الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الحمل عندي داخل الرحم أم خارجه؟ وما سبب ضعفه؟

السؤال

السلام عليكم..

أنا متزوجة منذ 17 سنة، وعندي 3 أولاد، أنجبتهم جميعا بعمليات قيصرية، وفي بداية زواجي أصبحت حاملاً، ولكن لم يكتمل نمو الجنين، وظل في بطني شهراً، ثم حصل إسقاط في أول الشهر الرابع، وقمت بعمل فحوصات، ولكن لم يكن هناك سبب لذلك، وأرجعته الطبيبة إلى إصابتي ببرد شديد أثر على الحمل.

وآخر طفل عندي عمره 9 سنوات، ولقد مضى علي أربع سنوات لا أستعمل وسيلة لمنع الحمل، وكانت الدورة غير مضبوطة، فقد كانت تغيب لسنة أو لسنة ونصف، فقمت بإجراء فحوصات، وكتبت لي الطبيبة رجيمامكس وسيدوفاج، وانتظمت الدورة لمدة خمسة أشهر، ثم حدث حمل.

وآخر دورة لي كانت بتاريخ 8 نوفمبر 2012، وبعد انتهائها بأربعة أيام قمت بإجراء اختبار حمل عن طريق البول، فظهر خط الحمل ضعيفاً جداً، فقمت بتكراره في الصباح الباكر لليوم التالي، فظهر أقوى من سابقه، ولكنه أيضاً كان خطاً خفيفاً، وبعد ذلك بيومين نزل دم، فذهبت للكشف، وقامت الدكتورة بعمل أشعة تلفزيونية، فأخبرتني أنه حمل خارج الرحم، ولكنها كانت غير متأكدة، وقالت: عليك القيام بعمل سونار مهبلي.

وقمت بعمل السونار المهبلي في اليوم التالي عند دكتورة أخرى، فأخبرتني أنها لم تر شيئاً لا داخل الرحم ولا خارجه، وعليّ القيام بتحليل دم، فقمت بعمل التحليل، وظهرت النتيجة إيجابية، وكانت نسبة هرمون الحمل 215، فكتبت لي الدكتورة حقناً لتثبيت الحمل آخذها يومياً مع حمض الفوليك، ومع لزوم الراحة، واستشرتها بعد أسبوعين، فأخبرتني بأن الحمل ضعيف، وأن يجب علي أن لا أترك الحقن يومياً.

لقد كنت أشعر بمغص شديد أسفل البطن، ومتمركز في الجانب الأيسر، وبصراحة كان ألماً رهيباً، فقد كنت أشعر وكأن بطني متورم كله، ولا أستطيع تحمل لمسه، واستمر الألم لفترة متواصلة، وبعد ذلك كان يأتي ويذهب مع استمرار نزول نقط بنية خفيفة، فأجريت تحليل الدم مرة أخرى قبل ذهابي للاستشارة، أي بعد 18 يوماً من التحليل الأول، فكانت النسبة 366، وأخبرت الطبيبة بذلك، فقامت بعمل سونار على البطن، وأخبرتني بأنها لا ترى شيئاً، وأن الحمل غير سليم، والأنسجة المسؤولة عن تغذية الجنين غير سليمة، وأنه كان من المفروض أن تتضاعف النسبة بعد يومين من إجراء التحليل الأول، وأعطتني برشام قرص تحت اللسان آخذه أربع مرات يومياً، وطلبت مني إيقاف حقن التثبيت، وأخبرتني أن الدم سوف ينزل غالباً خلال يومين، ولن أحتاج لإجراء عملية.

بصراحة أنا خائفة جداً، والدكتورة لم تطمئنني، وأخاف أن يكون حملاً خارج الرحم، وتكون الدكتورة الأولى على حق، ويحدث شيء للرحم أو لي، خصوصاً أني قرأت أن من أعراض الحمل خارج الرحم مغص شديد أسفل البطن متمركز في إحدى الجانبين.

أرجو الرد علي بسرعة، فأنا لم آخذ الحبوب إلى الآن، وماذا عليّ فعله؟

أيضاً أريد أن أعرف فيما لو كان الحمل داخل الرحم ولكنه ضعيف مثلما قالت الدكتورة، فما هو سبب ضعفه؟

بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم عبد الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

عندما لا يرتفع هرمون الحمل بالشكل الطبيعي، فإن هذا يدل على أحد احتمالين:

1- إما أن يكون الحمل غير قادر على التطور, وهو في طريقه إلى الإجهاض.
2- أو أن يكون الحمل قد عشش خارج الرحم.

وفي بعض الحالات يسهل التمييز بين الحالتين, فمثلاً إن لم يظهر كيس الحمل في الرحم بالتصوير مع كون تحليل الحمل وصل إلى 1500 (وهو الحد الذي يجب معه رؤية الحمل في داخل الرحم بوضوح, عن طريق التصوير المهبلي)، فهنا يكون الحمل غالباً موجوداً خارج الرحم.

ولكن في مثل حالتك, فإن كمية الهرمون قليلة, وهي دون الحد الذي يمكن معه إظهار الحمل في داخل الرحم (حتى لو كان بالفعل في داخل الرحم)، لذلك فإن كلا الاحتمالين عندك يبقى وارد, أي أن هناك احتمال لأن يكون الحمل قد عشش خارج الرحم (خاصة بوجود ثلاث عمليات قيصرية سابقة), وأيضاً هنالك احتمال لأن يكون الحمل في داخل الرحم ولكنه توقف عن التطور في مرحلة مبكرة جداً, بحيث لا يمكن إظهاره بالتصوير, وهو في طريقه إلى الإجهاض.

طريقة التعامل في مثل هذه الحالة, أي عندما يكون كلا الاحتمالين وارد, يجب أن يتبع حالتك العامة, وهل هنالك أعراض مرافقة أم لا؟ فإن لم يكن لديك الآن أي ألم في البطن أو في الحوض, وكانت العلامات الحيوية عندك مستقرة، وهي: (الضغط والنبض والتنفس والحرارة)، وكان تحليل قوة الدم -CBC- عندك طبيعي, فهنا يمكن الانتظار, وإعادة تحليل الحمل, فإن بدأ التحليل بالتناقص, فهذه تعتبر علامة مطمئنة, وهنا يكون الحمل في طريقة للتحلل والزوال (سواء كان في داخل الرحم أو في خارجه)، ويجب الاستمرار بالمتابعة إلى أن يصبح تحليل الحمل صفراً.

وإن بقي التحليل كما هو, أو استمر بالارتفاع ولكن بشكل غير طبيعي, فهنا يجب عمل تنظير للحوض والبطن للبحث عن الحمل في خارج الرحم, وتحديد حجمه وموضعه, وإزالته بنفس الوقت, أي أن المنظار هنا سيكون له هدف تشخيصي وآخر علاجي, ويفضل أن يتم معه أيضاً عملية تنظيف للرحم, وأن يتم إرسال كل العينات إلى المختبر النسيجي لفحصها.

إذا كنت ما زلت تعانين من الألم, أو كان هيموغلوبين الدم عندك قد انخفض – لا قدر الله -, فهنا يجب اللجوء إلى عمل التنظير مباشرة، ويجب أن يتم بيد طبيبة أو طبيب ذي خبرة بالجراحة التنظيرية.

إن تعبير الحمل الضعيف هو تعبير غير علمي, بل هو تعبير عامي, يستخدمه البعض كناية عن أن الحمل قد توقف تطوره في مرحلة مبكرة جداً, بحيث تموت غالبية الزغابات المشيمية، وهي التي تفرز هرمون الحمل, فيبقى مستوى الهرمون دون الحد الطبيعي ولا يتضاعف, وأغلب هذه الحالات يكون سببها خلل في صبغيات الخلايا.

نسأل الله العلي القدير أن يمن عليك بثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً