الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا أستطيع أن أجلس مع أحد لفترة طويلة بسبب الخجل، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة قديمة، أثرت بشكل قوي على حياتي وهي:
- لا أستطيع أن أجلس مع أحد لفترة طويلة في مكان مغلق، حيث أنني أرتبك وأتوتر، ويبدأ عرقي بالهطول، مما يشعرني بالإحراج الكبير والخجل!

- لا أستطيع التحدث لفترة طويلة في قصة أو موضوع متسلسل، حيث أتوتر وتبدو في صوتي رجفة، مع أني مرح وأحب المزاح, لكنني أتوتر، وأبدأ أرتجف إذا أحد أطال المزاح معي، لدرجة أنها تحدث رجفة على شفتي ووجهي، وأخاف وأتوتر عندما تبدأ شفتي ترجف!

أرجو يكون هناك وصفة علاجية فعالة، ودواء فعال دون أضرار أخرى، وأرجو المساعدة، وكلي إيمان وثقة بالله، ثم بكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سليم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكراً لك على الكتابة إلينا، وعلى السؤال.
إن فيما وصفت هي حالة من الخوف أو الارتباك أو ما يمكن أن نسميه "نوبات الذعر" أو الهلع، وهي مشكلة نفسية معروفة جداً، ولها توصيف واضح، وتشخيص دقيق، وعلاج مفصّل.

العادة أن تأتي نوبة الذعر ومن دون مقدمات؛ حيث يسرع القلب ويشعر الشخص بعدم انتظام ضربات القلب وربما التعرق وجفاف الشفاه والفم، والشعور وكأن الشخص سيغمى عليه، وقد يهرع الشخص إلى قسم الطوارئ، إلا أن العادة أن تكون نتائج كل الفحوصات والاختبارات طبيعية من تخطيط القلب وغيره، وبعد دقائق يهدأ الشخص، ويعود لحالته العادية والطبيعية.

الغالب أن تأتي هذه النوبة والشخص في مكان ضيق أو مغلق أو في وضعية قريبة من الناس الآخرين، وهذا بعض ما يحصل معك عندما تجلس مع الناس الآخرين.

الغالب أن لا يعرف الشخص لماذا حصلت هذه النوبة، ومن ثم يبدأ الشخص يتجنب الأماكن التي تحدث فيها مثل هذه النوبات.

يمكن علاج هذه الحالة بعدة طرق كالعلاج النفسي عن طريق الكلام، وهناك الأدوية المختلفة لعلاج مثل هذه الحالات، ولكن لابد من ثلاثة أمور:
أولاً: لابد من الاستمرار في تناول هذه الأدوية، فهي ليست من الأدوية التي نأخذها يوماً ونتركها يوماً آخر.

ثانياً: لابد من مرافقة العلاج الدوائي بالعلاج النفسي، والذي يأخذ عادة شكل العلاج المعرفي السلوكي، وهو بكل بساطة محاولة عدم تجنب الأماكن والأوضاع التي تسبب عادة هذا الارتباك.

ثالثاً: لابد من مراجعة طبيب نفسي ليتأكد من دقة التشخيص والعلاج، ومن ثم الإشراف على العلاج الدوائي، وتقديم العلاج النفسي.

يمكن للطبيب النفسي أيضاً أن يصف لك أحد الأدوية التي تساعد عادة على تجاوز مثل هذه الأعراض، والتي يمكن حتى أن تدعم تأثير العلاج السلوكي، وهناك عدد جيد من هذه الأدوية ومنها دواء "باروكستين" وهو في جرعة 20 ملغ، وإن كان عادة نبدأ بنصف الحبة (10 ملغ) لأسبوع تقريباً، ومن ثم الجرعة الكاملة 20 ملغ مرة واحدة في المساء.

ننصح عادة باستعمال الدواء لمدة عدة أشهر تصل إلى الثلاثة أشهر، والعادة أن يتابع العلاج الطبيب، من أجل التأكد من فعالية العلاج، وتحديد مدة العلاج وكيفية إيقاف الدواء، والذي ينصح أن يكون بالتدريج من أجل تفادي أعراض الانسحاب، ونحن ننصح عادة وبشكل عام باستعمال الأدوية النفسية تحت إشراف طبيب متخصص، إلا إذا تعذر الأمر كثيراً.

هناك أيضاً دواء الإنديرال، وخاصة للتخفيف من الأعراض الجسدية الفيزيولوجية كالارتعاش والتعرق وغيرها، الأمر الذي يمكن أن يشجعك على الاقتراب من الناس وعدم الرهبة منهم.

عافاك الله، وكتب لك العافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً