الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وسواس الخوف والهلع يسيطر على حياتي.. فكيف أتخلص منه؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

أعاني من حالة وسواس منذ كان عمري 8 سنوات، وأنا الآن عمري 17 سنة، ولكن لم تكن تأتيني باستمرار كانت تأتي في فترة قصيرة، وتذهب ولكن منذ فترة توفيت جدتي، وبدأت تأتيني مخاوف كأني سأموت أنا، أو يموت أحد من أهلي.

ودائما أسمع أن من يحلم بالمناسبات والحفلات يموت عنده أحد، فكنت دائما قبل أن أنام أفكر، وأخاف أن أحلم بمناسبات وأحلم بما أفكر فيه، وهذا التفكير أخاف منه جدا لدرجة أني لم أعد أستطيع النوم جيدا، وكل حلم أفسره بما أتخيل، ودائما أخاف أن يموت أحد أقربائي أو أموت أنا، حتى أنا مستواي الدراسي تدنى، وكدت أن أفصل من المدرسة بسبب حالتي النفسية، ودائما تأتيني أفكار أنه إذا قرأت القرآن فإنك ستموتين بعدها، وأنك إذا صليت السنن فإنك ستموتين بعدها، وأنك إذا دعوت الله فسيأتيك عساك ما دعوت، أو أني إذا خرجت من البيت سيأتي لكي شيء وتموتين، وأن أمك إذا خرجت من المنزل أو أبي خرج فإنه لن يعود فلذلك دائما أخرج معهم خوفا من أن يصيبهم شيء، أو أنه إذا أحد من أقربائي قال شيئا غريبا أو غير معتاد أن يقوله، فإنه سيموت بعدها.

أنا مؤمنه بأن الأعمار بيد الله، ولكن لم أستطع التخلص من مخاوفي، فأرجو أن تساعدوني.

وآسف على طول حديثي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تالا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه الأفكار المتسلطة عليك فعلاً هي أفكار وسواسية قلقية ذات طابع تشاؤمي، وأتفق أنها نوع من الوساوس المزعجة، لكن تعالج بالتحقير، تعالج بالرفض، وتعالج بالتجاهل، وأن تبني قناعات جديدة، وذلك من خلال مخاطبة الوسواس مخاطبة مباشرة، بأن تقولي (أنت وسواس ولن أستجيب لك، أنت سخيف، ولن تؤثر عليَّ أبدًا، أنت تريد أن تصرف انتباهي، ولكني سوف أصرفُ انتباهي عنك) وهكذا.

هذا نوع من العلاج الجيد، العلاج الإيحائي، والإنسان حين يبني منظومة من الفكر الجديد تخالف الوساوس القهرية يستفيد من ذلك كثيرًا، فقط الأمر يتطلب المداومة، يتطلب منك الصبر، -وإن شاء الله تعالى- الأمور تسير على خير.

الوساوس المتسلطة من هذا النوع والتي تقوم على أفكار أكثر من الأفعال تستجيب للعلاج الدوائي بصورة جيدة وممتازة جدًّا، فإن استطعت أن تذهبي إلى الطبيب النفسي ليكتب لك دواءً فهذا جيد، وإن لم تستطيعي فهنالك أدوية سليمة وجيدة، وكثيرًا لا تحتاج لوصفة طبية في بعض الدول، من هذه الأدوية عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) ويعرف علميًا باسم (فلوفكسمين) الجرعة المطلوبة في حالتك هي أن تبدئي بخمسين مليجرامًا، تتناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، بعد ذلك تجعليها مائة مليجرام ليلاً، وهذه تستمري عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
هذا من الأدوية الجيدة والفاعلة والسليمة جدًّا.

بجانب التفكير المخالف كما ذكرنا لك وتناول الدواء: عليك أيضًا أن تقسمي وتوزعي وقتك بصورة جيدة، هذا لا يُتيح مجالاً للفراغ، لأن الفراغ هي أحد البوابات التي يدخل من خلال الوسواس القهري على نفس الإنسان.

تدربي أيضًا على تمارين الاسترخاء، فهي جيدة جدًّا، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتتطلعي على تفاصيلها وتطبقيها، وسوف تجدين فيها فائدة عظيمة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • العراق ور

    والله اني هم كثير اخاف علا امي واسرتي واحلم احلام موزينه واضل افكر بيهم وحالتي نفسبه مدمره الله يعينه

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً