الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بقرحة في المعدة، ما هو أفضل علاج لحالتي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

مشكلتي صعبة نوعاً ما، منذ ثلاث سنوات أصبت بقرحة في المعدة، وصف لي الطبيب العلاج، ولكن انتابتني نوبات من القلق من آثار المرض، فأضاف لي دواء اسمه laxtonil واستمريت على العلاج لمدة شهر تقريباً، ولكن دون فرق يذكر، واستمر لدي القلق والتوتر والإحساس بأني مريضة، ولست كسابق عهدي.

لذلك استمر معي الدواء لفترة طويلة إلى حد الآن، ولكن بفترات متقطعة وبجرعة 3 ملغم باليوم، نصف صباحاً ونصف مساءً، وبعض الأحيان تقل الجرعة إلى نصفها بشكل يومي أو بين يوم ويوم.

طبعاً هذا ما يصفه الطبيب، وفي الفترة الأخيرة بدأت أشعر بدوران متعب جداً، وغصة في الحلق، علماً أني الآن سافرت خارج البلد، وقبل السفر طلب مني الدكتور أخذ الدواء لمدة 3 شهور، وبعدها أتوقف عنه لمدة شهر، والآن بدأت بتقليل الجرعة إلى نصفها، ولا تزال حياتي متعبة بصراحة تنفسي متعب جداً، وشعور دائم بعدم الارتياح.

أريد الرجوع لحياتي السابقة لأن أغلب الأوقات أشعر بعدم الاستقرار، وتركيزي مشوش ووجود ثقل في الرأس، علماً أني أمارس حياتي بشكل طبيعي، ولكن التوتر والأعراض التي ذكرتها تسبب لي الضيق وعدم الشعور بالراحة.

نومي طبيعي، ولا أعاني مشاكل إلا نادراً، وإحساس بالأرق، وحر بالجسم وبرودة، ولكن ليس دائماً.

ساعدوني بارك الله فيكم، لأني بصراحة فقدت الثقة في طبيبي، ولأن فترة العلاج تجاوزت السنتين، ولا يوجد تحسن يذكر إلى الآن.

أريد الرجوع لحالتي الطبيعة بدون أدوية، تحياتي لكم وبارك الله بجهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ athraa حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشكلتك يمكن أن نحصرها في جزءين:

الجزء الأول: هو الأعراض النفسية المرتبطة بقرحة المعدة، وهي ذات علاقة قوية جداً مع القلق والتوتر.

الجزء الثاني: هو التعاطي مع عقار (laxtonil) هو دواء يرجع إلى مجموعة من الأدوية تسمى بالبنزودايزينات Benzodiazepine دواء ممتاز جداً، إذا تم التعاطي بحكمة وروية، ونقصد بذلك أن تكون فترة تناولها قصيرة ومحددة وبجرعات صغيرة.

الآن مشكلتك أنك وبعد تناول هذا الدواء لفترة طويلة أصبح من الواضح أن معاناتك هي مع الأعراض الانسحابية لهذا الدواء، والأعراض الانسحابية فيها جزء فسيولوجي عضوي، وفيها جزء نفسي، والجزء النفسي هو الأصعب من وجهة نظري، إذن التقت أعراض القلق التي لديك أصلاً مع أعراض انسحاب (laxtonil) وهذا بالطبع ظهر في شكل أعراض مضاعفة، جعلتك في الوضع التي أنت عليه الآن.

يجب أيتها الفاضلة الكريمة أن نذكر عاملاً آخر، وهو عمرك الآن في حدود الأربعين عاماً، وهذا عمر نعتبره صلة ضعيفة لدى النساء، من حيث المدود النفسية، وهنالك قابلية للاكتئاب المرأة قد تدخل في مرحلة ما قبل انقطاع الطمث، وهكذا هذا ينطبق على جميع النساء، نرجو أن لا تأخذي هذه النقطة أساسية، لكنها من الناحية النفسية لابد أن نعطيها اعتباراً.

نرى أن العلاج بالنسبة لك ممكن جداً، ونرجو أن لا تفقدي الثقة في طبيبك، ونرجو أن لا تأخذي قراراً أن يتم علاجك بدون أدوية، فالأدوية مهمة لكن يتم تناولها بواسطة طرق، وبرتوكولات مختلفة، ولمدة محدودة.

الأعراض التي لديك الآن من إحساس بالأرق، واجهاد بالجسم والبرودة، وبقية ما ذكرته من أعراض يحتاج لأحد مضادات الاكتئاب، هذا ليس يعني أنك مكتئبة لكن أعتقد أنك على أعتاب الاكتئاب، وفي ذات الوقت هذا سوف يغطي لنا إشكالية انسحاب ((laxtonil).

أيتها الفاضلة الكريمة، إن عقار ريمارون Remeron واسمه العلمي هو ميرتازبينMirtazapine سيكون دواءً جداً لحالتك، والجرعة المطلوبة في حالتك هي نصف حبة فقط، وليس أكثر من ذلك، تحتوي حبة الريمارون على (30) مليجراماً.

الجرعة القصوى هي (45) مليجراماً نعطيك وننصحك بجرعة صغرى جداً، والتي نرى أنها سوف تكون مفيدة لك، تناولي الريمارون بجرعة (15 ) مليجراماً، أي نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك اجعليها ربع حبة، وهذا ممكن، أي (7.5) مليجرام ليلاً لمدة شهر ثم اجعليها ربع حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذه فعلاً تغلبنا وبصورة واضحة على الآثار الانسحابية ل (laxtonil) وفي ذات الوقت إن شاء الله تعالى حالات الأرق والاضطراب الذي تعاني منه سوف تختفي تماماً.

هذا هو الذي ننصحك به، ونسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد ولو تواصلت مع طبيبك أعتقد أنه لن يمانع أبداً في هذه الخطة العلاجية الجديدة التي ذكرناها لك، وبالطبع بجانب الدوائي الأشياء المعروفة مثل التفكير الإيجابي وإدارة الوقت بصورة حسنة، وتواصلك الاجتماعي سوف يكون مثمراً ومفيداً، الصلاة في وقتها والدعاء والذكر وتلاوة القرآن الكريم، والقرآن هو أفضل أنواع الذكر، هذا -إن شاء الله- يمثل أيضاً دفعة علاجية كبيرة في حالتك .

جزاك الله خيراً ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية نايف الحنيني

    موجود

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً