الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مع استخدامي للدواء لازلت أعاني من ألم خفيف جهة القلب

السؤال

أنا شاب أعزب، عمري 28 عاما، وظيفتي معلم، وفي المساء أعمل في مؤسسة، وكلتا الوظيفتين تتطلب الوقوف لمدة طويلة، بحكم نوعية العمل تتطلب ذلك, قبل ثلاثة أشهر كنت أشتكي من ألم جهة القلب, وأحيانا تأتيني نغرات وقت النوم، كأن القلب سوف يتوقف عن نبضاته، وتنميل في الجهة اليسرى من الجسم، وأصبح يأتيني ألم في الجهة اليسرى ينتقل أحيانا إلى اليمين, وعشت في دائرة الخوف والقلق والاكتئاب من الحالة التي أصابتني.

ذهبت إلى المستشفى عيادة القلب، وعملت تخطيطا للقلب والهولتر والموجات الصوتية والتصوير الإشعاعي للصدر والبطن، وقال لي الدكتور: سليم لا يوجد فيك شيء -ولله الحمد- وقال: هذه عضلات الصدر, بالرغم أن نبضات قلبي سريعة، 115 نبضة، وكان ضغظي مرتفعا وصل 150, فوصف لي الدكتور دواء اسمه procoralan 5mg وقال لي الدكتور: استمر عليه لمدة شهرين, وعملت تحاليل الغدة الدرقية وإنزيمات القلب والسكر وفقر الدم، وجميع النتائج سليمة -والحمد لله- وأصبحت في حالة لا يعلم بها إلا الله من خوف وقلق واكتئاب، وعدم الخروج من البيت أو مقابلة أحد, وبعدها بفترة بسيطة صرت أشتكي من ألم في البطن وغازات وإمساك وإسهال، وفقدان الشهية للأكل، مما جعل وزني ينزل، ذهبت لدكتور الباطنية فقال لي: معك قولون عصبي، ووصف لي الدواء، وقال لي: استخدمه لمدة شهرين، وبعد الشهرين تعال للمراجعة، وهذا الدواء اسمه omedar والدواء الثاني duspatalin retard.

بالنسبة لآلام البطن ذهبت -ولله الحمد- أما بالنسبة لآلام الصدر جهة القلب خفت بنسبة كبيرة، والنغزات ذهبت، وأصبحت أنام بشكل أفضل من قبل وذهبت الآلام والتنميل بشكل أفضل من قبل, المشكلة -يا دكتور- مع استخدامي للدواء لازلت أعاني من ألم خفيف جهة القلب، وأحيانا أصحى من نومي بشكل متقطع، أفيدونا برأيكم جزاكم الله خيرا، يا دكتور.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مهدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

من الواضح جدًّا أن حالتك هي حالة نفسوجسدية، يعني أن هذه الأعراض الجسدية –خاصة ما هو متمركز حول القلب من نغز وطعن في الصدر من الجهة اليسرى– سببه قلق نفسي، وهذا القلق ليس من الضروري أن يظهر في شكل توترات وانفعالات، إنما القلق يؤدي إلى توتر عضلي، وهذا التوتر العضلي ينعكس بصورة جلية على عضلات الصدر، وبما أن الناس يتخوفون دائمًا من أمراض القلب فتكون الجهة المستهدفة من جانب هذه التقلصات العضلية هي المنطقة اليُسرى من الصدر، وآلام القولون العصبي وتقلصاته يلعب القلق والتوتر النفسي فيها دورًا كبيرًا.

إذن -أيها الفاضل الكريم-: حالتك هي حالة قلق نفسي في المقام الأول، أدت إلى أعراض جسدية، وأنا أؤكد لك أن الحالة بسيطة، ولا علاقة لها بعملك، أنت شخص مجتهد ومتميز، وتكافح من أجل أن تعيش حياة طيبة، فيجب أن يكون لهذا الجهد الجسدي والنفسي الذي تقوم به تحفيز إيجابي لك، ولا تتخذه أبدًا كعامل سلبي.

ما وصفه لك الطبيب من علاج للقولون العصبي، وهو عقار (duspatalin retard) وعقار (omedar) أقرها تمامًا كعلاجات جيدة، وأعتقد أن كل الذي تحتاج إليه الآن هو أن تتناول أحد الأدوية المضادة للقلق والتوتر، وأنا أرى أن عقار (دوجماتيل) والذي يسمى علميًا (سلبرايد) سيكون دواءً مناسبًا جدًّا لك، والجرعة هي أن تبدأ بخمسين مليجرامًا ليلاً لمدة أسبوع، بعد ذلك تجعل الجرعة خمسين مليجرامًا صباحًا وأخرى مساءً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا مساءً لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هذا الدواء (سلبرايد) من الأدوية البسيطة جدًّا، وهناك بدائل أخرى منها عقار يسمى (موتيفال) وهو ممتاز جدًّا، لكنه غير متوفر في السعودية، ويتواجد في مصر، وهناك بديل آخر يعرف باسم (فلوبنتكسول/فلوناكسول) هذا أيضًا من الأدوية البسيطة التي تعالج القلق التوتري الذي تنشأ عنه أعراض جسدية، وهناك أدوية أقوى كثيرًا من الأدوية التي ذكرتها لك، لكن لا أعتقد أنك في حاجة إليها.

بجانب العلاج الدوائي الذي تحدثنا عنه أرجو أن تحاول دائمًا أن تكون مسترخيًا، أن تكون إيجابيًا في تفكيرك، الجهد الوظيفي مُقدر جدًّا، حاول بقدر المستطاع أن تمارس بعض التمارين الرياضية بالرغم من ضيق الوقت لديك، ونصيحتي لك أيضًا أن تمارس ما يعرف بتمارين الاسترخاء، فهي مكوّن علاجي مساعد مفيد جدًّا في مثل هذه الحالات، وقد وفرنا في موقعنا (إسلام ويب) استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك الرجوع إليها والاستفادة من تفاصيلها التي توضح كيفية تطبيق هذه التمارين، أسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً