الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دائماً قلقٌ من المستقبل

السؤال

دائماً يلازمني شعور خوفٍ من المستقبل، وثقتي بنفسي أصبحت تقل تدريجياً، مما تؤثر بالسلب على عملي.
دائماً مهمومٌ لا أستطيع الإحساس بالفرحة، حتى وإن كنت وسط أجواء فرحٍ لم أعد أحس معنى الفرح، رغم أن الابتسامة لا تفارق وجهي، يظن الناس أني سعيدٌ ولكن العكس صحيحٌ.

علماً بأني -الحمد لله- أصلي في جماعةٍ، وأتقي الله في أمور حياتي العملية والاجتماعية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد ياسر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.
لسببٍ ما أو عدة أسبابٍ فإن لديك هذا القلق من المستقبل، أهي طبيعة التربية في طفولتك؟ وهل مثلاً فقدت أحداً من أهلك أو أقربائك في الطفولة أم هي تجارب الحياة المختلفة التي مررت بها والتي جعلت عندك هذا القلق العام من المستقبل أو هو واقع حياتك الآن؟ هل عندك ما ينغّص عليك حياتك من مشكلةٍ مزمنةٍ أو مرضٍ أو شخصٍ مريضٍ في أسرتك؟ أم أنه لا توجد كل هذه الأمور؟ وإنما هو قلقٌ عامٌ من سببٍ واضحٍ، وإن كنت أرجح وجود شيءٍ ولو في الطفولة المبكرة، ومن الواضح أنك شديد الحساسية، وهذا ما قد يفسر هذه الحالة التي أنت عليها.

لا بد أيضاً أن نستبعد وجود حالةٍ من الاكتئاب، ولو الخفيف، حيث من أعراضه ذهاب الشعور بالفرحة والمتعة، وفقدان الرغبة بالأعمال والاهتمامات التي كنت ترتاح لها وتسرّ من القيام بها، وكيف هو نومك وشهيتك للطعام؟ كلها أمورٌ يفيد أن نعرفها.

كون الابتسامة مرسومةً على وجهك وعلى الدوام لا ينفي وجود الاكتئاب، حيث أنك من الواضح أن عندك مهاراتٍ اجتماعيةٍ جيدةٍ مما يجعلك تستطيع الاختلاط بالناس، ومقابلتهم بهذه الابتسامة بالرغم من قلقك وبالرغم من عدم شعورك بالفرح والبهجة.

أنصحك إن طالت هذه المعاناة، ولم تشعر بالتحسن بأن تراجع طبيباً نفسياً في بلدكم، وعندكم في الإمارات عددٌ من هؤلاء، وفي عددٍ من المراكز الصحية في دبي وأبو ظبي، وبحيث يمكن للطبيب أن يأخذ كامل القصة، ويقوم بفحص الحالة النفسية، ويصل معك للتشخيص الدقيق، ومن ثم يمكن أن يضع مع خطة العلاج المناسبة وبناء على التشخيص الدقيق.

وفقط الله، ويسر لك الخير والراحة والبهجة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً