السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزيتم خيراً على الموقع الرائع، وفي ميزان حسناتكم.

من صغري لدي حساسية أنف، وأجريت عملية إزالة اللحمية وتنظيف للجيوب الأنفية، وكنت أشعر دائماً بدوار عند الوقوف، وكان لدي ضيق في التنفس، وأعطيت بخاخات الربو، ولكن لم أستمر عليها، لأن الأعراض لا تأتي إلا لفترات طويلة جداً، ومن سنة ونصف تقريباً أصبت بزكام شديد.

استمرت الكحة معي شهراً، وكانت شديدة وبدون توقف، بعدها بدأت عندي ضربة في القلب وراجعت الأطباء ولم يكتشفوا السبب، ويقولون طبيعي، وبالصدفة لاحظها أحد الأطباء وقال إنها ضربة قلب مهاجرة، وبعد الفحص بالإيكوا اتضح أنه ارتجاع في صمام القلب الميترالي وراثي وبسيط، والهولتر أعطى نسبه 0,4% ولم يعطوني أية أدوية فقط المتابعة بعد سنة.

الحمد لله، لا يقلقني الموضوع بل أعتبر هذه الضربة هي تذكير لي بالاستغفار أو التسبيح، ولكن لدي بعض الأسئلة كي أفهم الموضوع، بارك الله فيكم.

- أشعر بالضربات أحياناً تستمر لمدة أسبوعين، وأحياناً ثلاثة، وتنتهي الضربات تدريجياً وتختفي مدة أسبوع أو أسبوعين!

ما السبب؟ بما أن الارتجاع موجود، لماذا تختفي الأعراض؟ وهل هناك دواء يخلص من هذه الضربات؟

- هل ضيق التنفس القديم والدوخة سببها الارتجاع أو الربو؟ كما قال لي بعض الأطباء إنه ليس لدي أعراض الربو؟

-الآن أتناول حبة للحساسية مع بخاخ للجيوب الأنفية، هل هذه الأدوية تزيد من الضربات التي أشعر بها وما الأمور التي تزيد من الضربات؟

-لماذا أشعر بالضربة أحياناً في الحلق وأحياناً في الصدر، ولماذا تكون أحياناً متتالية وأحياناً بينهما دقائق وأحياناً قوية؟

- أقوم بتدريب معلمين من الجنسين، هل يمكن أن يغمى علي وأنا أقوم بعملي؟

- هل يجب أن أخبر طبيب الأسنان بالمرض ومن يجب أن يعلم به؟ أم ليس مهما أن أخبر من أتعالج معهم كطبيب الأنف مثلا بذلك؟

- ما معنى أن الهولتر أظهر هذه النسبة 0,4%؟

وبارك الله فيك وجزاكم الله عنا كل خير.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت / سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذه الضربات التي تشعرين بها، وكما أخبرك الطبيب أنها ضربات تأتي في غير وقتها، وخارجة عن نظام القلب الطبيعي، أي أنها تأتي في غير أوانها، ولذا تسمى باللغة العربية (خوارج انقباض) وهي إما أن تكون أذينية أو بطينية، وهي تظهر في كثير من الناس الطبيعيين الذين لا يشتكون من أي أمراض في القلب، وقد تظهر نتيجة زيادة تناول المنبهات، وكثرة السهر والتوتر، وقلة النوم، وبعض الأدوية التي تحتوي على مزيلات احتقان الأنف.

لذا ليس بالضرورة أن يكون لها علاقة حتى مع الارتخاء في الصمام الميترالي، وأدوية الربو قد تزيد من هذه الضربات الإضافية، وتزيد من نبض القلب، ولذا كثير من المرضى الذين يتعالجون من الربو ويتناولون أدوية معينة للربو، مثل (فنتولين) فإنه تحصل عندهم هذه الضربات، وهي لا تؤثر على الإنسان إلا بمدى ما تحصل معه، ومدى الأعراض التي يشكو منها، وكلما زاد قلق الإنسان فإنها قد تظهر أكثر، لأنه مع القلق يزداد إفراز الادرينالين الذي يزيد من ضربات القلب، وكذلك يزيد من حدوث هذه الضربات.

لذا فيمكن أن تلاحظي إن كانت هذه الضربات تزداد عنما تتناولين الأدوية للربو أو للأنف؛ فإن زادت فيكون هناك ارتباط بينهما، وكذلك مراقبة الأمور المرتبطة مع ظهور هذه الضربات من قلق وتناول منبهات وقلة النوم.

أما عن هذه الضربات فعادة ما يشعر بها في الصدر، وأحياناً يشعر المريض فيها في أماكن أخرى، وحسب عدد ضربات خارجة الانقباض فقد تأتي متتالية أو تأتي فرادى أو تتكرر، ولذا فأنت تشعرين بهذه التغيرات.

أما عن موضوع الإغماء فهو يعتمد على مرض القلب نفسه، وبالنسبة لك مهم جداً معرفة إن كنت ما تعانين منه هو ترهل، يسمى أحيانا تهدلاً أو ارتخاء الصمام التاجي في الصمام المترالي دون ارتجاع، أو مترافق مع ارتجاع، لأنه إن كان ترهلاً دون ارتجاع فهو موجود عند كثير من الناس، تقدر ب 5% من الناس، ومعظمهم يعيشون، ولا يعرفون أنه عندهم! لأنه عادة لا يسبب أعراضاً، ولو أن قليلاً منهم يشتكون من خفقان أو آلام في الصدر، وما هو مهم إن كان هناك ارتجاع، لأن هذا يحتاج لمتابعة كل سنة إلى سنتين عند الطبيب، أما إن لم يكن هناك ارتجاع فيحتاج المريض إلى عمل صورة (بابلايكو) كل خمس سنوات.

أما عن سؤالك عن طبيب الأسنان فلا حاجة لإخباره فقد تغيرت التوصيات الطبية العالمية، بهذا الخصوص فقد كان في السابق يعطى المريض مضادا حيويا قبل أي إجراء سني أو جراحي، أما الآن وفي الدراسات تبين أنه لا حاجة للمضادات الحيوية.

أما عن (الهولتر) فيجب معرفة التقرير كاملا، لأنه عادة ما يحتوى التقرير على العديد من الأمور، وليس نسبة فقط، وإنما يحتوي التقرير على نظم القلب، وأقصى نبض وأبطأ نبض، وعدد خوارج الانقباض، ونوعها ومدى ارتباطها بالأعراض التي يشكو منها المريض.

بارك الله فيك وعافاك.