الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يعاني من مرض الزهايمر، فهل هناك أمل في علاجه؟

السؤال

السلام عليكم..

أبي يعاني من مرض الزهايمر منذ سنوات، والآن انتكست الحالة لديه بشكل مفاجئ، وأصبح لا يتحرك نهائيا، ودخل فجأة في غيبوبة، والآن هو منوم في المستشفى، والأطباء يرفضون بأن يعطوه العلاج، ولقد مضى عليه وهو منوم عندهم سبعة أشهر، ولا يعطوه غذاء سوا الحليب.

وأنا أقوم بتحضير الطعام وإعطاؤه له، وأريد أن أعطيه حبوب الزهايمر، لعل الله أن يجعله يتحرك مرة أخرى، مع العلم أن الأكسجين والوظائف الحيوية جيدة لديه.

كما أنه يعاني من قرحة الفراش.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مرفت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب، ونشكر لك اهتمامك بأمر والدك.

أنا أؤكد لك بصورة قاطعة: أن والدك مادام الآن متواجد في المستشفى، فلن يبخل عليه الفريق العلاجي بأي دواء، أو علاج، أو أي وسيلة تساعده، فأرجو أن تطمئني من هذا الجانب.

ولقد ذكرت أن والدك يعاني من علة الزهايمر، والزهايمر له عدة مراحل، والمريض حين يدخل مراحل معينة، لن يفيده علاج دوائي.

وأقصد بذلك: أن الأدوية التي تحسن الذاكرة، وهي ثلاثة أدوية معروفة، منها عقار: إبكسيا Ebixa، واسمه العلمي هو: ميمانتينMemantine، وعقار: ريمانيلReminy، واسمه العلمي وهو: قالنتمينGalantamine والدواء الثالث هو: ارسبت Aricept، واسمه العلمي دونيبزيلDonepezil، وإذا كنت تقصدين هذه المجموعة من الأدوية، فهذه لا تفيد كثيراً في المراحل المتأخرة من علة الزهايمر.

وهنالك ما يعرف بالعلاج التدعيمي، وهو العلاج الذي يساعد المريض في أمور كثيرة، مثلا: إذا كان نومه مضطرب، فيجب أن يعطى العلاج المناسب، وإذا كان هنالك مزاج اكتئابي، فيجب أن يعطى مضادات الاكتئاب، وإذا كان هنالك تصلب وتخشب في جسده، فهنالك أدوية تفيد في استرخاء العضلات، وهكذا، وهذه كلها معروفة لدى الأطباء، فكوني واثقة من ذلك.

والشيء الآخر وهو مهم جداً: هو أن تجلسي مع الطبيب المعالج، وهذا حق من حقوق المريض وأسرته، وأن يكون هنالك اطلاع ومعلومات كاملة ومتوفرة من قبل الفريق العلاجي، ليستطيع أهل المريض أن يكونوا ملمين بحالته، والتوقعات والمآلات التي قد ينتهي إليها مرض الشخص، لتقومي بإعطائه أطعمة دون الإرشاد والنصح الطبي.

وهنالك وجبات وأنواع معينة من الطعام تحدد لهؤلاء المرضى، كل حسب حالته، والذي أراه هو: أن لا تحسي بالذنب أبداً حيال والدك، وعليك بالدعاء له، وعليك بزيارته، وعليك طلب مقابلة الطبيب من أجل المزيد من الاستيضاح حول حالته، ويجب أن تقبلي بالحقائق وهذا مهم جداً، فكثير من أهل المرضى يجدون صعوبة في قبول الحقائق، - والحمد لله - أنت إنسانة واعية، وعلى إدراك بالزهايمر، وما يحمله من تباعات طبية، ونفسية، وأسرية كبيرة.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً