الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما علاج التصاق الشفرين الصغيرين وانسداد المهبل بالكامل؟

السؤال

السلام عليكم

ابنتي عمرها خمس سنوات، ممتلئة قليلاً، أجريت لها تحليلا للهرمونات وظهرت النتيجة أنها ممتازة، مشكلتها أنها منذ كان عمرها سنة اكتشفت أن عندها التصاقا بالشفرين الصغيرين، أي انسداد المهبل بشكل كامل، وأخذتها لدكتورة وقامت بفتحه يدوياً، ووصفت لها مرهماً مضاداً للالتهاب لثلاثة أشهر، ثم تركتها لأكتشف بعد مدة انتكاس الحالة، فأخذتها مرة أخرى للدكتورة وقامت بفتحها مجدداً، ونصحتني باستخدام مرهم الاستروجين مع مرهم آخر لمدة ستة شهور.

بعد ذلك انتكست الحالة مرة ثالثة، وأعدنا الكرة مرة رابعة، والآن منذ سبعة أشهر كانت المرة الأخيرة في فتح الالتصاق، ووضعت لها المرهم لستة أشهر ثم خففته بأن أضع لها كل يومين مرة، فإذا بالشفرين يبدآن بالالتصاق، وأنا أخاف أن أشد لها الجلد لأفتحه، وهناك احمرار يبدو أنه التهاب، بدأت بوضع مرهم الاستروجين على المكان الملتصق مع وضع مرهم الببيبانتين على المكان المفتوح، عسى أن يفتح دون تدخل الطبيبة، فهل ما أفعله صحيح؟ وهل ستظل على هذا الحال دوماً؟ أنا أخشى أن تكبر وتظل بحاجة لوضع المرهم، فهذا مما تستحيي منه الفتاة، وهل طول فترة استخدام المراهم يؤذيها؟

ساعدوني جزاكم الله كل خير، فقد تعبت نفسياً من هذه الحالة معها، وأحس بالحزن من أجلها ولآلامها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ام محمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

تحدث حالة التصاق الأشفار عند الفتيات الصغيرات بنسبة 1-2%, وأكثر سن تحدث فيه هو بين 2-6 سنوات, وسببها هو رقة بشرة الأشفار مع وجود التهاب في الجلد (وهو ليس التهاباً ميكروبياً بل التهاب عقيم)، لكنه قد يتحول إلى التهاب ميكروبي فيما بعد –لا قدر الله-.

وأتفهم خوفك على صغيرتك, لكنني أحب أن أطمئنك بأن هذه الحالة تعتبر سليمة, وهي لا تدل على وجود مشكلة عند الفتاة, كما أنها ستزول نهائيا عند البلوغ -إن شاء الله-, حيث ترتفع الهرمونات الأنثوية في الجسم، والنصيحة التي أقدمها لك بعد رحلة العلاج الطويلة هذه هي:

إن لم يكن لدى صغيرتك أي شكوى, أي لم يكن لديها أعراض التهاب ميكروبي حقيقي (وليس احمراراً) في البول أو في الفرج, فهنا يمكن ترك الحالة بدون علاج, فلا ضرر من ذلك, لكن مع استمرار المتابعة كل فترة. وبالطبع قد يبدو لك هذا الكلام غريباً وغير منطقي, لكنه في الحقيقة هو الخيار العلاجي الأول الذي يجب اتباعه لمن لم يسبب لها الالتصاق أي مشاكل صحية.

ولتوضيح الأمر أكثر أقول لك: في حال كانت ابنتك لا تشتكي من أي التهاب في الفرج (إفرازات أو رائحة كريهة أو حكة)، ولا تشتكي من أعراض التهاب في البول (اغمقاق لون البول, حرقان, صعوبة التبول, أو تكرر التبول)، فهنا يمكن ترك الحالة بدون علاج, ويمكن اعتبار الحالة عندها كحالة فتاة مختونة، لكن مع فارق هو أن هذه الحالة ليست ختاناً حقيقياً بل ختان مؤقت فقط, وسيزول فيما بعد.

والحقيقة إن ما نسبته تقريبا 80% من هذه الحالات تشفى تلقائياً، ويزول الالتصاق بدون تطبيق أي علاج, وذلك في خلال سنة -إن شاء الله-, وهذه الطريقة نسميها (العلاج بطريقة المحافظة), مع الانتباه إلى ضرورة اتباع تعليمات النظافة بغسل المنطقة بالماء الدافئ، والصابون الطبي اللطيف بعد دخول الحمام، وتجفيفها جيداً، والحرص على لبس الملابس القطنية 100% وباللون الأبيض، وعدم لبس السراويل الضيقة جداً.

إن كنت لا ترغبين في ترك الالتصاق للمراقبة, أو في حال كانت لدى صغيرتك أعراض التهابات بولية أو مهبلية متكررة، فيمكن هنا تطبيق العلاج, ويمكنك تجربة الطريقة التالية:

1- دهن كريم استروجين مثل: كريم conjugated estrogen 0,01% على المنطقة مرتين في اليوم لمدة أسبوعين، مع دهن كريم آخر يسمى betamethasone 0,05% مرتين في اليوم لمدة أسبوعين أيضاً، وبالتناوب بينهما خلال اليوم.

بعد الانتهاء من هذا العلاج يمكن عمل فصل للأشفار على أن يكون بلطف شديد جداً, ويجب ألا يسبب لصغيرتك أي ألم, وإلا فيجب إعطاؤها نوعاً من التخدير.

2- بعد حدوث الانفصال, ولمنع عودة الالتصاق ثانية, يمكنك استخدام كريم الاستروجين بمعدل مرتين إلى ثلاث مرات فقط كل أسبوع (أي ليس يومياً)، فهذا يكفي لاستقرار الحالة وشفائها -إن شاء الله- بنسبة تصل إلى أكثر من 90%.

وبالطبع -يا عزيزتي- إن الموضوع سيكون محرجاً لفتاتك, ولكن عليك بتوضيح الأمر لها وبأسلوب مبسط تفهمه, فتقولين لها مثلاً: بأن بعض الفتيات يولدن ولديهن بشرة رقيقة في هذه المنطقة, ومن أجل أن يعود الجلد إلى طبيعته فإنه يجب استخدام الكريم وبأوقات معينة, وفي مكان خاص (غرفتها مثلاً أو في الحمام), فبذلك توصلين لصغيرتك رسالة مفادها بأن عندها حالة طبية تستدعي العلاج, وأن تكرار الكشف عليها هو لسبب العلاج فقط, والعلاج يجب أن يتم تطبيقه من قبل أشخاص محددين فقط، إما الطبيبة أو أنت, بحيث يبقى في ذهنها دائماً بأن لهذه المنطقة خصوصية، ولا يجوز كشفها في أي مكان ولا أمام أي إنسان آخر.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك وعلى طفلتك بثوب الصحة والعافية دائماً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ام سعيد

    جزاكي الله خيرا

  • أمريكا Toto.ahmed86@yahoo.com

    جزاكم الله خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً