الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع الاستغناء عن الدوجماتيل، فهل سأستمر عليه إلى الأبد؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني منذ فترة 8 شهور من أعراض القلق النفسي بكل أنواعه، من أول نوبات الهلع حتى الوساوس الفكرية، ومنذ 40 يوما أتناول سيروكسات ودوجماتيل، وشعرت بتحسن كبير، لكن في آخر زيارة للدكتور طلب مني التوقف عن الدوجماتيل، وإضافة تربتزول، وبمجرد التوقف عن الدوجماتيل عادت لي الاعراض، وهي بعيدة عن النوبة، وهي الدوخة والوهن، وضعف عام، وتعرق، وتستمر مدة ساعتين، بالإضافة للفزع عند بداية النوم، فهل سأستمر على الدوجماتيل للأبد؟

السؤال الثاني: عندما تأتيني النوبة وأذهب للطوارئ وأقيس الضغط، أثناء النوبة أجد الضغط مرتفعا، وعندما أهدأ وتعود دقات قلبي بشكل طبيعي يصبح ضغطي 120/80، هل من الطبيعي الضغط يرتفع أثناء النوبة؟ والدكتور رفع جرعة السيروكسات إلى 37.5، فهل هي جرعة سليمة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mahmoud حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.

أخي: العلاجات الدوائية لنوبات الهلع والقلق متعددة، وهذه الأدوية نستطيع أن نقول أنها متساوية ومتعادلة، ولها نفس الفعالية تقريباً، لكن الاختلاف يأتي فيما بين الناس من حيث الاستجابة للعلاج، هل التطبيقات السلوكية مصاحبة لتناول العلاج الدوائي، هذه قضية مهمة، فمثلا ممارسة تمارين الاسترخاء يجب أن تكون لها الأسبقية؛ لأن الاسترخاء النفسي والجسدي في حد ذاته وسيلة ممتازة جداً، للحد من حدة القلق والتوتر والشعور بالخوف، فاجعل لنفسك نصيباً من تمارين الاسترخاء، وإذا وجدت أحد المختصين، ودربك عليها فهذا جيد، وإن لم تجد، فأرجو أن ترجع إلى استشارة إسلام ويب والتي هي تحت رقم: (2136015) فبها الكثير من الأشياء الجيدة والمبسطة التي توضح القيام بهذه التمارين.

من العلاجات السلوكية المهمة جداً تغيير نمط الحياة بصورة معقولة، وقد تكون هناك إدخالات كثيرة على حياتك، وأن يكون هناك نشاط اجتماعي، وتواصل، وترفيه على النفس، والقراءة، والاطلاع، والتطوير المهني، وبر الوالدين، وصلة الرحم وممارسة الرياضة.

فهذه كلها أمور مهمة لتكتمل الحزمة العلاجية، بجانبها الدوائي البيولوجي، وجانبها النفسي السلوكي، وبجانبها الاجتماعي، والذي يجب أيضا أن يشمل الجانب الديني؛ لأن الحرص على الصلاة، وتلاوة القران والذكر، والدعاء، تبعث الطمأنينة في نفس الإنسان، كما أرجو أن تأخذ الحزمة الدوائية كاملة.

وبالنسبة للأدوية أعود لموضوعها وأقول لك أن (الزيركسات) دواء فعال جدا وجرعة (37.5) ونصف ملجم، من وجهة نظري هي جرعة علاجية صحيحة، واستمرارك عليها لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر على الأقل سوف يكون مفيدا، بعد ذلك لك أن تنتقل إلى الجرعة الوقائية، وذلك حسب تعليمات طبيبك.

(الدوجماتيل) لا أراه دواء ضروريا، لكن ما دمت تستجيب له فليس هنالك ما يمنع أن تتناوله بانتظام لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك يمكن أن تتناوله عند اللزوم، أي إذا شعرت بأي نوع من القلق، أقول ذلك بالرغم من شعوري أنك لن تكون عرضة للقلق -إذا طبقت ما ذكرته لك- لكن لمجرد التحوط، فيمكن أن يكون (الدوجماتيل) متواجدا معك.

بالنسبة لضغط الدم، هناك ما يسمى بضغط الدم العصابي، لكن حوله اختلاف، أي أن بعض الناس للحظات القلق والاستثارة والانفعال الشديد قد يزيد لديهم ضغط الدم، خاصة ضغط الدم الانقباضي أي الأعلى، وبعد أن تهدأ أمورهم تجد أن ضغط الدم بدأ في الانخفاض، وهنالك بعض الناس مجرد أن يذهب للمستشفيات، ورؤية الطبيب، قد يرتفع الضغط قليلا، بعد ذلك يبدأ الضغط ينخفض.

لكن دراسة أشارت إلى أن الذين يكونون عرضة لما يسمى بضغط الدم العصابي، ربما يكون عندهم استعداد، كأن يرتفع ضغطهم في المستقبل، هذه النقطة يجب أن لا تزعجك، وذكرتها كنوع من التنبيه؛ حتى تكون حريصا على متابعة ضغط الدم بالنسبة لديك.

أسأل الله لك العافية والسلامة وأشكرك كثيرا على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً