رئيسيا للقلق، وأكثر الأعراض الجسدية التي نشاهدها هي تقلصات القولون، والتي تسمى بـ (القولون العصبي) والذي تعاني منه أنت الآن.

الأمراض الجلدية - مثل الأكزيما – أيضًا يُقال أن لها علاقة كبيرة بالقلق النفسي، والرهاب في الأصل يعتبر نوعًا من القلق النفسي.

عقار فكسال، والذي يسمى علميًا (فلافكسين) هو من الأدوية الممتازة جدًّا والفاعلة جدًّا، -وإن شاء الله تعالى- سيقضي على هذه الصعوبات النفسية التي تعاني منها -كما ذكر لك الأخ الطبيب-، وكن حريصًا تمامًا على اتباع الإرشادات والتعليمات، ولا بد أن تكون جرعة الدواء صحيحة، وللمدة المطلوبة، وبجانب العلاج الدوائي: اسع دائمًا لأن تكون إيجابيًا، وأن تكون نشطًا، وأن تتواصل اجتماعيًا، وأن تُجيد عملك، وتطور نفسك مهنيًا، وأن تحرص على حضور صلاة الجماعة، ويجب أن تكون مُحبًا لأسرتك، محبًا لزوجتك، هذا التفكير السخيف الذي تحدثت عنه أعتقد أنه نشأ من فكرتك الاكتئابية الوسواسية، والإنسان كثيرًا ما يعاقب نفسه من خلال التفكير الاكتئابي السخيف.

فيا أخِي الكريم: استعذ بالله تعالى من هذا الفكر، ويجب أن تضع لنفسك كوابح، بل كن صارمًا تمامًا فيما يتعلق بالتفكير أو النظر للنساء الأجنبيات، هذا الكلام أقول لك بكل بساطة: غلط، خطأ، لا يناسبك أبدًا، أنت رجل لديك زوجة. وأن تقول أن زوجتي لا تعجبني: أعتقد أن هذا نوع من الحكم السلبي المسبق والغير مؤسس، انظر إلى ما هو جميل فيها، وأنا متأكد أنك سوف تصل إلى قناعة أنها زوجة فاضلة ومحترمة وطيبة ورؤوم، وأعطاك الله منها الولد، فيجب أن تنظر لها نظرة مخالفة لما يشوب تفكيرك الآن من فكر لا أقره أبدًا، ولا تعاقب نفسك، ولا تعاقب أسرتك من خلال هذا النوع من التفكير.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً