الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صدري صغير وزوجي يشعرني بهذا النقص!

السؤال

أعاني من صغر حجم صدري -الثديين- وأيضاً الثدي الأيمن صغير جداً مقارنة بالأيسر، وغير ذلك.

في الأصل هما صغيرتان، برغم أني متزوجة ولي أولاد، وأقوم برضاعتهم، وهذا يسبب لي مشكلة مع زوجي، لدرجة أنه دائماً يشعرني بهذا النقص الذي عندي، لدرجة أني أراه ينظر كثيراً إلى النساء اللواتي صدورهن كبيرة، وخاصة بالتليفزيون، فهل من حل؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أتفهم حرجك يا عزيزتي, ولكنني أحب أن أقول لك: إن العامل الأساسي الذي يحدد حجم الثدي في الأنثى هو العامل الوراثي, وليس أي شيء آخر, والوراثة في مثل هذه الحالة تأتي من طرفي الأم والأب, وتأتي أيضاً من الأجيال السابقة لهما, والمتفرعة عنهما، مثل الجدات، والعمات والخالات.

كما أن الوراثة هنا لا تنتقل عن طريق مورثة واحدة فقط, بل عن طريق أكثر من مورثة, يتجمع تأثيرها مع بعضها ليعطي الحجم النهائي للثدي, وهذا النوع من الوراثة نسميه (الوراثة التراكمية) ويشبه ما يحدث في وراثة لون البشرة, والطول, ولون العينين, وغير ذلك, لذلك فنحن نلاحظ وجود طيف واسع من أحجام الثدي عند النساء، من الصغير جداً، إلى الكبير جداً، مع كل الدرجات بين ذلك.

وللأسف؛ لا توجد حتى الآن أدوية آمنة ومرخصة تؤدي إلى تكبير الثدي أو إلى تصغيره, وكل ما يروج له من أدوية أو أعشاب أو أجهزة بهذا الهدف هي أشياء غير مرخصة طبياً, وأضرارها على الجسم مؤكدة 100%, وهي لا تؤدي إلى تكبير الثدي, وإن أدت الى ذلك فسيكون هذا خلال فترة تناولها فقط, وعند إيقافها سيعود الثدي ثانية إلى حجمه الأصلي, وتكون السيدة قد جنت كل مضار هذه المركبات -لا قدر الله- ولم تجن أي منفعة على الإطلاق.

والحل المجدي والوحيد في حال صغر الثدي الشديد, والذي يسبب للسيدة مشكلة في حياتها, هو عن طريق إجراء عملية جراحية, يتم خلالها زرع بعض المواد الصناعية في الثدي "عملية تكبير الثدي" وقد شاعت في الغرب كثيراً, لكنها بالطبع كأي عملية جراحية، فإن لها بعض المحاذير والمخاطر التي لا يمكن إهمالها, وعلى السيدة أن تكون ملمة بها قبل الإقدام على العملية.

لذلك يا عزيزتي الخيار هو لك, إما باللجوء إلى مثل هذه العملية التجميلية, أو الرضا بنفسك وبما قسمه الله عز وجل لك.

إن الأفضل -وما أشجعك عليه- هو أن تقبلي بنفسك وبجسمك كما هو, فأنت الآن زوجة وأم, بل وقدوة لأطفالك ذكوراً كانوا أم إناثاً, وأي تصرف أو قرار تتخذينه ستكونين من خلاله بمثابة المعلم لهم, وأنا متأكدة من أنك تودين تعليمهم بأن الإنسان هو بجوهره وليس بمظهره, وأن الرضا بما قسم لنا الله عز وجل في هذه الحياة هو قمة الغنى، وهو منتهى اليقين بقدرة الله جل وعلى وبحكمته.

كما ألفت انتباهك إلى نقطة، وهي أنه قد مر على زواجك وقتاً كافياً, اختبرك خلاله زوجك ورضي بك, وبكل تأكيد قد وجد فيك الكثير من الصفات الجميلة, والتي قد لا تكونين أنت مدركة لها, وهذا يعني بأن زوجك هو من النوع الناضج والواعي -حتى لو بدا لك غير ذلك- والمشكلة لم تؤثر على علاقته بك.

لذلك يا عزيزتي أكرر نصيحتي لك بأن تقبلي أنت بنفسك كما هي، وأن تثقي بها, وأن تشكري الله عز وجل على نعمه الأخرى الكثيرة التي حباك بها, وأهمها نعمة الصحة ونعمة الأمومة, والتي تفتقدها الكثيرات.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية، وأن يوفقك لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية as

    الله يعين

  • ام عمار

    جزاك الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً