الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتقاد زوجي سبب لي الحزن والكآبة.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكورين كثيراً على الموقع الرائع، وجزاكم الله كل خيرٍ.

أحتاج طلباً للنصيحة:
أنا متزوجةٌ منذ سنتين، بيني وبين زوجي فرقٌ بالسن (9 سنواتٍ)، يعني فرقٌ بالتفكير والخبرة، لا أعلم إن كانت هي مشكلةٌ وسببٌ في خلافاتنا الزوجية، ينتقدني كثيراً مما يشعرني في كثيرٍ من الأحيان بضعف ثقتي بنفسي وضعف شخصيتي، هو دائماً يريدني قويةً، وأن أفهم في كل شيءٍ، ويقارني بالأخريات، وأنا أكره ذلك، المشكلة أيضاً أني حساسةٌ ولا أقدر على التحكم بعواطفي ومشاعري، يعني مع كل نقدٍ ينتقدني به أشعر بحزنٍ كبيرٍ، ودموعي تسيل بسرعةٍ، وألوم نفسي كثيراً وأعذبها، وأعيش في جوٍ من الكآبة وعدم الرضا، أريد أن يكون سعيداً فهو يستحق أن يعيش سعيداً، هو طيبٌ ويحبني جداً، أحاول إرضاءه وأجتهد في ذلك، وأحاول كثيراً أن أتقبل النقد لكن بلا فائدةٍ، لا أعرف ماذا أفعل حتى أرضيه، وحتى لا ينتقدني.

النصيحة أرجوكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ somaia حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا، وعلى مدح خدمات الموقع، فأهلاً بك.

من أكثر أسباب المشكلات بين الزوجة هو سوء التفاهم، وصعوبات التخاطب.
وعلاج كل هذه المشكلات أو 80% منها إنما هو عن طريق تحسين الحوار والتفاهم بين الزوجين.

وهناك دراساتٌ كثيرةٌ على أن تحسين أدوات الخطاب والتفاهم بين الزوجين، يحسن كثيراً من نوعية العلاقة بينهما، وربما يفيد هنا دراسة كتابٍ في هذا الموضوع، ومنها كتابي "التفاهم في الحياة الزوجية" والذي يمكن طلبه من الانترنت.

ومن الطبيعي لك أن تتأثري لحدٍ البكاء من انتقاد زوجك لك، وخاصةً إذا كثر هذا الانتقاد، وهذا التوجيه، فالإنسان مهما كان متفهماً وإيجابياً لابد أن يتأثر بالنقد أو كثرته، ولو علم الناس كم يؤثر نقدهم سلبياً على الإنسان، وبالرغم من أنهم في كثيرٍ من الأحيان، وربما هذا مع زوجك، أنه يريد مصلحتك، ولكن كثرة النقد تأتي بنتائج معاكسةٍ لما أراد!

حاولي أن تنتهزي فرصاً مناسبةً من الهدوء والانسجام بينكما، فتحاولي الحديث الهادئ معه، كم أنت حريصةً على سماع آرائه ووجهات نظره، وأنه يسعد جداً أن تسمعي منه، ولكن على أن يمزج بين النقد والتوجيه السلبي، وبين التوجيه والمدح الإيجابي، ويمكنك مثلاً أن تطلبي منه أن يحاول الموازنة بين السلبي والإيجابي، ولنقل مثلاً 50 % سلبياً 50 % إيجابياً، (طبعا الأمثل كل 8 إيجابياتٍ يمكنه أن يوجه 2 سلبياتٍ).

وحاولي من طرفك أنت أن تطبقي هذا وأكثر، فمثلاً خلال الشهر القادم لا توجهي إليه أي انتقادٍ سلبيٍ، وإنما فقط مدحٌ وإطراءٌ إيجابيٍ، وعندها سيشعر كم هذا جعله يشعر بالإيجابية عن نفسه، ولعل الرسالة تصل إليه بشكلٍ إيجابيٍ، ويفهم طبيعة الأمر.

وفقك الله، وأصلح ما بينكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً