الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شخصيتي وسواسية بسبب القلق، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب في الجامعة، وعمري 21 سنة، في البداية شخصيتي تحوي صفات وسواسية بسبب القلق، وأنا انطوائي، وذلك سبب لي نوعاً من الاكتئاب، وبمجرد ذهابي إلى الجامعة تختفي معظم هذه الصفات.

قبل مدة ليست بالبعيدة أصبحت أقرأ عن الأمراض النفسية، وأتعمق فيها، وربما بسبب شخصيتي أثرت في، لكن قبل يومين بالتحديد، وأنا كنت على وشك النوم أتتني بعض التهيؤات، وشعرت أني في الفصل من ناحية أصوات الطلاب في مخيلتي، وكأني قد أغلقت عيني وشاهدت التلفاز ولم أتحكم بها في نفسي، بسبب ذلك فزعت، وأتتني نوبة هلع باعتقادي أني قد أصابني الجنون من فصام وذهان، وأن مستقبلي الدراسي سوف يضيع، وأني سوف أصبح كالمجنون في الشارع، وذلك سبب لي صدمة، ولا زلت أشعر حتى الآن بالقلق والخوف والاكتئاب من هذه الصدمة، ولكن تزداد في وقت النوم، وأشعر بالخوف من أي صوت ولا أستطيع أن أقوم بأي نشاط بسب القلق، وأعراضه والتي أحاول أن أسيطر عليها حتى لا تتحول إلى هلع بسبب الوهم أني مصاب بالفصام.

هل أنا مريض به؟ وما هي أهم أعراضه التي لا تدع مجالاً للشك بالإصابة به؟ بسبب أني أصبحت متوهماً جداً.

حياتي أصبحت كالجحيم، الآن أعراض القلق والخوف والتوهم من المرض لا زالت تسيطر علي، ولا أستطيع قطع التفكير السلبي، لأن من سماتي أني دائم الحديث مع نفسي في مخيلتي، ولكن معظمه سلبي، ولا أستطيع قطعه، ودائماً أسترسل بأحلام اليقظة، وأيضاً مزاج متقلب، وفي بعض الأحيان لا أطيق التحدث إلى أحد ولكن ذلك يتغير عند الذهاب إلى الجامعة عندما أجتمع مع الناس.

مؤخراً وبشكل نادر أصبحت عندما أريد سرد قصة وفي منتصف القصة ينقطع حبل أفكاري بحيث أنسي ما أريد قوله، وبعدها أتذكره! ما سبب ذلك؟ هل سببه الوحيد الفصام أم الضغوط النفسية لها دور؟

أصبح نومي ثقيلاً وبالكاد أستيقظ، ودائماً أؤجل أهدافي بسبب عدم الشعور بالرغبة بعمل شيء، ودائماً مشغول البال.

أصبحت لا أرغب في عمل شيء غير الانطواء في المنزل، بسبب أنى أعلم أن روتين حياتي السيئ هو السبب، فما هو العلاج السلوكي الذي يناسب شخصيتي؟ وبالمناسبة، أهلي رافضون تماماً ذهابي إلى الطب النفسي، أو أخذ الأدوية النفسية بسبب سني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً.

أخي: أنت وصفت حالتك بصورة واضحة جداً، والذي يحدث لك حقيقة من تهيؤات ومشاعر غريبة حين تكون على وشك النوم؛ هذا نوع من الهلاوس الكاذبة، أو ما يسمى بشبه الهلاوس، وهي ظاهرة نشاهدها بالطب النفسي ليست كثيرة، لكن لا نقول إنها غير معتادة، وهذه الظاهرة تدل على وجود قلق نفسي، ونشاهدها أيضاً في الحالات الإجهاد النفسي أو الإجهاد الجسدي.

في حالتك الأمر واضح جداً، أنا أربطها بما تعانيه من قلق، وقلقك أيضاً أخذ الطابع الوسواسي، مما أدى إلى الإجهاد النفسي والجسدي؛ لذا -أيها الفاضل الكريم- أنا أرجو أن تشرح ذلك لوالديك أنك تعاني من هذه الحالة، وأنه من الأفضل أن تقابل الطبيب النفسي؛ لأن الحكمة تقول إن التدخل النفسي المبكر هو أفضل وسيلة لمنع الأمراض النفسية والحماية منها.

هذه الحالة بسيطة جداً تستجيب لتمارين الاسترخاء، وتستجيب لتنظيم الوقت، وصرف الانتباه عنها، وربما تحتاج لأحد الأدية البسيطة المضادة للقلق والتوترات؛ إذاً يجب أن تقنع أهلك، وتعرض عليهم هذه الإجابة التي ذكرتها لك، وأنا متأكد أن أسرتك الكريمة سوف تتفهم، كل الذي بك هو قلق نفسي حاد ذو طابع وسواسي، أدى إلى إجهاد نفسي ويظهر ذلك في شكل ما نسميه بالهلاوس الكاذبة التي تأتيك حين تكون على وشك النوم. أنا أطمئنك تماماً أنك لن تكون عرضة لمرض عقلي كمرض الفصام، فلا علاقة أبداً بين أعراضك وبين مرض الفصام -إن شاء الله تعالى-

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً