السلام عليكم.

أنا فتاةٌ، أبلغ من العمر 25 عاماً، أعاني من انحراف العمود الفقري بدرجة 60 فوق و 54 تحت، راجعت الكثير من الأطباء في الأردن وفلسطين، بعض الأطباء نصحني بإجراء عمليةٍ جراحيةٍ، حيث إن الانحراف –برأيهم- يزيد حتى بعد اكتمال النمو، والبعض الآخر لم ينصحني بها وأخبروني أنه من الأفضل أن أبقى هكذا، حيث أن عمري كبيرٌ على القيام بمثل هذه العملية، وبالإضافة إلى أن الانحراف لا يزيد في هذا العمر، وإجراء العملية يضرني أكثر مما ينفعني.

فأرجوكم انصحوني ماذا أفعل؟ علماً بأنني لا أعاني من آلامٍ شديدةٍ أو أي أعراضٍ لا تمكنني من أداء أعمالي بسهولةٍ، فهل أجري العملية الجراحية أم لا؟ وهل أستطيع أن أكمل حياتي بشكلٍ طبيعيٍ إن لا أجري العملية؟

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ sara حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فلم تذكري إن كانت زاوية الجنف قد زادت بعد اكتمال النمو عندك -أي بعد سن 18- فهذا مهمٌ جداً في تقرير العملية، فإنه بشكلٍ عامٍ يتم القيام بالتدخل الجراحي عند المرضى الذين تكون عندهم زاوية الجنف أكثر من 45 إلى 50 درجة، وذلك لأن هناك احتمالا كبيرا في زيادة نسبة الانحراف مع الوقت.

وفي إحدى الدراسات التي تم نشرها عام 2003م، قد وجد أنه ومع متابعة هؤلاء المرضى الذين يعانون من الجنف ودون عمليةٍ، وبعضهم تم متابعة مرضى الجنف عندهم لمدة 50 عاماً، ووجد أن الصحة العامة والقلب والرئتين والأعصاب لهؤلاء المرضى لا تقل عن الأناس الأصحاء، وحتى مدة الحياة لم تكن عندهم أقصر من الأناس الآخرين.

وبشكلٍ عامٍ فإنه وجد في الدراسات أنه إن كان هناك زاوية انحرافٍ مرتفعةٍ، ووجود انحرافين ومن هم أقل من 18 سنةً فإن الاحتمال أن تزداد زاوية الانحراف أكثر.

إلا أنه وكما قلت فإنه مهمٌ معرفة زاوية الانحراف عندك قبل سن 18، وإن كانت زادت، فإن لم تزد عما كانت عليه خلال هذه السنوات الأخيرة فإن الاحتمال ضئيلٌ أن تزداد، أما إن كانت تزيد منذ اكتمال نمو العمود الفقري في سن 18 فعندها يجب التفكير في إجراء العملية.