الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أجعل المودة تسود بين أطفالي؟

السؤال

تحية ملؤها الحب, والاحترام, والتقدير, والشكر, والعرفان لجميع القائمين على هذا الموقع الرائع.

وتحية تتلوها تحية إلى المستشارين في هذا الموقع, متوسلا إلى الله العلي القدير أن يوفقكم, ويرفع من شأنكم, وأن يرزقكم السداد في القول والفعل والعمل, وأن يكون عملكم لله خالصا؛ حتى تنالوا جنة عرضها السموات والأرض, أعدت للمتقين.

ونحسبكم ولا نزكيكم على الله أن تكونوا من المتقين, وأن يحشرنا وإياكم مع الحبيب المصطفى, وأن نشرب من يده الطاهرة شربة لا نظمأ بعدها أبدا, إنه هو القادر على ذلك والمهيمن عليه.

فإنني أود أن أستشيركم في الأسلوب الأفضل في التعامل مع الأطفال في طريقة التوجيه, فأنا أب لطفل يبلغ من العمر 6 سنوات, وله أخت تصغره بعام واحد فقط, وقد رزقني الله طفلا ذكر حديثا، إلا أن طفلي الأكبر في المدرسة, وهو -تبارك الله- مجتهد وذكي, وطفلتي كذلك.

سؤالي هو: ما هو السبيل إلى أن أنثر بذار المحبة بين أطفالي, وأن أقطع التشاجر بينهم, وأن أحاول أن أودد بينهم اللعب في ألعابهم دون ضجر, أو كثرة عتاب بينهم؟

علما بأنني شديد الحرص على العدل بينهم حتى في القبلة, وحتى وهم نائمون, وأكثر من مدحهم في ما يخص الإيجابيات فيهم, وفي أفعالهم, وأنكر سلبياتهم.

أريد منكم توجيها بهذا الخصوص, وطريقة مثلى في تربيتهم, وأسأل الله أن أكون قد وفقت في طرح سؤالي بالطريقة التي ترغبون طرح السؤال فيها.

مع التأكيد أنني أحاول دائما أن أربيهم على تربية ترضي الله, فأنا حنون جدا عليهم, لكن ليس لدرجة الدلال, وأعشقهم, وأحب أمهم, ونحن نعيش حياة تملؤها المحبة السعادة والتفاهم, ولله الحمد.

وختاما أعتذر لكم على الإطالة, والله يحرسكم ويرعاكم ويجعلكم نبعا لا ينبض في العطاء والرقي.

والسلام عليكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرا لك على الكتابة إلينا، وعلى رضاك عن الموقع، وعلى دعائك لنا، فهذا أمر نعتز به، ولله الحمد.

والحمد لله على اهتمامك بأطفالك، وعلى هذا الجو الأسري اللطيف.

فالأصل في الأطفال في هذا العمر اليافع أن يسهل علينا حسن توجيههم بالطريقة التي نريد، من خلال حسن الفهم للمهمة المطلوبة منا, ومن خلال الاستيعاب والتدبير.

أريد أن أطمئنك أن هناك أملا كبيرا 100% من حسن تدبير التعامل مع طفلك، ولكن لا بد لهذا من أمرين مطلوبين:

الأول: أن نتعلم مهارات تربية الأطفال والتعامل معهم، وما هي احتياجاتهم وكيفية تلبية هذه الاحتياجات، وسواء تم هذا التعلم من كتب تربية الأطفال أو من خلال دورات تدريبية متخصصة للآباء والأمهات في مهارات التربية والتعامل معهم, ولي في هذا الخصوص كتاب يباع عندكم في عمان في مكتبة المكتب الإسلامي وهو بعنوان "أولادنا من الطفولة إلى الشباب".

والثاني: التحلي بالصبر والهدوء أثناء التعامل مع الأطفال، والابتعاد عن الشدة والضرب فهذا لا يزيد الطفل إلا عنادا وصعوبة, ولا بد من الابتعاد عن بعض العبارات التي تنقص من قدر الطفل.

طبعا من الصعب جدا أن نشرح هنا كل شيء في مهارات تربية الأطفال فهي كثيرة جدا، وبدلا من تقديم سمكة فالأفضل أن أدلك على طريق الحلّ بأن تتعلم صيد السمك بمعرفة أين تتعلم عن تربية الأطفال من خلال هذه الكتب أو الدورات المتخصصة.

ومن الطبيعي جدا في هذه العمر أن يحاول الطفل "الشجار" مع بعضهم، وهذا لا يشير لسوء التربية، وإنما هي فرصة طبيعة للأطفال لاكتساب الخبرة, والتعلم على مهارات كثيرة في الحياة، مثلهم مثل صغار النمر عندما يلعبون مع بعضهم, وبشكل وكأنهم يكادون يفترسون بعضهم, طبعا هذا مسموح للأطفال, بشرط أن لا يكون هناك تماس, أو ضرب بينهم, أو تعريض أي منهم للأذى.

يفيد أن نعرف أن السبب الأكبر للمشكلات السلوكية عند الأطفال هو الرغبة في جذب الانتباه، انتباه الكبار وخاصة الوالدين لنفسه.

والتحدي الكبير هنا أن قواعد التربية وعلم النفس تقول إن السلوك الذي نعززه ونوجه انتباهنا إليه يتكرر مع الوقت، بينما السلوك الذي نتجاهله ونتصرف وكأنه لم يحصل يخف ويختفي مع الزمن، إلا أن معظم الآباء بدلا من أن يعززوا السلوك الإيجابي نجدهم يعززون السلوك السلبي, كعناد طفلتك لأن من طبع الإنسان الالتفات إلى السلوك السلبي، فيتكرر هذا السلوك, وهذا العناد لأنه يأتي للطفل بالكثير الكثير من الانتباه لو رافقه الضرب.

بينما يتجاهلون السلوك الحسن، كأن يتعاون الطفل مثلا ولا يكون عنيدا، ولذلك يقل هذا السلوك مع مرور الأيام, مع أنه هو السلوك الذي نريد أن نراه, ما تفعله من تعزيز سلوكهم الحسن أمر طيب، ولكن حاول بدل تصحيح السلوك السلبي أن تتجاهله، إلا إذا كان يعرض الطفل أو غيره للأذى، فهنا لا بد من أن تتدخل مباشرة.

وبهذا الشرح أظن أنه قد أصبح واضحا ما هو المطلوب منكم من أجل تعديل سلوك أطفالك، وهو تعزيز السلوك الحسن والمقبول، وصرف النظر كليا عن السلوك السلبي وغير المقبول.

حفظ الله أطفالك من كل سوء، وأنشأهم التنشئة الصالحة التي تحبّ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر manal mohamed

    جزاكم الله خيرا اخوتي في الله

  • الأردن ابو اسلام

    جزاكم الله عنا خير الجزاء ،

  • الأردن عمر

    بارك الله فيكم وبكم وجعلكم ذخرا للاسلام والمسلمين

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً