الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطر التلفظ بالكلام البذيء

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

أنا فتاة قاصرة، عمري 15 سنة, تلميذة بالسنة الثالثة إعدادي، بالمغرب، والحمد لله، أصلي منذ أن كان عمري 13 سنة، ولا أقترب من أي شيء مُحرم.

مشكلتي أنني أشتم كثيراً، وأتلفظ بالكلام الفاحش غالباً منذ أن التحقت بهذه المدرسة الإعدادية، لأن أغلب صديقاتي يتلفظن هكذا.

تدرس معي فتاة متخلقة جداً، ومتحجبة، ومجتهدة بالدراسة، وهي صديقتي, أخجل منها جداً حينما أكون معها وأتلفظ بكلام بذيء، وأخجل من نفسي، كما أنها تنزعج أيضاً.

أحاول دائماً أن أكف عن الشتم والكلام السيء، لكن أتلفظ بهم أحياناً دون أن أشعر، رغم أن ذلك من أخلاق الفتاة المسلمة.

أريد نصائح وحلاً لهذا, وأشكركم على موقعكم الرائع، وعن مجهوداتكم القيمة!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Fatima حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابنتنا الفاضلة – في موقعك، ونحن سعداء جدًّا في خدمة أبنائنا وبناتنا – في هذه السن – فهم أمل هذه الأمة بعد توفيق الله، ونسأل الله أن ينفع بك البلاد والعباد، ونشكر لك هذه الروح التي دفعتك للسؤال والاهتمام، ونعتقد أن شعورك بالخطأ وشعورك بالخطر هو البداية المهمة والصحيحة في طريق التصحيح، فاستعيني بالله تبارك وتعالى، واسأليه التوفيق، واسأليه أن يعينك على حفظ هذا اللسان، فإن حفظ اللسان مما يوصل إلى الجِنان، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (من يضمن لي ما بين لحييِه وما بين فخِذيه أضمن له الجنة).

نشكر لك كذلك اختيار الصديقة الصالحة، فإن هذا دليل على أنك طيبة، وأنك تحملين نفسية طيبة -ولله الحمد- وأسعدنا أيضًا الحرج الذي تدخلين فيه عندما تتلفظين بتلك الألفاظ أمام هذه الصديقة التي سعدنا أيضًا لأنها تتضايق وتنزعج من هذا التصرف، وأرجو أن يكون في هذا – بعد الخوف من الله، وبعد مراقبة الله تبارك وتعالى – دافعًا لك لأن تتركي هذا السلوك، واعلمي أن من تتكلم بالكلمة من سخط الله لا تُلقي لها بالاً تهوي بها في النار سبعين خريفًا، أبعد ما بين السماء والأرض، فاحفظي هذا اللسان، وتجنبي مثل هذه الكلمات، واجتهدي في الابتعاد عن الفتيات اللائي يتلفظن مثل هذه الألفاظ، فإن هذه الخصال السيئة والصفات الذميمة تُعدي كما هي الأمراض، ويُصاب بها الإنسان، فإن الصاحب ساحب، والمرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يُخالل.

اجتهدي دائمًا في أن تكفي عن الشتم والكلام السيئ - كما هي الرغبة التي عندك – وحاولي دائمًا أن تجعلي لنفسك عقوبة إذا حصل منك مثل هذا الكلام، فإن هذا نوع من الأساليب التي فيها ردع للإنسان، واطلبي مساعدة هذه الصديقة ومساعدة أفراد الأسرة، واجتهدي في أن تحافظي على الأذكار، وتستبدلي الكلمات الخبيثة بكلمات طيبة، والفتاة ما ينبغي أن تعوّد نفسها الكلام السيئ والشتم، لأن المؤمن ليس بطعّان، ولا لعّان، ولا فاحش ولا بذي، وسباب المسلم فسوق وقتاله كُفر، وشتم المسلم (أيضًا) من الأمور المحرمة التي لا تُرضي الله تبارك وتعالى.

كما أن الشتم والسباب يترتب عليه عدوان من الآخرين، فإن الإنسان إذا شتم الناس شتموه وسبوه، إذا شتم آباءهم شتموا آباءه وأجداده والأمهات، فلذلك الإنسان ما ينبغي أن يجرَّ السباب والشتم لنفسه أو لأهله.

هذه معاني ينبغي أن تكون واضحة، وإذا كان الشتم قبيحاً من كل أحد فهو من الفتاة أقبح، لأن الفتاة هي مكان الحياء والعفة والكرم، خاصة الفتاة التي تحافظ على الصلاة ووفقها الله تبارك وتعالى للعبد عن المحرمات، بقي أن تبتعدي عن هذا المحرم، وهو السب والشتم.

نسأل الله تبارك وتعالى لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • تونس samar

    اشكر لكم جهودكم

  • الجزائر youyou Dbz

    شكرا على نصائحكم اتجاهنا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً