الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يمكن أن يكون إمام المسجد الولي لزواجي؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة مسلمة، من عائلة مسلمة، وعندي ١٨ سنة، أعيش في الغرب في بلاد الكفر في مجتمع كله فتن، كنت فتاة متبرجة، ولكن – الحمد لله - ربنا هداني ورجعت لله، والآن أريد أن ألتزم، وأهلي يرفضون ويعارضوني في كل شيء! حتى الأشياء البسيطة مثل: الحجاب، والحشمة، ومثل: الأكل الحلال.

هناك رجل متدين وجيد يتقي الله، يريد أن يتزوجني، ولكن أهلي يرفضون؛ لأنهم يرون أني صغيرة، وأن لابد أن أتمم دراستي - طبعا في جامعة مختلطة- وأهم شيء أنهم لا يحبون الملتزمين، ولا يقبلون بملتزم.

أريد أن أتدين وألتزم، وأبتعد عن الفتن والاختلاط، وأيضاً أريد من يعينني على طاعة الله، هل يمكن أن يكون إمام المسجد الولي لزواجي من هذا الرجل إذا رفضه أبي؟ لأنه لا يوجد أحد من أهلي يقبل أن أتزوج هذا الرجل الذي ذكرت أنه رجل صالح، يخاف الله ويتقيه إذا رفضه أبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ لينة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

نرحب بك ابنتنا الفاضلة، ونسأل الله أن يسهل أمرك، وأن يلهمك السداد والرشاد، إنه ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا الحرص على الخير، ونهنئك بالالتزام بالحجاب، والعودة إلى الله تبارك وتعالى، ونسأل الله أن يقر عينك بصلاح هذه الأسرة، وبعودتهم إلى الله تبارك وتعالى، وأرجو أن تجتهدي في الدعاء لهم، ثم تجتهدي في البر للآباء، ثم تجتهدي في حسن التواصل معهم، والاقتراب منهم والاجتهاد في إبلاغهم هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

نتمنى كذلك أن تنجحي، وأن تجدي من يعينك على ذلك حتى من المحارم، وحتى لو كان من خارج البلد يتصل على الوالد، ونحو ذلك، يعينك حتى تنجحي في إرضائهم بالارتباط بصاحب الدين- فإن صاحب الدين عملة نادرة- والفتاة إذا تزوجت صاحب دين أعانته على الخير، وأعانها على الخير؛ طالما كانت حريصة على الطاعة، وعلى الخير -كالحالة الذي أنت عليها- ونسأل الله أن يثبتك، وأن يديم عليك نعمه وفضله سبحانه وتعالى.

لا شك أن هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها، لا ترضى للإنسان أن يمنع وليته إذا جاء صاحب الدين، فدور الوالد دور توجيهي وإرشادي؛ فإذا حصل من الوالد رفض وإصرار، ولم تجدي من الأهل من يتولى هذه المهمة، فإن الشريعة تنقل الولاية إذا اعتبرت الوالي عاضلاً- والعضل هو أن يقف في طريقها دون مبررات، وأن يمنعها من صاحب الدين، وأن يتكرر منه ذلك رغم المحاولات العديدة، فنتمنى ألا تصلوا إلى هذه المرحلة، إلا إذا لم يكن إلا هذا السبيل فإن إمام المسجد أو القاضي أو من يقوم بمثل هذه المهام عندكم في المجتمعات هو الذي يستطيع أن يحكم في هذه المسألة.

من هنا فنحن نقترح عليك، أولاً تكرار محاولات إدخال أصحاب الوجاهة ومطالبة الإمام أو نحوه بالكلام، والتدخل في هذه الأمور ثم بعد ذلك مطالبته، بأن يبين لهم أن هناك خيارات من الناحية الشرعية، إذا لم يستجيبوا المهم أن تنظروا، وتجتهدوا في الوسائل المناسبة في الوصول إلى هذا الزواج في طاعة الله تبارك وتعالى؛ طالما كان الرجل صاحب دين- وأنت - ولله الحمد- تبت ورجعت إلى الله، وتريدين أن تثبتي على هذا الخير-ونتمنى أن نطمئنهم على مسألة الدراسة، فلا أعتقد أن الزواج يحول بين الإنسان وبين مواصلة الدراسة، وكثير من المتزوجات أكملن التعليم، وواصلن الدراسة، فأرجو أن يؤمن لهم هذا الجانب، ويبين لهم أنه حريص على دراستك، وعلى نجاحك.

فنسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً