الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير الجنسي جعلني مشوش الفكر دائما، فما الحل؟

السؤال


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أسأل الله أن يشفي كل مرضى المسلمين, والوطن العربي, وأشكركم على رحابة صدركم, وصبركم على المرضى, وأطلب منكم أن تجيبوني وألا تبخلوا علي, هذه أمانة وأستحلفكم بالله.

أما بعد: أحب أن أوضح أنني شاب تعرضت لمواقف وإثارات جنسية كثيرة منذ الصغر (خارج نطاق المنزل) مع فتيات في سن الصغر, ومراهقات أيضا, فذلك أصابني بمرض السعار الجنسي.

وعندما اكتشف أهلي علاقتي مع الفتيات قاموا بضربي وإرهابي؛ مما ولّد عندي الخوف الشديد منهنّ, وعدم الاقتراب من الجنس الآخر, جعلني ذلك انطوائيا, وخجولا, وأشعر بالحرج والذنب عندما أقترب من الجنس الآخر.

عندما بلغت 11 سنة لجأت إلى العادة السرية, وابتليت بها, وكان لدي قوة مفرطة, وكنت أقوم بها يوميا معتادا عليها, وعندما أجد الوقت أمارسها 10 مرات في اليوم, وأقل شيء 5 مرات في اليوم, وهذا دام 12 عاما, وأنا الآن عمري 23 سنة.

واجهتني بعض المشاكل النفسية مثل الخوف الشديد, وشدة الأعصاب والتفكير الشديد, والحزن؛ مما أدى إلى إصابتي بمرض السكر العصبي والضغط العصبي.

تدهورت حالتي النفسية, ففقدت الانتصاب تماما, وانتظمت في أخذ دواء السكر والضغط, وصرت آكل جيدا, وألعب الرياضة, فانتصب بشكل جيد, لكن ليس مثل السابق.

لم يكن لدي القدرة على ترك العادة السرية, لكني أحاول, فكل يوم تقل قوة الانتصاب, ويزداد الاكتئاب, والحالة النفسية تزداد سوءا, حتى أصبت بعدم الانتصاب تماما, وبسرعة القذف, وبالدوالي.

وأنا الآن أشعر بضيق تام, وقد فقدت الأمل, وإذا كان يوجد أساسا أمل فهل سأمارس حياة زوجية طبيعية؟

وإذا تقدمت في العمر هل سأحافظ على رجولتي بعد العلاج إذا كان يوجد أمل؟

أرجو الإجابة كاملة وعدم البخل بشيء منها, وعدم مجاملتي, أستحلفكم بالله.

ملاحظة: لا أعلم فصيلة الدم: AB+ أم AB-

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أ ف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فبارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك تواصلك مع إسلام ويب.

مشكلتك تنحصر في أن تفكيرك حول الجنس لا أقول قد أصبح وسواسيًا لكن أصبح مستحوذًا عليك بدرجة كبيرة، وحتى موضوع السُّعار الجنسي الذي ذكرت أنك كنت مصابا به، هذا الموضوع حوله الكثير من اللغط ولم يُثبت علميًا، فلا يوجد شيء يسمى السُّعار الجنسي، ولا توجد طاقات جنسية مطلقة، هنالك بعض التفاوتات البسيطة في المقدرات الجنسية، لكن بعض الناس يأتيهم انجذاب وسواسي ويقظة واشتعال عقلي حول أدائهم الجنسي؛ مما يجعلهم يتصورون أن أدائهم الجنسي فوق ما هو معروف أو مطلوب أو معتاد.

عمومًا هذه قضية طويلة لا أريد أبدًا أن أقحمك في تفاصيلها، لأن ذلك قد لا يفيدك أبدًا.

أنت الآن ترى نفسك بعد أن صعدت لقمة جنسية عالية تدحرجت نحو الهاوية -وأرجو أن تعذرني في التعبير– فأنا أؤكد لك أن الأمر ليس كذلك أبدًا، أنا أعتقد أن مشكلتك الأساسية هي هذا الانشغال الوسواسي حول الجنس، وأنا أعتقد أن أدائك الجنسي سوف يكون -إن شاء الله تعالى– أداء طبيعيًا عند الزواج.

المطلوب منك فقط هو: أن تفكر في الزواج تفكيرًا حقيقيًا، وتخطط لذلك، وقطعًا انتظامك في علاج السكر والضغط وأن تعيش حياة متوازنة وهادئة وصحية وتمارس الرياضة، وتصرف انتباهك قليلاً عن موضوع الجنس, وتتوقف عن العادة السرية تمامًا، أعتقد أن ذلك سوف يجعلك إنسانًا طبيعيًا في مفاهيمك الجنسية وكذلك حول أدائك الجنسي.

سرعة القذف مرتبطة بالقلق، وهذه سوف تعالج, موضوع الدوالي يجب أن تعرضه على مختص، فهذا ضروري، وإن أردت أن تطمئن أكثر فربما يكون من الأفضل أن تقوم بإجراء فحوصات أساسية للتأكد من مستوى هرمون الغدة الدرقية، وكذلك هرمون الذكورة، وهرمون الحليب المسمى بـ (البرولاكتين), هذه مجرد قاعدة طبية نعتبرها جيدة ورصينة ومطمئنة للناس.

أيها الفاضل الكريم: أرجو ألا تنزعج أبدًا حول هذا الموضوع (الجنسي) وأقدم على الزواج، وإن كانت هذه الوساوس والمشاغل مستحوذة عليك لدرجة متعبة فليس هنالك ما يمنع من أن تتناول دواءً بسيطًا مضادا للقلق والتوتر الوسواسي، ومن هذه الأدوية عقار فافرين، وهو متوفر في مصر، وهو من الأدوية الممتازة جدًّا، وأنت قد تحتاج إليه بجرعة صغيرة جدًّا، وهي خمسون مليجرامًا ليلاً بعد الأكل لمدة ثلاثة أشهر، ثم تتوقف عن تناوله.

أيها الفاضل الكريم: اصرف تفكيرك وذلك من خلال تغيير النمط الاجتماعي في حياتك، وأن تكون متواصلاً، ونشطًا، وعليك بالعمل، هذا مهم جدًّا، لأن العمل فيه تأهيل، فيه بناء الثقة بالنفس، وتنمية الذات وتأكيدها.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسال الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً