الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

متزوج منذ فترة قصيرة وبدأت المشاكل، أفيدوني!

السؤال

السلام عليكم.

أنا شاب، متزوج منذ فترة قصيرة، ومن بداية زواجي بدأت المشاكل، أي كلمة كانت تصدر مني تفهم غلط، أحاول أن أفهمها لا تتقبل مني شيئا، ودائماً تكون عند والداتها وأهلها لا تأتي للبيت إلا نادرا، وفهمتها أن الشيء هذا خطأ ولكن لا فائدة! وذهبت ولا تريد أن ترجع لأنني قلت لها: ستذهبين إلى أهلك يوم الأربعاء والخميس فقط، وصار لها أكثر من أسبوعين ولا ترد علي، وأكلم أخوانها ولا توجد فائدة، وهي تريد أن تتحكم فيّ بكل بساطة، فما العمل الآن أفيدوني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ العنزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نرحب بك - ابننا الكريم – في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل وهذا الاهتمام، وفكرة الاستشارة نفسها فكرة مهمة، لأن الإنسان ينبغي أن يستشير خاصة الأطراف الخارجية، لأن أهلها سيقفون في صفها، وأهلك سيقفون في صفك، وليس من المصلحة إخراج مثل هذه المشاكل للخارج، ولكن نحن نتمنى أن نسمع وجهة نظر هذه المرأة، ما الذي يُزعجها؟ ما الذي يُغضبها؟ ما هي الأشياء التي لا ترتضيها؟ ونريد أن نبين لك أنه ينبغي أن يكون هدف الزوج التوافق، وهدف الزوجة كذلك التوافق، ودائمًا نتوقع شيء من التوتر والجذب والنفور (وكذا) في البداية، لأن كل طرف نشأ بطريقة معينة، وتربى بطريقة معينة، وكان يأكل بطريقة معينة، وينام بطريقة معينة، ويعيش بطريقة معينة، الآن حصل هذا التغير، فالتقى الرجل بالمرأة، ولذلك لابد أن نبدأ أولاً البدايات الصحيحة، فنحرص أولاً على التعارف، ثم بعد ذلك على التفاهم، ولن يحصل التفاهم إلا إذا قمنا بالتنازلات، يتنازل كل إنسان عن بعض عاداته وممارساته، ليكون الملتقى في الطريق، إذا حصل التفاهم جاء التوافق وصولاً للتآلف، هذه المراحل لابد أن يمر بها الإنسان.

وابن عباس كان يقول: (والله إني لا أطالب زوجتي بكل حقوقي خشية أن تطالبني بكل حقوقها) وهذا مبدأ التنازل، وأبو الدرداء لما بنى بزوجه قال: (إذا غضبتُ فرَضِّني، وإذا غضبتِ رضّيتك، وإلا لم نصطحب).

إذن الحياة الزوجية تحتاج إلى شيء كبير من المسايسة والمسايرة والاحتمال وتفهم وجهات النظر، والاستماع إلى الشريك، ومن الضروري عدم إخراج هذه المشاكل إلى خارج البيت، فإن دخول الآخرين ليس فيه مصلحة.

وكنا نريد أن نعرف أيضًا كيف تعرفت عليها؟ هل عن طريق الأهل؟ هل عن طريق الجيران؟ هل هي من القبيلة؟ يعني كيف توصلت إليها وكيف تعرفت عليها قبل أن يتم هذا الزواج؟ كذلك هل كانت بينكم علاقات قبل الزواج أم لم تكن؟

لذلك نحن نريد ألا تستعجل هذه الأمور، وحاول دائمًا طالما كان أهلها سلبيين، حاول أن تكون التواصل بينك وبينها، ولو على سبيل الرسائل، ولو على سبيل الاتصال بالهاتف، أو غيرها من وسائل الاتصال الحديثة.

ثم بعد ذلك حاول أن تقوم بواجبك تجاهها، بزيارتها والسؤال عنها، نقول هذا الكلام لأنك أنت الرجل، ولأنك أنت العاقل، ولأن النساء دائمًا هناك عندهم نقص في العقل وفي الدين، كما جاء عن النبي - صلى الله عليه وسلم – ونقصان العقل يعني سيطرة العاطفة، فهي عاطفية، وربما كان أهلها يشجعوها على الجلوس عندهم، وربما لم تفهم مرادك وقصدك من أنك تريد أن تذهب أياما معينة، وأيضًا العبارات التي تتكلم بها لابد أن تنتبه لها، بدلاً من أن تقول (لا تروحي إلا الأربعاء والخميس وكذا) كان يمكن أن تقول (أنا أحتاجك في البيت، والبيت ينور بوجودك، وأنا أكون سعيدًا لما تكوني عندي في البيت) إلى آخر هذه الكلمات، يعني هي نفس الكلام لكن يقال بطريقة أخرى، فالعبرة ليست بالكلام ولكن بالطريقة التي قيل بها، ومشكلة الرسائل الخاطئة التي تصل بين الزوجين، هذه مشكلة، لأنا بكل أسف ندخل الحياة الزوجية دون أن تتعرف المرأة على طبيعة الرجل، ودون أن يتعرف الرجل على طبيعة المرأة، وكيف أنها تتأثر بالكلام العاطفي، وكيف أنها تحتاج إلى دعم معنوي وتشجيع، والمرأة لا تعرف أن زوجها يحتاج إلى احترام وتقدير، وعدم مقارنته بالآخرين، والاهتمام به، والاحتفاء به، وعند ذلك سيُعطي بلا حساب، ينبغي أن ندرك أن احترام كل الطرفين وأهل الزوج وأهل الزوجة، هذه أيضًا من الأمور الأساسية.

فأرجو ألا تنزعج، ونتمنى أن تبدأ محاولات فعلية بنفسك، أن تزورها، ثم تطلب الجلوس معها، ثم بعد ذلك تتفاهم على بعض الأمور، وتطلب منها المجيء إلى البيت من دون نقاش، ثم بعد ذلك تبدؤا تناقشوا هذه المسائل بهدوء، وعندها يمكن أيضًا أن تربطها بالموقع، أو تكتبوا استشارة مشتركة لنفهم بماذا ترد، وما هي دوافعها؟ تشتكي من ماذا؟ ما هي الأشياء التي تضايقها؟ والأشياء التي تضايقك، لأنه بهذه الطريقة تتضح لنا الصورة فيكون الحكم - إن شاء الله تعالى – صوابًا أو أقرب إلى الصواب، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً