الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنت حالتي كثيراً بعد استخدام البروزاك مع عودة بعض الوساوس والقلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيكم، وجزاكم خير الجزاء في الدنيا والآخرة، لقد راسلت الموقع من قبل بخصوص استشارتي عن الوسواس القهري الذي كنت أعاني منه، ولكني لا أتذكر رقم الاستشارة للأسف، وقد شرفني الدكتور محمد عبد العليم بالرد على استشارتي، وهداني - بفضل الله - إلى العلاج الفعال الذي جاء بنتيجة مذهلة.

وصفت لي يا سيدي دواء بروزاك 20 مج (مستورد) على أن آخذ حبة واحدة يومياً لمدة 6 أشهر، ثم أقوم بتقليل الجرعة لتصبح حبة واحدة كل يومين، وأستمر على هذا لمدة سنة على الأقل، وأنا - بفضل الله عز وجل - أتممت الـ 6 أشهر الأولى بنجاح، وشفاني الله وعافاني تماماً، وانتصرت على هذه الحالة الوسواسية، وتقدمت في حياتي وعملي بشكل كبير، والآن جاء وقت تقليل الجرعة لتصبح حبة واحدة يوماً بعد يوم، ولكن في الشهر الأخير شعرت بأن بعض الوساوس والقلق بدأت تعود بشكل طفيف، وهذا جعلني أشعر بالضيق والقلق إلى حد ما من إنقاص الجرعة الآن في الوقت الذي قد أحتاج فيه إلى الاستمرار على نفس الجرعة أو زيادتها إن لزم الأمر، لكي أنعم بما أنا فيه من استقرار نفسي، بفضل الله ثم بفضلكم.

أرجو أن تقول لي ماذا أفعل بالضبط؟ وما هي الجرعة التي أستمر عليها؟ وكم من الوقت يلزمني لذلك؟ وهل أنا في حاجة لعلاج آخر يدعم البروزاك في الفترة القادمة? وهل للبروزاك أي أضرار على الصحة العامة وخصوصاً الصحة الجنسية؟
لأني أنوي الزواج قريباً - بإذن الله - كما أني أحرك قدمي بشكل لا إرادي دائماً وأنا جالس، فما سبب ذلك؟ وهل يوجد علاج لهذه الحالة؟ وما سبب هذا التوتر؟

شكرا لك د/ محمد عبد العليم، وجزاك الله عنا خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ: mohamed حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكرك على كلمات الطيبة، وأنا سعيد جداً أن أسمع أن حالتك قد تحسنت بصورة مطردة.

أخي: ما يعتريك الآن من شعورك بسيط بعدم الارتياح أن مرده في أن الوساوس حتى بعد أن تنتهي كثيراً ما تشغل صاحبها بما نسميه بالقلق التوقعي، أنت سوف تقدم على مرحلة يتغير فيها العلاج، بمعنى أنك سوف تنتقل من كبسولة يومياً إلى كبسولة يوماً بعد يوم، مجرد هذه التغير البسيط ربما تكون له بعض التبعات التي تؤدي إلى الشعور بالقلق، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى حتى نكون أكثر طمأنينة أنا أقول: بما أن البروزاك دواء سليم جداً أعرف من يتناوله منذ عام 1988 ، أي في العام الذي اشتهر فيه البروزاك كدواء فعال ودخل الأسواق بقوة، أعرف من يتناوله منذ ذلك الزمن دون أي إشكالية ودون أي صعوبات؛ لأن الذي يميز البروزاك بجانب الفعالية هي السلامة، وبناء على ذلك أرى أن تجعل جرعة البروزاك كبسولة واحدة في اليوم لمدة ثلاثة أشهر، بعد ذلك تطبق ما ذكرناه لك حول تناول الدواء، كبسولة يوماً بعد يوم أعتقد أن هذا حل مقنع جداً، حين تجعل الجرعة كبسولة يومياً إذا لم تتحسن بعد شهر أقول لك اجعلها كبسولتين في اليوم، لا بأس في ذلك أبداً، وكما تعرف أخي فإن البروزاك يمكن تناوله حتى أربعة كبسولات في اليوم، أي 80 مليجرام، وبالنسبة لك فقد أنعم الله عليك بهذا التحسن مع جرعة صغيرة جداً، في حالة الكبسولتين في اليوم تناولها لمدة شهرين بعد ذلك خفضها إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة شهرين أيضاً، ثم اجعلها كبسولة يوماً بعد يوم حتى تكمل المدة العلاجية، الأمر واضح جداً بالنسبة لك، وأيضاً بالنسبة لنا، وأنا متفائل جداً أن حالتك سوف تسير من حسن إلى أحسن.

بالنسبة لموضوع الآثار الجانبية للبروزاك أقول لك: إن البروزاك دواء سليم، وله آثار جانبية، لكنها قليلاً جداً، وليس من الضروري أن تحدث لجميع الناس، مثلاً البروزاك في بداية تناوله قد يؤدي إلى تجمع العصارة المعوية، مما يسبب سوء هضم في بداية العلاج، البروزاك قد يزيد من يقظة بعض الناس، وهذا يؤثر على نومهم، والبروزاك قد يؤثر على الشهية في بداية العلاج، وهذا قد ينقص الوزن، في بعض الحالات البروزاك قد يؤدي إلى قلق نفسي بسيط يجعل الإنسان لا يستطيع الجلوس في مكان واحد، لكن هذا العرض يختفي بعد أسبوع إلى أسبوعين من بداية العلاج.

الموضوع الجنسي والذي أثار ذعر الناس، هنالك الكثير من التوهمات وقليل من الحقائق، الحقائق أن البروزاك قد يؤدي إلى تأخير في القذف المنوي لدى بعض الرجال، هذا قد يكون أمراً إيجابياً لعلاج الذين يعانون من سرعة القذف، البروزاك قد يضعف الرغبة قليلاً لدى بعض الرجال وقد يحسنها لدى بعض الرجال، والجانب النفسي يلعب دوراً ، كثير من الناس يراقبون أداءهم الجنسي، وحين يتناول البروزاك أو الأدوية المشابهة هنا تكون المشكلة؛ لأن الإنسان الذي يكثر المراقبة الصارمة على حالته ويراقب أداءه الجنسي قد يصاب بخيبة أمل .

أخي الكريم: أنا أطمئنك تماماً أنه - إن شاء الله تعالى - لن تواجهك أي مشكلة أثناء الزواج؛ لأن البروزاك دواء جيد، وآثاره الجنسية السلبية نادرة، تناولك لجرعة صغيرة لا نتوقع أن تحدث آثاراً أو أعراضاً جانبية مع هذه الجرعات الصغيرة.

بالنسبة الحركة التي تزعجك وهي حركة القدم المتكررة بشكل لاإرادي، وهي قد تكون عادة مكتسبة نمطية أو ربما تكون ناتجة من قلق، وهنا أقول لك أيها الفاضل الكريم: حاول أن تطبق تمارين الاسترخاء فهي جيدة ومفيدة، وإسلام ويب لديها استشارة تحت الرقم ( 2136015 ) أرجو أن ترجع إليها، وهنالك عقار يعرف باسم أندرال لا مانع أخي من تناوله بجرعة صغيرة وهي أن تبدأ بـ ـ(10) مليجرام يومياً، تناولها لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعلها (10) مليجرام صباحاً ومساء لمدة شهر ثم اجعلها (10) مليجرام صباحاً لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر محمودالسباعي.مصر

    جزاكم.الله.خيرا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً