الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من كتمة وثقل في صدري، وضعف في التنفس، ما تشخيصكم؟

السؤال

السلام عليكم..

أشعر بكتمة داخل صدري، وثقل في صدري، وضعف في التنفس، وألم في رأس المعدة وغازات، وأشعر بأن شيئا عالقا في حلقي، أشيروا عليّ.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دلوش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

لم تذكري يا أخت دلوش إن كنت قد راجعت الطبيب، وتم إجراء الفحص الطبي للصدر والقلب، وتم كذلك إجراء التحاليل الطبية للدم للتأكد من عدم وجود فقر في الدم.

ومن ناحية أخرى، فإنه مهم أيضا معرفة إن كنت تعاني من الارتجاع المعدي المرئي، أي ارتجاع حموضة المعدة إلى المريء؛ لأن الأعراض التي تشكين منها من ألم في رأس المعدة، والشعور بأن شيئا عالقا في الحلق، وحتى كتمة الصدر يمكن أن تكون بسبب الارتجاع.

هناك صمام بين المعدة والمريء يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكلٍ سليم، فإنه لا يعود هناك ما يمنع عصارة المعدة من الرجوع منها صاعدة إلى المريء، مسببة ارتجاع العصارة المعدية الحامضة إلى المريء، والذي بطبيعته لا يتحمل حموضة المعدة العالية الحموضة.

لذا يحصل تخريش للمريء، وقد يسبب بالإضافة إلى الأعراض التهابا في المريء وتضيقا أحيانا، ومن أهم أعراض الارتجاع الإحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبه عدم ارتياح، أو ألم في المعدة، خصوصاً بعد تناول بعض الأطعمة، ومن الأعراض الأخرى الإحساس بطعم حارق في الحلق، أو الفم بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، وقد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه، وهو يحس بشرقة، أو بضيق حاد في التنفس.

ومن أعراضه الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر تشبه إلى حد كبير آلام القلب.

ومن ناحية أخرى، فإن تناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة يجعل من الارتجاع أكثر أثراً وأشد ضرراً، وهناك عوامل تسبب هذا الارتخاء أو التوسع أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة، منها ما يلي: (امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات مثل الدهون والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي والقهوة، والشكولاته، والفلفل والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشب)، كما أنه أحيانا يكون الارتجاع مترافقا بفتق فم المعدة مما يضعف كثيراً عمل الصمام الهام، وبالتالي تزيد الأعراض.

أما العلاج فإنه يكون بالأدوية المخفضة لحموضة المعدة، مثل: (Losec, pariet , Nexium , lansoprazol)، وهي تؤخذ مرة واحدة في البداية قبل الأكل بربع ساعة، وأحيانا نحتاج لأخذها مرتين.

أنا أرى أن تتناولي أحد هذه الأدوية وتراقبي الوضع لمدة أسبوع، فإن تحسنت الأعراض فيكون هو السبب في الأعراض، أما إن لم تتحسن الأعراض، فعليك بمراجعة طبيب مختص بالجهاز الهضمي.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • هند

    بارك الله فيكم

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً