الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتخلص من الارتباك والخجل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي هي الخجل الزائد, وقلة الثقة بالنفس, فبعض الأحيان أخجل حتى أمام أسرتي خجلا شديدا, والموقف لا يكون يستدعي ذلك.

أيضًا ليس لدي الثقة الكافية أن أجادل في نقاش مع أي شخص لأثبت وجهة نظري الصحيحة, أو الدفاع عن نفسي إن أخطأ بحقي أي شخص, أعاني من هذه المشكلة حتى مع من هم أصغر مني بسنوات, ولا أستطيع أن أوقفهم عن التلفظ بالسوء.

ومن المواقف التي قد حصلت لي وأثرت فيّ جدا: كنا في اجتماع للأسرة, وهممت بتقديم القهوة لهم, ولكن كنت أشعر بتوتر ورهبة, وبدأت يداي ترجفان بقوة, وبشكل ملحوظ من قبل الجميع, مما جعل بنت خالتي تجلسني وتأخذ مهمة الضيافة, حتى في الجامعة لا أتحدث للأساتذة بشكل مباشر, بل أستعين بإحدى صديقاتي لتحدثها بدلا عني.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

شكرا لك على الكتابة إلينا، والتواصل معنا.

يميل بعض الناس إلى شيء من الحساسية في شخصيتهم، ويبدو أنك واحدة من هؤلاء، حيث تتأثرين بالأحداث والكلام الذي يجري من حولك.

ونرى عادة هذا الشخص يفكر طويلا فيما جرى أو فيما قيل له أو أمامه، ويرتبك أمام الآخرين، وقد ينفعل وحتى بالشكل الجسدي فترتجف بعض عضلاته مثلا, وكما حدث معك عندما قدمت القهوة للأسرة، وذلك من شدة الارتباك.

ولعل ما يمرّ بك هو أيضا نوع من الارتباك أو الرهاب الاجتماعي، بسبب هذه الحساسية الزائدة عندك، وهو من أكثر أنواع الرهاب، وإن كانت العادة أن يحدث الارتباك أمام الغرباء، وكما يحدث معك مع معلمي الجامعة، ومن النادر أن يحصل أمام أفراد الأسرة.

وما يعينك على التكيف مع هذا الحال عدة أمور ومنها: محاولة التفكير بأن للناس همومهم الخاصة, فليس عندهم وقت ليضيعوه في تتبع أمورك أو أمور غيرك، وكما يُقال (عندهم ما يكفيهم) فيمكن لهذه الفكرة أن تبعد عنك شبح مراقبة الناس لك، فهم منشغلون عنك، وأنت لست مركز اهتمامهم، مما يخفف من ارتباكك أمامهم!

الأمر الثاني: الذي يمكن أن يعينك هو أن تذكري أنك في 19 من العمر، وأن أمامك الوقت لتتجاوزي هذا الحال، وخاصة إن بادرت باتخاذ بعض الخطوات التي تعينك على تجاوز هذا.

تذكري أن التجنب، كتجنب سؤال المعلمين في الجامعة، هذا التجنب لن يحلّ المشكلة وإنما سيزيدها شدة، فحاولي الاقتراب قليلا من المعلم، واسأليه سؤالا بسيطا، ولا شك أن المحاولة الأولى ستكون صعبة بعض الشيء، إلا أنك ستلاحظين أن الأمر أبسط مما كنت تتوقعين، وهكذا خطوة خطوة ستتعلمين مثل هذه الجرأة، وبذلك تخرجين مما أنت فيه.

ثالثا: مما يعينك أيضا وخاصة عندما تشعرين بأن الارتباك قادم، وهو القيام ببعض تدريبات الاسترخاء، من مثال الجلوس في حالة استرخاء والقيام بالتنفس العميق والبطيء، فهذا سيساعدك على ذهاب أعراض الارتباك والارتعاش.

وفقك الله ويسّر لك تجاوز ما أنت فيه، وما هي إلا مرحلة عابرة، وستتجاوزينها، عاجلا أو آجلا، وإن شاء الله يكون الأمر عاجلا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب اسماء

    شكرا على النصيحة

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً