الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد تفوقي في المدرسة أصبت بالفتور، ما السبب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أولاً، أشكركم على مساعدتكم للناس، وجزاكم الله خيراً.
ثانياً: أرجو أن تساعدوني حيث أنني قد بلغت مبلغاً كبيراً من اليأس والإحباط!

المشكلة:
بدأت مشكلتي حين بدأت السنة الأولى من الثانوية العامة (الثاني الثانوي) وهذه المرحلة معروفةٌ في مصر بالقلق والخوف الذي تسببه للطلاب وهذا كان شعوري.

كنت آنذاك أبلغ من العمر 16 سنةً، وهو سن المراهقة فلذلك ظهرت أشياءٌ كثيرةٌ في حياتي (متطلباتٌ-ميزاتٌ-أشياءٌ كثيرةٌ بسبب هذا السن)، وأنا معروفٌ بخبرتي في الكمبيوتر، فأنا مبرمج كمبيوتر، فلذلك استحوذت هذه الأشياء على وقتي –وأكثرها الكمبيوتر- وأقنعت نفسي أني سوف أبدأ المذاكرة في آخر 3 شهورٍ، وأترك كل شيءٍ من أجل المذاكرة، ولكن جاء الوقت ولم أذاكر إلا آخر شهرٍ ونصف، ودخلت الامتحانات وجاءت النتيجة وحصلت على 93% وهذا بتوفيقٍ من الله أولاً، ثم ببعضٍ من الحظ والذكاء؛ فأنا كنت معروفٌ بتفوقي الدراسي طوال حياتي.

ولكن أهلي يتطلعون إلى نسبةٍ عاليةٍ حيث أن أهلي لم يقصروا معي في أي شيءٍ، فكذبت عليهم وقلت إني حصلت على 98% وعاهدت نفسي في ذلك الوقت على أن أجتهد السنة القادمة وأعوض ما فات.

وجاءت السنة الجديدة، قسم علمي رياضي، ولكن لـلأسف ظهرت أشياءٌ جديدةٌ استحوذت علي، وتكرر السيناريو حتى الآن، مع العلم أنه باقي على الامتحانات 3 شهورٍ، والمناهج شبه صعبةٍ, مع العلم أنه قد دخل في حياتي من ضمن الأشياء، أسوأ شيءٍ وهي العادة السرية.

حاولت كثيراً أن أبدأ صفحةً جديدةً ولكن سرعان ما أنقضها! وحاولت كثيراً الالتجاء إلى الله والتوبة والصلاة والرياضة، ولكن بعد أسبوعٍ أبدأ بالرجوع، لا أعرف ماذا أفعل؟ حيث استحوذ علي اليأس والإحباط والاضطراب.

أرجوكم ساعدوني، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Anonymous حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على التواصل معنا، وعلى مدحك لخدمات موقعنا.

يبدو أنك ذكيٌ ومقتدرٌ، حيث أتيت بهذه الدرجات العالية بالرغم من قصر وقت الدراسة والمذاكرة، وإذا فعلتها مرةً وفي شهرٍ ونصف، فأمامك الآن وكما يبدو من السؤال أكثر من هذه المدة، فهيا شد العزيمة، وضع رأسك في الكتاب ليس فقط من أجل أسرتك، وإنما وهذا الأمر من أجلك أنت.

أشعر من سؤالك بأن الكمبيوتر والنت والمواقع، هذا المحيط الواسع يأخذ عليك الكثير من الوقت، ويمنعك عن الدراسة المطلوبة منك لتحصيل العلامات التي تريد، وفي الحقيقة ليست هناك من وصفةٍ سحريةٍ أو دواءٍ يصرف عن النت، ويجعلك تصرف وقتاً أكثر في الدراسة!

الطريق واضحٌ، وإن لم يكن سهلاً، وهو الدراسة والدراسة، ومن ثم الدراسة، هذه الكلمة التي يمكن أن تخيف الكثيرين!

وبالنسبة للعادة السرية فقد تكثر عند بعض الشباب في هذا السن، وهي حالةٌ ستخف بشكلٍ طبيعيٍ مع الوقت، ولكن لا تجعلها تصرفك عن تحقيق طموحاتك.

والعادة السرية هنا ما هي إلا نتيجةٌ لأنشطةٍ كثيرةٍ ذهنيةٍ أو سلوكيةٍ يقوم بها الإنسان خلال النهار، مما يزيد عنده الرغبة الجنسية.

ولكن هناك بعض الأمور التي يمكن القيام بها الآن، وقبل الزواج وقبل تقدم السنين، لتخفف من هذا، ومنها على سبيل المثال وليس للحصر:

- الابتعاد قدر الإمكان عن المثيرات الجنسية من مناظر وصورٍ وأفلامٍ على النت أو غيرها.
- الابتعاد قدر الإمكان عن التفكير في أمور البنات والأفكار المثيرة للغريزة الجنسية.
- محاولة شغل النفس بالأعمال والأنشطة التي يمكن أن تخفف من بعض الشهوة كالرياضة والمشي، وأنت الرياضي! وبحيث تشعر بالتعب والإنهاك، مما يمكن أن يخفف الرغبة عندك.
- التقليل من الأطعمة الكثيرة البهارات لأنها مما يثير الجملة العصبية.
- التقليل من المنبهات كالقهوة والشاي، والاستعاضة عنها بشرب المهدئات كالنعناع والأعشاب المهدئة الأخرى.
- الإكثار من الصوم لأنه يخفف من حدة الشهوة، ويهدئ الغريزة، كما وصف لنا الرسول الكريم.
- الإكثار من تلاوة القرآن، فهذا يساعدنا على أخذ تفكيرنا لأماكن أخرى غير الرغبة والشهوة الجنسية.

ويمكنك أن تقرأ عن حكم العادة السرية في كتاب الحلال والحرام للشيخ د. يوسف القرضاوي.
وفقك الله، ويسّر لك الخير، وحماك من أي مكروهٍ، وجعلك من المتفوقين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر رحمة

    شكرا على مجهودكم جزاكم الله خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً