الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هو علاج اختلال الأنية؟

السؤال

السلام عليكم

من فترة جاءني ألم بالرأس، وجاءتني وساوس أن الذي في هو سرطان، وتعبت نفسيتي واكتأبت وأصابني قلق وخوف.

بعد أن أخذت الأشعة المقطعية ارتحت، لكن جاءني شعور كأني بحلم، وكأن كل شيء حولي غير حقيقة، وسألت بموقع عن حالتي، وقالوا اختلال الآنية.

ما أقدر أروح لطبيب نفسي، ظروفي ما تسمح، وأنا تعبت من هذا المرض .

نصيحتكم، الله يجزيكم خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ وجدان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

كثرة الأسقام في زماننا – نسأل الله أن يحفظ الجميع وأن يعافيهم – وكثرة الحديث أيضًا عن الأمراض وتشعب وتعقيد الفحوصات أدى إلى ظهور محيط ومناخ وجداني يتخوف فيه الناس كثيرًا، وتكون هنالك مخاوف ووساوس وتأويلات حول الصحة، وقد يصل الأمر إلى التوهم المرضي أو ما يسمى بالمراء المرضي.

لا شك أن السرطان من أسوأ الأسقام، والناس حين تصيبهم أعراض معينة تلجأ للتأويل الخاطئ كما ذكرتُ لك، وهذا نشاهده عند الأشخاص القلقين، وكذلك الحساسين والذين لديهم سمات وسواسية.

أنت بعد أن قمتِ بإجراء الأشعة المقطعية، الحمد لله ارتحت كثيرًا، وهذا من فضل الله عليكِ، ما أصابك من قلق ومن توتر ومن شعور بالتغرب هو ناتج عن علة المخاوف التي في الأصل أنت عُرضة لها، وفي مثل هذه الحالات أنصحك بالدعاء، وهنالك دعاء مأثور عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : (اللهم إني أعوذ بك من البرص والجذام والجنون، وأعوذ بك من سيئ الأسقام) وسلِ الله العافية، هذا دعاء يعطي إشارات ومشاعر وطمأنينة رائعة جدًّا للإنسان.

مع هذا الدعاء عليك بتجاهل مخاوفك، بل تحقيرها، والتفكير بإيجابية، وكوني حريصة على أذكار الصباح والمساء، والأمر الآخر: أنصحك ألا تتنقلي بين الأطباء.

اصرفي انتباهك بالتفكر والتأمل فيما هو جميل، وعيشي حياة صحية، وهذا يتأتى من خلال التغذية المتوازنة، وأخذ قسط كافي من الراحة، مع ممارسة أي نوع من الرياضة تناسب المرأة المسلمة، واملئي فراغك من خلال الاجتهاد في أمور بيتك، مع التواصل الاجتماعي، القراءة، الاطلاع، والترفيه عن النفس بما هو طيب، وصرف الانتباه ضرورة أساسية لئلا يوسوس الإنسان حول المرض.

سيكون أيضًا من الجيد لك أن تتدربي على تمارين الاسترخاء، ولدينا في إسلام ويب استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن تطلعي عليها وتطبقي الإرشادات والتوجيهات السلوكية التي بها.

لا بأس ولا مانع من أن تتناولي دواءً مشهوراً جدًّا في علاج المخاوف القلقية، ويساعد بالطبع في زوال ما يسمى باضطراب الأنّية، والذي هو ليس أكثر من جزئية من جزئيات القلق.

الدواء يعرف تجاريًا باسم (سبرالكس) واسمه العلمي (إستالوبرام) والجرعة المطلوبة هي خمسة مليجرام – أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على عشرة مليجرام – تناوليها يوميًا بعد الأكل ولمدة شهر، بعد ذلك اجعليها حبة كاملة (عشرة مليجرام) تناوليها يوميًا لمدة شهرين، ثم اجعليها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقفي عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً