الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متلازمة مارفان سندروم وزيادة الطول

السؤال

السلام عليكم.

برجاء مساعدتي بالسرعة الممكنة، فأنا لدي ابن عمره 14 سنة وستة أشهر، وطوله 177 سم، وبلغ الحلم منذ حوالي سنة ونصف، وكان يرفع الأثقال، ولاحظت وجود منطقة بالصدر جهة اليسار مخفوسة للداخل، وعرضته على أخصائي جراحة، فنصحني بالذهاب لأخصائي عظام، وبعد المعاينة وعمل أشعة عادية ومقطعية، أفادني بأن المشكلة في الأضلاع اتجهت للداخل، وهي عيب خلقي منذ الولادة (علما بأننا لم نلاحظها إلا قريبا) وعاين العمود الفقري، وكان مستويا وليس به أي اعوجاج، ونصحني بمراجعة طبيب القلب، وبعد عمل تخطيط للقلب وموجات صوتية أفاد بأن القلب سليم وعادي، ولكنه يشك في مرض مارفان سندروم، وعند البحث على النت أصابني الفزع من هذا المرض، وتعبت نفسيا على ابني.

السؤال الآن: كيف أتأكد من هذا الكلام؟ علما بأن ما أفزعني طوله الزائد ونحافته، فوزنه 56 كج، ولكن لا توجد أي أعراض أخرى غير أن أطرافه طويلة، ولكن ليس بالقدر المذكور عن هذا المرض، أرجو إفادتي، وهل سيستمر بالطول الآن أم لا؟ وهل هذا المرض تظهر أعراضه عند هذا السن؟ أم قبله؟ أم بعده؟ أفيدوني بالله عليكم، فأنا في غاية التوتر والانزعاج.

ملحوظة: لا يوجد بالعائلة من عنده هذا المرض، ووالدته طولها 175سم، وجزاكم الله خيرا، والسلام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

ليس بالضرورة أن يكون الأشخاص طويلي القامة مصابين بتناذر أو متلازمة مارفان، بل في كثير من الأحيان يكون هذا الطول طبيعيا، وليس بسبب المرض، فهناك أناس كثيرون طوال ونحاف وبشكل طبيعي.

قد يكون هناك أحيانا صعوبة في القول إن كان الشخص عنده مارفان أو لا، خاصة إن لم يكن عنده أي من أعراض مارفان الدامغة، وقد قلت إن ولدك تم فحصه من قبل طبيب القلب، ولم يجد عنده أي مشكلة في القلب، وهذا يطمئن، فقد يكون طولا عاديا، خاصة أن والدته طولها 175 سم، أي أن عنده الاستعداد الوراثي لأن يكون طويلا.

يعتمد الأطباء في وصولهم لتشخيص المرض عن طريقة استرجاع تاريخ العائلة الطبي، ومعرفة إذا ما كان هناك أفراد من العائلة طوال القامة، أو لديهم مشاكل في القلب أو الشرايين، خاصة الشريان الأبهر، كما يعتمدون على الفحص الطبي السريري للكشف عن علامات المرض في الأطراف، والظهر، والقلب، والعينين، والجلد، وسقف الحلق، كما يحول المريض إلى طبيب القلب لإجراء الكشف بالأشعة الصوتية، وطبيب العيون لفحص العينين، خاصة العدسة وضغط العين وقوة النظر.

وهذا المرض وراثي، وهو ينتقل عن طريق المورثات، لذا فإن لم يكن أحد من أفراد العائلة عنده هذا المرض، أو أي من الأعراض التي ذكرتها، فإن هذا يطمئن جدا.

طبعا هناك بعض الأعراض التي تجعل الطبيب يشك في وجود هذا المرض، فبالإضافة للأعراض السابقة، هناك أعراض مثل:

- الجهاز العظمي: (الأطراف، العمود الفقري، الصدر، والمفاصل، تقوس في العمود الفقري)
- طول القامة.
- طول ملحوظ في أصابع اليدين والقدمين.
- الأطراف العليا والسفلى نحيفة وطويلة.
- ارتخاء في المفاصل.
- عظمة القص (الصدر) على شكل قمع (يكون وسط الصدر غائرا بشكل واضح) Pectus Excavatum.
- نتوء في عظمة القص (الصدر) فيكون منتصف الصدر بارزا إلى الأمام بشكل واضح Pectus Carinatum.

وهذه التغيرات في القفص الصدري قد تكون أيضا في أشخاص ليس عندهم مارفان

- ارتفاع في سقف الحلق.
- أسنان متزاحمة ومتراكبة.

ولذلك اصدر مجموعة من أطباء الوراثة توصيات تساعد في تقليل من الصعوبات التي يواجهها الأطباء عند فحصهم لطويلي القامة، ولكن وحتى مع وجود هذه التوصيات فإن بعض الحالات فعلا محيرة، ولا يستطع الطبيب الجزم إذا ما كان الشخص مصابا بمتلازمة مارفان أم لا، وفي مثل هذه الحالة فإنه ينصح بمتابعة الطبيب -وخاصة القلب- الذين لهم اهتمام بمتلازمة مارفان لإجراء الاحتياطات اللازمة، كإجراء فحص بالأشعة الصوتية بين فترة وأخرى.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً