الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاولت العودة للسيبرلكس ولكنه لم يفدني

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أتمنى أن تكون بصحة طيبة وبخير، حضرة الدكتور محمد: بصراحة لم أستفد أبدا من الأدوية التي أخبرتك عنها في استشارتي السابقة، علما أن السلبرايد أستخدمه ولكن لا أعرف لماذا لم أستفد منه! والانتفاخات والغازات في البطن حولت حياتي إلى جحيم، علما أني حاولت استخدام أدوية ثانية غير نفسية كالدوسبالتين والفحم، حتى مغلي النعناع أيضا لم يفدني، لا أعرف بصراحة ماذا أفعل.

حاليا أنا أتبع العلاج التنفسي والرياضة، وأعرف تماما أنه يتطلب الوقت والصبر، ولكن أريد أن أدعم ذلك بعلاج دوائي، حاليا أنا أستخدم امتربتلين 25 وزدتها بعد أسبوعين إلى 50 قبل النوم، وبصراحة الصداع خف تقريبا بنسبة 15 بالمئة، ولكن الانتفاخات الهضمية مازالت، علما أنه تم وصفه لي لتحسين النوم، أنام 3 ساعات باليوم، لا أنكر أن الامتربتلين حسّن النوم نوعا ما، ولكن إلى خمس ساعات، وأحيانا 6، الغريب بالأمر يا دكتور أني أتناول الامتربتلين بشكل يومي، وفي الفترة الأخيرة زاد عندي الحس الجنسي، وأنا أعرف أن الأدوية النفسية تهبط الرغبة الجنسية!

بصراحة أحس أن عندي مرضاً خطيراً بالقولون أو ورماً، جميع الناس يستفيدون من الأدوية إلا أنا! والدواء الوحيد الذي أفادني هو البرازولام، ولكن أنا ضد المهدئات ولا أحبذها، حتى عند الضرورة كنت آخذه، ولكن قبل نهاية الأسبوعين رميته لأنك قلت لا يحبذ أن أستخدمه أكثر.

يجب أن نعالج المشكلة من أساسها؛ لأن البرازولام هو وقتي فقط، ولكن أحس الآن أني نادم لأني رميته؛ لأن الحصول عليه أمر صعب يحتاج إلى وصفة، وطبيبي وصفه لي ولكن كما قلت لك رميته، علما أنه كان عندي تجارب مع السيروكسات وبروزاك وبرستيك وافكسر وسيمبلتا وفافرين وترمايبرمين وامتربتلين وهو تربتزول، زولوفت، زيبراكسيا، ريسبدون، ميتروزبين، وسيبرليكس, والدواء الوحيد الذي نجح لمدة 8 أشهر هو سيبرليكس، إنه فعلا دواء رائع، والله يا دكتور كنت أدعو لك بالصحة والعافية طوال فترة علاجي بالسبرليكس، ولكن لم يعد يفيدني، وأذكر أنك شرحت لي أنه يوجد شيء اسمه تحمل، وأنا إلى الآن لم أفهم ما تقصد.

حاولت العودة للسيبرلكس ولكنه لم يفدني، حاولت أكثر من مرة ولكن دون جدوى، أصبح لدي انتفاخ بالبطن شديد وملاحظ، والصداع يعذبني كثيرا، وأصبحت قريبا أن أخسر عملي، بصراحة الأمور تزداد سوءا، في مثل هذه الحالة دكتور إذا صادفك مريض مثلي ما هو رأيك؟ علما أني قابلت أطباء في السعودية ولكن لم يفدني السيمبلتا، فهو دواء باهظ الثمن والفافرين أيضا، والآن أنا على علاج اسمه سيروكسات سي آر 25 حبة باليوم، لي 5 أيام فقط وصفه لي طبيبي الجديد.

أرجو لو تكرمت أن تذكر لي ما هو اسم التحليل الذي يكشف إذا كان الكبد قد تضرر من استخدام الأدوية أو إنزيمات الكبد، وكم هي النسبة الجيدة للتحليل.

أطال الله عمرك في طاعته، وشكرا لك من كل قلبي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل/ ayham حفظه الله

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

حقيقة أتابع رسائلك، وأنا سعيد جداً بثقتك هذه، وأقول لك جزاك الله خيراً، والذي فهمته من رسالتك تقريباً أن الامتربتلين قد أفادك بالرغم منه أنه دواء قديم، لكن فعاليته مثبتة، ومعظم الأدوية الحديثة تقاس فعاليتها بفعالية الامتربتلين.

أنت ختمت رسالتك وواضح أنك الآن على الزيروكسات (cr) والذي أود أن أنصحك به هو أن ترفع جرعة الامتربتلين حتى تصل إلى (100) مليجرام في اليوم، لكن ما دمت الآن على الزيروكسات فالزيروكسات دواء جيد وفاعل، وآثاره الجانبية أقل، والزيروكسات سي آر (25) هي جرعة كاملة وجيدة، وأنت تحملت من البداية فلا بأس في ذلك، استمر على هذه الجرعة، على الأقل لمدة ستة أو سبعة أشهر، بعد ذلك خفض الجرعة إلى 12.5 مليجرام مثلاً، لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء، وإن شئت أن تدعم بالامتربتلين بجرعة (25) مليجرام فقط فلا بأس في ذلك، لا يوجد تناقض إن شاء الله تعالى، وستكون الفعالية تضافرية.

هذا بالنسبة للعلاج الدوائي، ولا أريدك أبداً أن تأخذ موقفاً سلبياً من هذه الأدوية، فالأدوية تفيد وأحياناً قد تفشل، هذا نعترف به تماماً، لكن فشلها لا يعني أن الدواء لن يفيد إذا تم استعماله مرة أخرى، فكن إيجابياً في فكرك حول هذه الأدوية، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بها.

موضوع التحمل أو الإطاقة يقصد بها أن الدواء قد لا يتحصل الإنسان على فعاليته إلا إذا رفع جرعته؛ لأن المستقبلات العصبية تصبح في وضع تبلدي لا تستجيب الاستجابات السابقة، وهذه الظاهرة لا نشاهدها كثيراً في الأدوية مثل الزيروكسات أو الامتربتلين، أو حتى السبرالكس، هي ظاهرة نشاهدها في الأدوية مثل بروزولام والفاليم والأدوية المشابهة، لكن لسبب ما، حتى الأدوية التي ليس لها خاصية التحمل المعروفة بما تفقد فعاليتها في بعض الأحيان، وهذا السبب قد يكون هو الذي جعلك لا تستجيب للسبرالكس مرة أخرى.

بالنسبة لسؤالك حول التحليل الذي يكشف الضرر من استخدام الأدوية، هذا يتم من خلال أن يكون لك فحص أساسي، يعني أن تعرف وظائف الكبد قبل بداية الدواء، ثم بعد ذلك تعيد الفحص بعد شهرين مثلاً من تناول الدواء، الإنزيمات الكبدية معظمها قد ترتفع ارتفاعاً طفيفاً مع الأدوية، وهذا لا يعني وجود تلف في الكبد، إلا إذا كان هذا التصاعد في مستوى الإنزيمات مطردا ومستمرا، وهذا يعني أن الدواء يجب أن يوقف، فالفحص العادي لإنزيمات الكبد يوضح كل شيء إن شاء الله تعالى، أرجو أن لا تشغل نفسك بهذا الأمر، فهذه الأدوية سليمة، لكن طبعاً القاعدة الطبية الرصينة تحتم أيضا أن يجري الإنسان فحوصات من وقت لآخر.

أخي الكريم: مستوى حرصك على الرياضة وممارستها يجب أن يكون في قمته، هذه الآلام وهذه التقلصات الناشئة من القولون العصبي، الرياضة هي خط العلاج الأول فيه، هذا الكلام مثبت وصحيح، كما أن الرياضة تحسن من الطاقات الجسدية، حيث أن معظم الذين يعانون من القلق الاكتئابي وآلام القولون العصبي تجد أنهم يعانون من الإجهاد الجسدي، ووجد أن الرياضة فيها خير كثير لهم، فكن حريصا عليها أخي الكريم.

جزاك الله خيراً وبارك الله فيك، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً