الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي يخاف من المدرسة ومن الوحدة ومن النوم منفردًا فماذا أفعل معه؟

السؤال

السلام عليكم.

لدي طفل عمره 5 سنواتٍ ونصف، وهو طفلٌ وحيدٌ، ولكنه أصبح يعاني من خوفٍ شديدٍ من كل ما حوله، ويخاف حتى من الحركة بالمنزل، وإذا تركته بغرفة كي يلعب يجري خلفي، ويظل بجانبي، وأصبح ينام ممسكًا بيدي عند بداية نومه، وقد حاولت كثيرًا أن أطمئنه، وألعب معه لعبة الغميضة حتى يتحرك بالمنزل، ولكنه يرفض اللعب حتى لا يتركني أغيب عن نظره، وإذا ذكرت له المدرسة، وأن عليه الذهاب إليها يظل يبكي ويخاف لأكثر من يومٍ بعدها، وطوال اليوم يظل يسألني أنا ووالده هل نحبه؟ وإذا أخطأ في شيء مهما بلغت تفاهته يسأل فورًا نفس السؤال هل نحبه؟

فأرجو منكم الإفادة، ماذا علي أن أفعل - جزاكم الله خيرًا -؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

تكثر أنواع المخاوف عند الأطفال من الخوف من العتمة، والبقاء بمفرده، والظلمة، والمرتفعات, وغيرها، ومن هذا الخوف: خوف المدرسة أو رهاب المدرسة، بل ربما كان هذا الخوف من المدرسة أو الروضة هو الأصل عند الطفل - خاصة في هذا العمر الصغير -فالطفل لا يدرك لماذا عليه أن يترك أمه، ويذهب مع هؤلاء الناس الغرباء من معلمات وأطفال!

ويبدو من وصفك لخوف طفلك أنه خوف شديد، ولعله أكثر من المعتاد؛ مما يجعلني أسأل: هل هناك مشكلات ما داخل الأسرة - كالخلاف بين الأبوين، أو أي خلاف آخر - تقلق هذا الطفل؟
وأمام هذا الرهاب أو الخوف لا بد من تحلي الوالدين بالصبر والمثابرة على التجول في أطراف المنزل، وعلى حضور الروضة أو المدرسة، وعلى الأهل عدم الاستجابة لرفض الطفل عدم الذهاب، فعدم الذهاب لا يزيد المشكلة إلا تعقيدًا وعنادًا.

وأهم شيٍء هنا أن لا نعيّر الطفل بهذا الخوف، وألا نكون قد أصَّلنا هذا الخوف عنده, فشجع طفلك على التجول في المنزل، وأخبره كم هو ذكي، وتكلم مع معلمته لتعطيه انتباهًا خاصًا - ولو في البداية -.

والخبر السعيد أن معظم الأطفال - إن لم يكونوا جميعًا - ينمون ويتجاوزون هذا الرهاب أو الخوف دون أن يترك عندهم عواقب سلبية.

حفظ الله طفلك من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً