الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خالي يعاني وضعا نفسيا صعبا فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خالي في الأربعين من عمره, ولد بصفة عادية من دون مرض, واجتاز الخدمة العسكرية بصفة عادية, ثم لوحظ عليه أنه أصبح ينظر في المرآة الموجودة في غرفة الاستحمام كثيرا, شيئا فشيئا أصبح عصبيا لا يحب الاستحمام إلا تحت ضغط الأهل, ودائما في غرفته طول العام, أحيانا يصدر أصواتا, ويتكلم لوحده, ومرات يضحك, ومرات يكون شبه عادي.

مثلا: لو طلب منه قراءة آية الكرسي يقرؤها, ويتذكر أشياء من الماضي جيدا, وهو يعالج عند طبيب أمراض عصبية, يعطيه منذ حوالي 15 سنة دواء دوغماتيل, والأرجكتين, فهما يهدئان من عصبيته, ولكن لا يعود عاديا.

سؤالي: هل هناك أمل في أن يعود إنسانا عاديا بدون دواء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نشيدة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب.

نسأل الله تعالى لخالك الشفاء والعافية، أختي وصفك احتوى على مؤشرات وأعراض رئيسية يعاني منها هذا الرجل -حفظه الله-.

موضوع انسحابه الاجتماعي ورفضه التفاعل مع الآخرين، عدم اهتمامه بالاستحمام ونظافته الشخصية، وإصدار أصوات, ويتكلم لوحده, ومرات يضحك؛ هذا دليل -أيتها الفاضلة- أنه يسمع أصواتا, أي أن لديه هلاوس سماعية, وأنه يستجيب لها, ويحاورها, ويناقشها, وغالبا ما يكون الضحك صادر كاستجابة لما يصدر مما يسمع, وهذه من أهم الأعراض التي نشاهدها في الأمراض العقلية, وكذلك الأمراض الذهانية.

والأدوية التي يتناولها خالك وهي الدوقماتيل والأرجكتين هي أدوية مضادة لعلاج الذهان، هذه أدوية جيدة, ولكنها قديمة بعض الشيء, والحكمة الطبية الرصينة أن يكون هدف الدواء أو الشفاء هو التحكم في الأعراض.

خالك هذا -حفظه الله- لا زال لديه أعراض مرضية نشطة, وهذا بالطبع يتطلب أن يذهب به إلى الطبيب ليعاد تقييمه, وربما يقوم الطبيب بتغيير خطة العلاج وهذا مهم، الرجل الآن هو عصبي, ولديه هلاوس, ولديه اضطرابات ذهانية واضحة, وأعتقد أنه في حاجة إلى أدوية أكثر قوة وفعالية, وهي متوفرة جدا والحمد لله, وحتى وإن وصل إلى المستشفى لفترة أسبوع أو أسبوعين فلا مانع أبدا.

بالنسبة للسؤال هل يعود إنسانا عاديا بدون دواء? لا شك أن العلم عند الله, لكن من خلال السنة أن نأخذ بالأسباب, ونكون منطقيين, أقول لك إنه محتاج إلى العلاج، والحكمة ضالة المؤمن, أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء, فتداوا عباد الله، خالك يحتاج إلى الدواء، يحتاج إلى الرعاية الطبية النفسية السلمية, وإن شاء الله تعالى سوف يتحسن من خلال ذلك.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيرا, ونسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً