الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من آلام في الكتفين والظهر، فما السبب والعلاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من ألم في الكتفين، يمتد إلى منتصف الظهر والذراعين، منذ سنين طويلة، كما أنه يسبب لي توتراً وقلقاً وضيقاً، وتقلباً في المزاج، أحياناً أكون بمزاج عادي ومرتاحة، وفجأة يتغير إلى العصبية، فأكتشف بأن النافذة مفتوحة، وأني تعرضت لتيار هواء.

ذهبت منذ شهور إلى طبيب عظام فطلب مني عمل أشعة للعمود الفقري، عملتها فكانت النتيجة انحرافاً بسيطاً في العمود الفقري، يسبب لي شداً عضلياً في عضلات الكتف، ووصف هذا الدواءmethycobal500 وطلب مني العودة عند انتهائي من استخدام الدواء، فعدت إليه وأخبرته بأني تحسنت، لكن يعود المرض عند تعرضي للبرد، وحالتي النفسية لم تتحسن كثيراً، فأخبرني بأنه بسبب الشد العضلي تنتفخ الأعصاب التي تحت العضلات فتسبب التوتر والقلق.

كما أخبرته أني أشعر بأن عضلاتي ضعيفة أو ملتهبة، فعند قيامي بعمل بسيط كتمشيط شعر أختي أو العجين أشعر بتعب في الذراعين، وطلب فحص دم، لأني كنت أعاني من ألم في الساقين والقدمين، وعملت فحصاً للغدة الدرقية، وكانت النتائج طبيعية ماعدا النقص الشديد في الكالسيوم.

طلب مني تناول أكل صحي، وعمل تمارين لتصحيح العمود الفقري، وشرب الحليب، وأن لا أتعرض للهواء، وأن لا أحمل ثقيلاً، كما أني عملت من قبل أشعة للرقبة وكانت النتيجة ضغطاً في فقرتين.

كما أعاني من ألم في الفقرتين خلف الرئتين، إذا تعرضت للبرد أو أجهدت نفسي بعمل كثير، والسبب أني في سن العاشرة حملت أختي التي تصغرني بثلاثة أعوام على كتفي فاهتزت بقوة فأحسست بضغط على الفقرتين التي خلف الصدر، فظللت أبكي طول الليل ولم أستطع النوم تلك الليلة.

أنا حالياً لا زلت أشعر بالألم في الكتفين، وحالتي النفسية سيئة، فعند ما يشتد الألم أحس بضيق وهم وأكره كل شيء، وأتذكر أحزاني، وأظل أبكي بحرقة ولا أتمنى شيئاً إلا الموت، وأدعو الله أن يحقق أمنيتي، وإذا تحسنت أضحك على نفسي، وعلى تفكيري!

علماً أنه لا يخف الألم وتتحسن حالتي أحياناً إلا بعد أن أستحم بماء ساخن، أو أعمل كمادات ساخنة، أو تدليكاً بجهاز التدليك.

حالياً بدأت ألاحظ كثرة سرحاني وشرودي ونسياني، والتفكير الكثير في مواضيع لا تستحق كل التفكير الذي أبذله، لا أعرف ما السبب؟! فقد أثر على حفظي للقرآن وتدبري للآيات وخشوعي في الصلاة.

هل ما أعاني منه مرض عضوي فقط أو نفسي أو كلاهما؟ وما هو أفضل دواء للتخلص من المرض نهائياً إذا كان عضوياً؟ فقد سمعت أنه لا يوجد دواء للشد العضلي، وإذا كان نفسياً فما هو الدواء؟ أرجو أن الدواء الموصوف لا يسبب النوم والخمول.

وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الرحمن حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

هناك أمران في حالتك، وهما: النقص الشديد في الكالسيوم، وهو على الأكثر سببه نقص في الفيتامين د ولم تذكري أنه تم علاجك بالفيتامين د، وإنما تم الطلب منك شرب الحليب والطعام الصحي، وبدون الفيتامين د.

مهما شربت من الحليب فلن يمتص الجسم الكالسيوم الموجود في الطعام، ولذا فإنه من المهم جداً تناول الفيتامين د بجرعة إما (50000) وحدة! حبة واحدة أسبوعياً لمدة ثمانية أسابيع ثم تتناولين حبة كل أسبوعين وباستمرار، وزيادة تناول مشتقات الحليب خلال هذه الفترة أو تناول حبوب كالسيوم كاربونات 500 حبة مرتين في اليوم، في البداية لمدة شهرين ثم حبة واحدة يومياً بعد ذلك إن كنت لا تتنناولين كمية كافية من الحليب - ثلاثة أكواب في اليوم-.

أما الناحية الأخرى فواضح أن هناك شداً عضلياً، ويزيد مع البرودة ويخف مع وضع الكمادات الساخنة، وهذا شائع جداً، إلا أنه يمكن التخلص منه بملاحظة الوضعيات التي تجلسين فيها، وتجنب الأوضاع غير الصحية، فكثير من الناس تحصل عندهم هذه الآلام بسبب وضعيات غير صحية، كأن يجلس واللابتوب ( الكمبيوتر المحمول ) موضوع على فخذيه، ورقبته مائلة للأمام، أو يجلس على الكمبيوتر ساعات طويلة، أو بالمحادثات على التلفون أو وضعية غير صحية أثناء المطالعة والدراسة.

لذا يجب أن تنتبهي إلى هذه، وتقللي من التعرض للبرودة، ويجب وضع كمادات ساخنة يومياً، وعمل تمارين مد للعضلات بعد وضع الكمادات الساخنة، ويتم ذلك في البداية بإشراف المعالجة الطبيعية، ثم يمكن أن تجريها بنفسك يومياً، حتى تتحسن الحالة، ويمكن أن تختفي بإذن الله.

أما موضوع عدم التركيز والشرود الذهني فأحيل السؤال إلى الأخ استشاري الأمراض النفسية.

انتهت إجابة د. حمد حمودة، استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

وتبدأ إجابة د محمد عبد العليم استشاري الأمراض الباطنية والروماتيزم

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

الارتباط بين الجسد والنفس، وهو ارتباط معروف ولا إشكالية حول هذا الموضوع، فتأثر النفس يؤدي إلى تأثر الجسم، والعكس صحيح، ويعرف وبصفة خاصة أن الآلام الجسدية كثيراً ما يلعب فيها الاكتئاب والقلق دوراً، وأنت لديك أعراض قلقية واضحة جداً، أعراض التوتر وأعراض الانفعال السلبي وربما يكون لديك عسر مزاجي بسيط، وهذا تتم معالجته من خلال صرف الانتباه عنه، وذلك يكون بالتفكير الإيجابي والقيام بالأفعال الإيجابية.

يجب أن لا تجعلي شعورك يقودك ويفرض عليك التكاسل والانزواء، أديري وقتك بصورة فعالة، وقومي بتمارين رياضية تناسب حالتك، واجتهدي في دراستك، هذا -إن شاء الله تعالى- يقلل هذا التوتر، وفي ذات الوقت كوني معبرة عن ذاتك، وتجنبي الكتمان فالكتمان هو أحد الأشياء التي تؤدي إلى الاحتقانات النفسية.

إن استطعت أن تعرضي نفسك على الطبيب النفسي فهذا جيد، فإن لم تستطيعي فأعتقد أنك محتاجة في تلك الحالتين إلى أحد الأدوية المحسنة للمزاج، وهذه بطبعها سوف تساعدك في علاج هذه الآلام الجسدية، وأنت لم تذكري عمرك.

عموماً إذا كان عمرك عشرين سنة أو أكثر فيمكن أن تتحصلي على الدواء الذي يعرف باسم بسرالكس، واسمه العلمي استالوبرام، تناوليه بجرعة (5) مليجراما، أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على (10) مليجراما، واستمري عليها لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعليها (10) مليجراما تناوليها يومياً لمدة شهرين، ثم خفضيها إلى (5) مليجراما يومياً لمدة شهر ثم (5) مليجراما يوماً بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقفي عن تناول الدواء.

هذا هو الذي أنصحك به، وأرجو أن تأخذي ما ذكره لك الدكتور محمد حمودة في الحسبان.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً