الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل سبب خروج الدم مع البراز قرحة المعدة أم البواسير؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكركم على جهودكم المتواصلة في خدمة هذا الموقع, ولكم جزيل الشكر.

قبل حوالي 4 سنوات كنت أعيش أعزبا, وآكل دائما من المطاعم, وأعاني من ألم شديد في البطن بعد الأكل, وكان يصاحبه قطرة دم واحدة أو قطرتان صغيرتان جدا في البراز, إلى أن عدت إلى أهلي وذهب كل شيء, وعاد كل شيء طبيعيا.

وبعد فترة -أي قبل سنة إلى سنتين تقريبا- خرجت إلى الولايات المتحدة للدراسة, وكانت تأتيني نوبات, حيث إنه تؤلمني بطني, ولا أستطيع فعل شيء, ألم مبرح لا يخف إلا إذا عملت حماما ساخنا, وصببت الماء الساخن على بطني, أو أن أستعمل القربة.

عاد الدم على البراز, وهو دم خفيف جدا, وأحمر فاتح اللون, إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بالذهاب للمستشفى لأنه كانت لديه نفس الأعراض, فذهبت للطوارئ لأن مواعيد المستشفيات هنا تأخذ الكثير من الوقت, من 3 أسابيع إلى 3 أشهر للحصول على موعد, فذهبت وقال لي: أني أعاني من قرحة في المعدة, وأعطاني دواء يسمى: (بانتوزول) آخذه في الصباح قبل الأكل بنصف ساعة, وقد أراحني جدا ولله الحمد, وبفضله ومنته لم يعد لي هذا الألم مرة أخرى.

ولكن أحيانا ونادرا -ولله الحمد- توجد قطرات دم صغيرة حمراء في البراز, وأريد أن أشرح لك ما معنى وجود دم في البراز: هو وجود قطرة أو قطرتان صغيرتان جدا في البراز من الخارج, وأحيانا يخرج شيء مخاطي مع البراز لونه مثل لون البراز, ولكن يأتي أحيانا وليس دائما.

وأيضا أعاني من الغازات والأصوات داخل البطن, وأحيانا عندما أخرج الغازات تخرج مادة مخاطية, بالإضافة إلى أني أعاني من حكة في المؤخرة, وأستعمل أوراقا مرطبة طبية لتهدئته.

وعندما أخرج البراز أشعر بخروج زوائد وعودتها إلى الداخل عندما أنتهي من البراز, بالإضافة إلى أني رجل لا أحب أن أتناول الطعام منذ صغري, فماذا أفعل حيال ذلك؟ وأنا أعتبر نفسي نحيفا جدا.

بالنسبة للبراز أحيانا يخرج كتلة واحدة, وأحيانا يخرج قطعا صغيرة, وأحيانا صغيرة جدا بسبب الضغط عليها عندما أحاول أن أخرجها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ كريم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إن القرحة المعدية أو الاثني عشرية لا تسبب دما أحمر كالقطرات في البراز, وإنما إن كان هناك نزف من المعدة فإنه عندما يصل إلى الشرج يكون الدم بلون أسود, مثل القطران, وفي بعض الحالات التي ينزف الإنسان بكميات كبيرة من المعدة فإنه قد ينزل بسرعة خلال الأمعاء, ويصل بلون بني, إلا أن وجود قطرات من الدم على سطح البراز بالشكل الذي وصفته فهو يكون بسبب بواسير داخلية, يمكن أن يسبب التهابا في الشرج, وخروج مخاط ودم مع الإحساس بالحرقة في منطقة الشرج, إلا أن وجود هذه الزوائد التي تخرج من الشرج وتعود للداخل بعد التغوط فهذا يؤكد وجود بواسير( hemorrhoids) داخلية من الدرجة الثانية.

البواسير من الأمراض الشائعة جدا، والسبب الرئيسي لتكونها هو الإجهاد بالضغط على البطن، خلال عملية إخراج البراز, وهو الإجهاد الذي يزداد بذل أحدنا له حال وجود حالة من الإمساك لديه, وكلما زادت مدة المعاناة من الإمساك، أو تكرر حصوله، ارتفعت احتمالات الإصابة بحالات البواسير.

ويُؤدي الجلوس لفترات طويلة، وخاصة على الأرض في وضعية التربع إلى زيادة تجمع الدم في أوردة منطقة الشرج، مع صعوبة عودة تلك الكمية من الدم فيها إلى أوردة البطن الرئيسية، كي تُخفف الضغط عنها.

وكذلك يُؤدي وجود التهابات ميكروبية في منطقة الشرج والمستقيم إلى تشكل البواسير.

والبواسير عبارة عن انتفاخات مؤلمة في الأوردة الموجودة بالأجزاء السفلى من المستقيم أو فتحة الشرج, وتنشأ البواسير نتيجة لتجمع الدم بطريقة غير طبيعية, وغير معتادة في أوردة منطقة الشرج، ما يُؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم داخلها، وبالتالي لا تتحمل جدران الأوعية الوريدية ذلك الحال، وتبدأ بالتمدد والانتفاخ، الأمر الذي يجعلها مؤلمة، وخاصة عند الجلوس.

وتُقسم البواسير إلى نوع داخلي ونوع خارجي, والداخلي منها هو ما يُوجد داخل المستقيم وفتحة الشرج، أما الخارجي فيُوجد في نهايات فتحة الشرج، ما قد يجعلها تتدلى إلى الخارج.

وهناك أعراض عديدة للباوسير: منها الحكة الشرجية، أو ألم في فتحة الشرج، خاصة عند الجلوس، أو خروج دم أحمر مع البراز, أو يُلاحظ على محارم تنشيف الشرج, أو ألم خلال عملية التبرز, أو أن يُحس المرء بأن ثمة كتلا تتدلى على فتحة الشرج نفسه.

ولم تذكر إن كان الطبيب قد فحص الشرج عندك؛ لأنه عادة ما يتمكن الطبيب بسهولة من تشخيص الإصابة بالبواسير من خلال الفحص الإكلينيكي للشرج، أو إجراء منظار لفتحة الشرج.

أما العلاج فيكون بتجنب الإمساك والجلوس الطويل, وارتداء ملابس داخلية مصنوعة من القطن، وتجنب استخدام محارم التواليت المحتوية على مواد معطرة ومهيجة، والحرص ما أمكن على تجنب حك منطقة الشرج.

ومن المفيد في معالجة حالة البواسير وضع كريم من "هايدروكورتيزون" على فتحة الشرج، لأنه سيعمل على تخفيف الشعور بالألم وتخفيف الإنتفاخ.

كما أن استخدام كريم من مادة "ليدوكين" المخدرة، يعمل على تخفيف الشعور الموضعي بالألم في تلك البواسير, ويمكن عمل مغاطس ماء ساخن مرتين في اليوم, ولمدة 15-20 دقيقة.

إذا استمرت الأعراض فيجب عرض نفسك على طبيب مختص بالجراحة العامة (general surgeon)

نرجو من الله لك الشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • المغرب Sara

    هدا رائع شكرا جزيلاا يا أخي

  • المغرب khadija

    jazak allah khayran

  • الجزائر oussama

    بارك الله فيك يا أخي الكريم

  • أمريكا محمد

    شكرا جزيلا

  • العراق ود العامريه

    معلومات جداً مفيده

  • فلسطين المحتلة محمد

    بارك ألله فيكم

  • الأردن مصطفى حمدان

    شكرا ولله معلومات مفيده جدا

  • العراق نور@العراق

    شكرآ معلومات مفيده جدآ واني استفدت كثيرآ لاني اعاني من نفس الحاله

  • رعدالسلطاني العراق

    الشكر الجزيل لكم وفقكم البارى لكل خير

  • فلسطين المحتلة إنعام

    (ويمكن عمل مغاطس ماء ساخن مرتين في اليوم, ولمدة 15-20 دقيقة.)هذا خطأ شنيع إنه يذكر هذا الكلام لأنه ممكن أن يقتل الإنسان بسبب شدة الألم وما نحتاجه هو ماء باردة وليس ساخنه وبسبب ان الغالبية لا تتحمل الباردة أو المثلجه حتى فينصح الطبيب بالفاترة

  • ليبيا محمداليبي

    جـــزاكم الله خير كانت المعلومات مفيدة جدا لي

  • الكويت mohamme adam

    جزاك الله خيرا ..معلومة قيمة

  • رومانيا ريم

    الله يجزاك الخبر معلومه رائعه

  • مصر عبد الحميد

    الف شكر علي المعلومة

  • كاظم

    هذابرنامج جدا مفيد

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً